غزة-الأيام-عيسى سعد الله-أنقذ قرار الحكومة منع إدخال المنتجات الزراعية الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية موسم الفراولة في قطاع غزة، بعد أن تعرّض لانتكاسة بسبب انخفاض كمية الإنتاج.
وقال رئيس جمعية غزة التعاونية أحمد الشافعي: إن الفراولة حافظت على سعر مرتفع في سوق القطاع اقترب إلى حد كبير من تسعيرة تسويقه في الضفة الغربية.
ومع نفاد معظم الفواكه الإسرائيلية من قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وصل سعر كيلو الفراولة إلى أكثر من ثمانية شواكل، وهو سعر مرتفع جداً في مثل هذا الوقت من الموسم الذي يشارف على الانتهاء.
وأضاف الشافعي، لصحيفة "الأيام": إن منع إدخال الفواكه الإسرائيلية إلى قطاع غزة أنقذ موسم الفراولة، الذي شهد انخفاضاً غير متوقع في الإنتاج.
وتابع: إن مستوى الأسعار بين بيعه في سوق القطاع وتسويقه في الضفة الغربية شبه متساوٍ، ما أراح المزارعين الذين يواصلون التسويق في أسواق الضفة رغم قرار منع استيراد الفواكه من إسرائيل.
ولا يجد مزارعو الفراولة أيّ صعوبة في تسويق فائض إنتاجهم بأسعار مرتفعة، بعد أن كانت تباع في الأعوام الماضية في مثل هذه الظروف بأسعار زهيدة لا تتجاوز شيكلين للكيلو الواحد.
وأشار المزارع فريد الكيلاني إلى وجود إقبال كبير وتزاحم بين التجار لشراء الفراولة من المزارعين بالأسعار التي يطلبونها.
وقال الكيلاني لـ"الأيام": يومياً يتوافد العشرات من التجار إلى المزارع التي تتركز في شمال وغرب مدينة بيت لاهيا؛ لشراء الفراولة، دون الخوض في تفاصيل الأسعار كما كان يحصل في السابق.
أما المزارع محمد العطار فعبّر عن أمله في أن يستمر العمل بقرار منع إدخال الفواكه الإسرائيلية، خصوصاً الحمضيات التي يشكل دخولها إلى القطاع ضربة موجعة لسوق الفراولة الذي تعتمد عليه آلاف الأسر في شمال قطاع غزة.
وقال العطار، لـ"الأيام": إن استمرار تسويق الفراولة بهذا السعر، خلال الأسابيع المتبقية من الموسم، سيعود بمنفعة اقتصادية كبيرة على المزارعين، وسيعوضهم عن التراجع غير المتوقع في الإنتاج.
وأشار العطار إلى أن أسعار الفراولة في السوق المحلية هوت بشكل كبير عندما تم السماح بإدخال الحمضيات الإسرائيلية إلى القطاع قبل ثلاثة أسابيع.
من جانبهم، لم يجد تجار الفواكه أمامهم إلا توسيع دائرة بيع الفراولة وتعبئة خانات بسطاتهم بها، بعد أن أفرغت من أصناف الفواكه الأخرى، كما هو الحال مع محمد التوم صاحب محل لبيع الفواكه في مدينة غزة.
وقال التوم، لـ"الأيام": إنها المرة الأولى التي يبيع فيها الفراولة منذ سنوات، بعد أن كان تركيزه ينصبّ على بيع الفواكه المستوردة من إسرائيل.
وأضاف: كنا نترك بيع الفراولة لباعة متجولين أو مستجدين، أما الآن فلا خيار أمامنا إلا الاتجار بها بعد أن أصبحت الفاكهة الوحيدة المتاحة في السوق، بعد نفاد الفواكه الإسرائيلية من الأسواق، وكذلك نفاد الحمضيات المحلية سهلة التقشير.
وأوضح الشافعي أن التسويق في الضفة الغربية لا يزال مستمراً حتى اللحظة بواقع 240 طناً أسبوعياً.
وقدّر الكميات التي تم تسويقها في الضفة الغربية بأكثر من 2400 طن منذ بداية الموسم، بمتوسط سعر 8 آلاف شيكل للطن الواحد، فضلاً عن تصدير بضع أطنان إلى الأسواق الخارجية.
واعتبر الشافعي أن الأسعار الحالية مقبولة رغم أن المزارعين كانوا يتوقعون أسعاراً أفضل.
وقدّر الشافعي المساحة المزروعة بالفراولة في قطاع غزة بأكثر من 1900 دونم، وهي أكبر مساحة تتم زراعتها منذ العام 2006.