القدس-أخبار المال والأعمال-دشن صندوق الاستثمار، اليوم الأحد، محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، فوق سطح مدرسة ذكور بيت حنينا، ضمن برنامج مدته ثلاث سنوات ينفذه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ويستهدف 500 مدرسة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبتدشين المحطة، أنهى صندوق الاستثمار المرحلة الأولى من البرنامج، وشملت هذه المرحلة 30 مدرسة تم تجهيزها لتوليد الكهرباء من الشمس، بطاقة إنتاجية مجمعة تبلغ 2.5 ميغاواط.
وقال مدير عام شركة "مصادر"، ذراع صندوق الاستثمار في قطاع الطاقة، عازم بشارة، إن المرحلة الأولى من البرنامج "كانت مرحلة تجريبية، ساهمت الى حد كبير في بناء كوادر كفؤة وشركات مؤهلة لتنفيذ هذه المشاريع، ونتوقع ان يتسارع البرنامج ليشمل 120 مدرسة أخرى في العام الثاني للبرنامج".
ومن بين المدارس الثلاثين التي شملتها المرحلة الأولى، قال بشارة إن 20 منها ضمن مناطق امتياز شركة كهرباء محافظة القدس، والعشر الباقية في منطقة جنوب الضفة، وتم ربط 8 محطات منها بشبكات التوزيع، على ان يتم ربط المحطات الـ22 الباقية تباعا خلال الفترة المقبلة".
وستوفر هذه المحطات أكثر من مليون شيقل مجموع استهلاك هذه المدارس من الكهرباء، فيما سيرصد فائض الكهرباء لتغطية مصاريف هذه المدارس".
وقال بشارة ان البرنامج "ساهم الى حد كبير في تأهيل كوادر على مستوى عال من الكفاءة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تم تأهيل 11 شركة كمرحلة أولى، تبعها تأهيل 5 شركات أخرى، ونسعى الى تأهيل المزيد من الشركات".
من جهته، شدد رئيس مجلس الإدارة، مدير عام شركة كهرباء القدس، هشام العمري على أهمية مشاريع الطاقة المتجددة لجهة تقليل الاعتماد على إسرائيل، مضيفا أن "كل كيلو واط ننتجه يعني اننا نستغني عن الاستيراد من اسرائيل بنفس القدر".
وأوضح ان الطاقة الانتاجية للمحطات التي تم إنجازها فوق اسطح المدارس حتى الآن تكفي لسد احتياجات 40-50 ألف مشترك، "وهو عدد يعادل محافظة اريحا بأكملها".
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار محمد مصطفى ان اختيار مدرسة ذكور بيت حنينا ضمن المرحلة الأولى من البرنامج "لم يكن عشوائيا، وانما أردنا إيصال رسالة واضحة بدعم القدس وضواحيها، سواء في مجال الطاقة أو غيره".
وأضاف أن الشراكة بين أطراف البرنامج: صندوق الاستثمار ووزارة التربية والتعليم وسلطة الطاقة وشركات التوزيع، "دليل وعي وطني عالي المستوى نحن في أمس الحاجة له، وهو المخرج الوحيد لنا أمام التحديات التي نواجهها".
وتابع: موضوع الطاقة بشكل عام، هو أحد مصادر الضغط علينا من قوى لا تريد لنا الخير. في كل الدول فإن الاعتماد على مصدر واحد للطاقة أمر مقلق وخطير، فما بالك إذا كان هذا المصدر هو الاحتلال؟ لهذا فإن تنويع مصادر الطاقة أمر في غاية الأهمية، وفي هذا الإطار يأتي هذا المشروع".
وأشار إلى أنه في هذه الأسباب تكمن أهمية برنامج توليد الكهرباء من الشمس، وليس فقط لأسباب تجارية.
وتبلغ الكلفة المقدرة لتغطية الـ500 مدرسة التي يشملها البرنامج حوالي 35 مليون دولار، بقدرة إنتاجية كلية تصل الى 35 ميغاواط.
وقال مصطفى إن برنامج تغطية أسطح المدارس جزء من برنامج "نور فلسطين" الأوسع نطاقا، والذي يشمل بناء محطات كبيرة بقدرة تتجاوز 5 ميغاواط للمحطة الواحدة، أنجز منها حتى الآن محطتين في منطقة أريحا والأغوار، ومدته 8 سنوات، بطاقة إنتاجية مستهدفة تصل إلى حوالي 200 ميغاواط، تعادل 17% من الاحتياجات الفلسطينية من الكهرباء.
كما يشمل البرنامج أيضا بناء محطة تقليدية لتوليد الكهرباء في جنين، بطاقة إنتاجية تصل الى 400 ميغاواط.
وقال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم إن البرنامج يأتي في صلب استراتيجية سلطة الطاقة لتنويع مصادر الكهرباء، "فهكذا مشاريع تساعد في خفض الكلفة كونها انتاجا محليا، وفيها يكون جميع الشركاء رابحون. نحن في تعاون تام مع الشركاء لتذليل كل العقبات وصولا الى تحقيق هدف واحد هو تقليل الاعتماد على إسرائيل".
وأضاف: الى جانب مشاريع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، لدينا خطط لزيادة الربط مع كل من الأردن ومصر.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني ان برنامج تغطية اسطح المدارس بخلايا شمسية "ليس فقط لانتاج حاجة هذه المدارس من الكهرباء، وانما أيضا تحقيق دخل إضافي لهذه المدارس، ونشر ثقافة الطاقة النظيفة في المجتمع، وتوعية الطلبة بمواضيع البيئة والطاقة المتجددة".
وأضاف: موضوع الطاقة في غاية الأهمية لجهة تقليل الاعتماد على إسرائيل، وهذه مهمة لا يمكن لطرف ان يقوم بها وحده، وإنما تحتاج الى تضافر جميع الأطراف، ونحن جاهزون لعمل كل ما يجب عمله لتسريع تنفيذ المشروع".
وكان عبد الله صيام، نائب محافظ القدس، استهل حفل تدشين المحطة باستعراض الواقع، الذي تعيشه المدينة ومحيطها في ظل ممارسات الاحتلال، والتحديات التي تواجهها، داعيا الى تقديم كل دعم ممكن للمدينة وضواحيها، معتبرا ان "دعم ضواحي القدس هو دعم للقدس نفسها".