ترغبون بالاستثمار في العملات الرقمية؟ معلومات مهمة

تاريخ النشر
صورة توضيحية-تصوير وكالات

رام الله-أخبار المال والأعمال- للعملات المشفّرة عيوب كثيرة، تبدو كأخطاء بسيطة في البداية، إلّا أنّها يمكن أنّ تكلّف أصحابها ثرواتهم.

واحدة من هذه العيوب، هي إمكانيّة فقدان المستخدمين لكلمات المرور الخاصّة بهم، والتي تتكوّن من (24 كلمة - أو 12 كلمة)، ممّا قد يتسبّب في ضياع الأصول الخاصّة بهم.

في عالم العملات الرقميّة المشفّرة، لا يمكن لأحد أن يساعدك في استرجاع حساباتك! إذا ضاعت، فإنّها تضيع للأبد، وإذا قارنّا عالم العملات المشفّرة بالخدمات المصرفيّة التقليديّة، فإنّه بحسب رأي كثير من خبراء الاقتصاد والتشفير في العالم، ستميل كفّة الميزان للخدمات المصرفيّة التقليديّة، وذلك بسبب أنّ العملات المشفّرة في الوقت الحاليّ، لا تخضع لأيّ قوانين، بالإضافة إلى أنّها استثمارات عالية الخطورة، إذ من الممكن أن تهوي عملات إلى الصفر حرفيًّا، كما حدث مثلًا مع عملة FTT، بعد الانهيار الكبير.

يدرك مطوّرو التشفير والبلوكشين، أنّ الخطأ البشريّ هو أمر حتميّ في نهاية المطاف، وهو ما يعني أنّه من الصعب بمكان دفع العملات المشفّرة لثقة المستثمرين، دون تحويلها إلى صيغة أسهل وقوننتها قبل كلّ شيء، فكلّ ما يحدث الآن في عالم العملات المشفّرة، هو خارج إطار أيّ قانون جامع، وفي ظلّ هذا الغموض وغياب القوانين، لا يستطيع أحد حماية المتداولين والمستثمرين في حال خسارة أموالهم وأصولهم، بالإضافة إلى أنّ منصّات التداول، لا تخضع إلى أيّ قوانين بدورها وتفتقر للشفافيّة، ولذلك يكثر الاحتيال والتلاعب بأموال المستثمرين.

ومن المعروف أنّ معظم العملات المشفّرة، لا تنظّم من قبل بنوك مركزيّة أو منظّمات دوليّة، وإنّما يحدّد سعرها وقيمتها من خلال العرض والطلب في السوق، وهو ما يعني أيضًا، احتمال انهيار أيّ عملة بسبب الشائعات، كما حدث مع كثير من المشاريع في العملات الرقميّة، والتي آلت في النهاية إلى "لا شيء".

في هذا التقرير، نستعرض أبرز المخاطر التي تواجه العاملين في العملات الرقميّة المشفّرة:

القانون

تتباين وجهات النظر فيما يتعلّق بالوضع القانونيّ للعملات الرقميّة، ومن أهمّ الأسباب المعروفة والمتداولة، هي استخدام منظّمات الجريمة والإرهاب للعملات الرقميّة، كونها معماة عن القانون، مثل عملة "بتكوين" وعملة "مونيرو" وغيرها من العملات.

وكانت تقارير ألمانيّة قد كشفت عن أنّ الجناة والمجرمين في أوروبا وأميركا، يفضّلون هاتين العملتين، لإخفاء هويّاتهم تمامًا عند إجراءات الدفع والطلب والشحن للمنتجات غير المشروعة، وبالنسبة لمنظّمات المافيا، فإنّ هذه العملات تعطيهم مزايا هائلة في التخفّي واستقبال الأموال بحريّة بعيدًا عن أعين السلطات، كما صدر في تقرير لشرطة مكافحة المافيا الإيطاليّة، وبحسب تقرير لشبكة سي إن بي سي، فإنّ عملة مونيرو، هي المفضّلة بشكل كبير، لمجرمي هجمات الفدية الإلكترونيّة على شبكة الإنترنت.

لا ثقة

إنّ تطوّر العملات الرقميّة السريع يخضع إلى درجات عالية من عدم اليقين، وذلك لأسباب كثيرة، من بينها عدم استخدامها في أسواق البيع بالتجزئة إلّا في حالات ضيّقة جدًا ولا تكاد تُذكر.

وتعرّضت عملة بتكوين على سبيل المثال، إلى فقدان أكثر من 65٪ من قيمتها من بداية عام 2022، بعد أن وصلت إلى قمّة تاريخيّة عام 2020 بـ70 ألف دولار تقريبًا. وفقد عدد كبير من المستثمرين ثقتهم بالعملات الرقميّة، بعد انسحاب كثير من البنوك وصناديق التحوّط والمؤسسات الماليّة من الاستثمار فيها، ممّا أدى إلى هذه الانهيارات المتتالية التي نشهدها.

منصّات التداول… الخطر الأكبر

جميعنا شاهدنا الانهيار الكبير مع عملة Luna، وانهيار منصّة FTX واعتقال صاحبها سام فريد بانكمان، بعد ضياع أكثر من 14 مليار دولار من أموال المستثمرين في المنصّة.

ما يحدث في منصّات العملات المشفّرة لم يصل إلى نهايته بعد، فهناك الكثير من المنصّات التي تترنّح، وتضع أموال المستثمرين في خطر، ومن بينها منصّة سالسيس التي تواجه مشاكل سيولة عالية، ممّا يضعها أمام موقف صعب في ردّ الأموال للمستثمرين في حال طالبوا بها بشكل جماعيّ، ومنصّة بلوكيفاي، وهي واحدة من أكبر منصّات إقراض العملات المشفّرة في العالم، إذ أعلنت الشركة عن نيّتها تسريح حوالي 20٪ من موظّفيها، معلنة عن تأثّر عمليّاتها اليوميّة.

مخاطر كبيرة في المعاملات المباشرة

بإمكان المستثمرين الاستثمار بالعملات المشفّرة، من خلال العديد من المنصّات عبر الإنترنت، أو من خلال إجراء معاملات مباشرة فيما بينهم.

وتتيح معظم المنصّات، تسهيل التواصل بين المستثمرين - البائع والمشتري - بشكل مباشر، دون أدنى قيود أو تنظيم فيما بينهم، ليتعرّض المستثمرون إلى مخاطر عالية في فقدان أموالهم وأصولهم المشفّرة في عمليّات نصب واسعة، وفي هكذا حالات، لا يمكن للمنصّات أن تفعل أيّ شيء حيال هذه الأعمال غير القانونيّة.

المعرفة والعلم

كثير من المستثمرين لا يفقهون بقواعد الأمن السيبرانيّ، إذ يحتاج العمل بالعملات المشفّرة، إلى معرفة واسعة واطّلاع مستمرّ على آخر المستجدّات في هذا المجال، وفي حال عدم امتلاك المهارات الكافية، يمكن أن يتمّ اختراق الأصول والاستحواذ عليها، سواء من خلال عمليّات اختراق فرديّة، أو جماعيّة، وكذلك عن طريق اختراق الحواسيب والهواتف، وهو ما قد يتسبّب بخسائر فادحة، كما حصل مع كثير من المستثمرين الذين فقدوا ملايين الدولارات، بسبب عدم المعرفة الكافية.