غزة-الأيام-خليل الشيخ-استبشر مزارعو الفراولة بكمية مياه الأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين.
كان المزارعون وغيرهم الذين عبروا عن ارتياحهم، ينتظرون بشغف سقوط كميات وفيرة من المطر لري أرضهم المزروعة بأصناف مختلفة من المحاصيل الشتوية.
ويعتبر مزارعو الفراولة أن سقوط مياه المطر في مثل هذا الوقت "موسم مبشر"، لاسيما أن التربة المزروعة فيها الأشتال بحاجة للري الكافي قبل إعادة إغلاق وإحكام النايلون الذي يحيط بها.
وقال المزارع فراس أبو حليمة (39 عاماً)، إن "الأمطار التي سقطت، ساعدتنا كثيراً في ري الأرض، ولم نعد بحاجة لتشغيل البئر، على الأقل لثلاثة أيام قادمة".
وأضاف لصحيفة "الأيام": "الأمطار كانت كافية خصوصاً في هذه الفترة، معتبراً أن بداية هطول الأمطار كان أمراً مشجعاً، للقضاء على الديدان القارضة والقاتلة لبعض المزروعات.
من جانبه، أوضح المزارع زهير رائد غبن (26 عاماً) أن الفراولة تحتاج للري في مثل هذا الوقت، مشيراً إلى أن سقوط المطر يساعد في تقليل تكاليف الري وهو مؤشر لاستقبال موسم ري وفير.
واعتبر أن مشكلة شح مياه الري من أكبر العراقيل التي تواجهه في عمله الزراعي، بسبب تكلفة الحصول على مياه الري من الآبار الموجودة في الأراضي الزراعية، مشيراً إلى ان أغلب المزارعين تكبدوا تكاليف مالية في زراعة أرضهم بمحصول الفراولة المنوي تصديرها إلى خارج غزة.
الزراعات الشتوية
أما المزارع إسماعيل البلي (32 عاماً) فاعتبر أن هطول المطر، سيحسن من مستوى الإنتاج الزراعي، خصوصاً فيما يتعلق بالمزروعات المُستهلكة محلياً.
ويمتلك البلي أرضا مساحتها 15 دونماً، زرعها بأصناف متعددة من الخضراوات المستهلكة في الأسواق المحلية، لافتاً إلى أنه يبذل جهودا كبيرة في كل مرة يحين موعد ريها، مبدياً ارتياحاً شديداً لدخول فصل الشتاء والمطر.
من جهته، قال المزارع جهاد العطار (42 عاماً)، إن "كمية الأمطار وعلى قلتها أعطت فرصة مشجعة في استثمار الوقت، والنهوض لحرث الأرض، ومتابعة بذور محصول البازيلاء التي تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه".
واعتبر في حديث لـ"الأيام" أن موجة الحر التي ضربت المنطقة خلال الصيف الماضي، سببت مخاوف كبيرة لدى مزارعي المحاصيل الشتوية نتيجة لزيادة التكلفة التي يحتاجها الري الزراعي.
من جانبهم، يحاول ممثلو الجمعيات الزراعية في بيت لاهيا استقطاب مشاريع لإنشاء المزيد من آبار المياه لتسهيل ري المزارع في البلدة، أو إنشاء برك تجميع مياه المطر للاستفادة منها في أوقات انحباسه.
وقال محمد غبن، مدير الجمعية التعاونية الزراعية في بيت لاهيا لـ"الأيام"، يتوقع المزارعون سقوط المطر في مثل هذه الأيام من كل عام، لكن الأجواء الحارة التي سادت خلال الشهر الماضي زاد تكاليف الري.
وأضاف، إن جمعيته تحاول قدر الإمكان تسهيل عمليات الري الزراعي، عبر إنشاء آبار جديدة في مناطق بعيدة عن مواقع الآبار الحالية، وإنشاء برك، بالتنسيق مع جهات مانحة.
وأكد أهمية مياه الأمطار في تغذية المحاصيل "البعلية"، والحبوب، والخضار، على اعتبار ان نقصها يشكل تأثيراً كبيراً في منتجها وطبيعتها وتكوينها.
وكانت وزارة الزارعة بغزة أعلنت عن خطة للتعامل مع موسم الأمطار الحالي، مطالبة المزارعين بإتباع كافة الإرشادات التي تصدرها الوزارة وأخذها في الحسبان للاستفادة من الأمطار الساقطة ولمنع حدوث أي أضرار.