القاهرة (شينخوا) جلس الأربعيني المصري أحمد سلامة، داخل متجره في الجيزة جنوب غرب القاهرة ممسكا بآلة حاسبة لتحديد المرتجعات من الهدايا والتحف، بسبب ضعف مبيعات محله، على الرغم من الاحتفال بعيد الحب، الذي يوافق 14 فبراير من كل عام.
وتسببت الموجة الخامسة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، التي تتعرض لها مصر حاليا، في عزوف بعض المصريين عن الاحتفال بعيد الحب، ما أدى إلى تراجع مبيعات محلات الهدايا والزهور، التي تعتبر هذا العيد الموسم الرئيسي لها.
وتشهد مصر حاليا ذروة الموجة الخامسة للفيروس في ظل زيادة أعداد الإصابات والوفيات.
وبلغ إجمالي ضحايا الفيروس المسجلين منذ ظهوره في مصر حتى أمس الأحد 454952 شخصا، من ضمنهم 387700 حالة شفاء، و23349 حالة وفاة، بحسب وزارة الصحة.
وقال سلامة، بلهجة تملؤها الحسرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "نحن حاليا في الموجه الخامسة لفيروس كورونا، وهناك ناس كثيرة تخاف من التسوق، لذلك قمت بتقديم عروض كثيرة، كما نقوم بتوصيل المبيعات حتى باب المنزل لأول مرة، من أجل تحريك حجم المبيعات الذي تأثر بشكل سلبي".
وأضاف سلامة، وهو مهندس مدني ورث هذه المهنة عن والده، الذي كان يحب التحف والهدايا، أن "الاحتفال بعيد الحب هذا العام مختلف بشكل كبير عن الأعوام الماضية بسبب ارتفاع أسعار الهدايا أيضا".
وتابع أن "عيد الحب يعتبر موسما مهما لنا، لكن الإقبال على شراء الهدايا ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية".
وأشار إلى أنه في السنوات الأخيرة كان يبيع التحف والهدايا المعروضة في المحل، ويجلب المزيد منها لعرضه في ظل ارتفاع المبيعات، لكن هذا العام "هناك مرتجعات كثيرة" من التحف والدباديب.
ويعرض سلامة، في المحل منتجات متنوعة لكن الأكثر مبيعا هو "صناديق الحب"، التي تتزين بالورد والتحف والشوكولاته، وتتراوح أسعارها من 150 حتى 500 جنيه مصري (الدولار يساوي 15.59 جنيه).
وهناك أيضا الوردة المغلفة التي تباع بـ 25 جنيها، وبوكيه الورد الذي يتراوح ثمنه بين 50 إلى 400 جنيه، والدباديب التي تبدأ من 50 حتى 1500 جنيه.
أما مروان مدحت (49 عاما)، وهو صاحب متجر لبيع الهدايا بشارع الهرم السياحي الشهير في الجيزة، فقال إنه "بالتأكيد، كل أصحاب المحلات المتخصصة في الهدايا والزهور يقومون بتحضيرات خاصة بمناسبة عيد الحب، حيث يتم الإعداد لهذه المناسبة منذ بداية الشهر، لأنه حدث مهم يجذب المصريين لشراء الهدايا".
وتابع مدحت، الذي يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاما، لـ ((شينخوا))، أن "وزارة الصحة أعلنت أننا نمر بالموجة الخامسة لفيروس كورونا، التي تشهد انتشار العدوى بشكل سريع، وهذا له تأثير سلبي على حركة البيع والشراء، وأيضا ارتفاع الأسعار ساهم في ضعف المبيعات".
وأردف أن "المبيعات خلال عيد الحب هذا العام أقل مما كان عليه قبل ظهور جائحة كورونا، فهناك معروض لكن الطلب أقل".
وأضاف أن "الأمر الواضح هذا العام هو قلة أعداد المتزوجين المقبلين على شراء هدايا عيد الحب، عكس السنوات الماضية".
وأوضح أنه "من أجل التغلب على ضعف المبيعات، عرضت الهدايا بأسعار العام الماضي، لجذب الزبائن الذين يدخلون المحل ويسألون عن السعر أولا حتى قبل النظر للهدايا، وعندي هدايا يبدأ سعرها من 5 جنيهات حتى ثلاث آلاف جنيه".
بينما قال محمد الخطيب (52 عاما)، وهو صاحب محل لبيع الزهور، إن "الورد يمثل رمز عيد الحب في مصر، وهو الأكثر طلبا هذا الموسم، وقمت بعرض بوكيهات ورد متنوعة الشكل لجذب الجنس الناعم".
وحقق الخطيب حتى الآن 60% من المستهدف بيعه خلال عيد الحب، في ظل إقبال الفتيات والشباب على شراء الورد، بسبب ارتفاع أسعار الهدايا الأخرى.
وأضاف الخطيب، الذي خفض عدد العمال لديه من 4 إلى 2 فقط، لـ ((شينخوا))، أن "الورد سعره أرخص، ويفي بالغرض في هذه المناسبة".
ومع ذلك، اضطر الخمسيني المصري أن يقدم عروضا تتضمن تخفيضا قدره 40% على أسعار بوكيهات الورد خلال الفترة من يوم 10 حتى 14 فبراير الجاري، لزيادة المبيعات.
واستغل ماجد هاني (33 عاما)، وهو موظف في شركة أدوات صحية، هذه العروض واشترى بوكيه ورد على شكل قلب بـ 200 جنيه لزوجته.
وقال هاني، إن "أسعار الهدايا هذا العام مرتفعة لكن عيد الحب يأتي مرة في العام، وبالتأكيد شراء هدية أمر ضروري خصوصا أنه أول عيد حب بعد زواجي".
أما مي عاطف، وهي طالبة في الصف الرابع بكلية الآداب جامعة القاهرة، فقالت وهي ترتدي الكمامة إنها جاءت لشراء ورد وساعة يد لخطيبها. وأضافت مي لـ ((شينخوا))، "لقد كنت مترددة في النزول للشراء بسبب انتشار الفيروس في الفترة الأخيرة، خاصة أن هناك قفزة في أعداد الوفيات، لكني أخذت اللقاح وأريد أن أسعد خطيبي بهدية بسيطة".
وختمت "دخلت أكثر من محل لشراء الهدية بسعر مناسب، خاصة أن الأسعار مرتفعة، وأذهب إلى المحلات التي تقدم عروضا مخفضة".