غزة-الأيام- محمد الجمل: لا يخلو شارع أو حي أو قرية في مدينتي رفح وخان يونس، وعموم قطاع غزة من باعة الحمضيات، خاصة "الـكلمنتينا"، التي انخفضت أسعارها بصورة غير مسبوقة، حتى وصلت إلى شيكل واحد مقابل كل كيلوغرام.
فطوال اليوم يتجول الباعة في الأحياء السكنية وينادون على الفاكهة المذكورة، بأسعار مختلفة، حسب جودتها، حتى باتت تسمى "فاكهة الفقراء".
البائع أحمد طه (32 عاماً)، أكد أن "الكلمنتينا" التي تملأ الأسواق حالياً مستوردة من دولة الاحتلال، وسمح باستيرادها مؤخراً بعد انتهاء مثيلتها المزروعة في غزة، مبيناً أنها فاكهة لذيذة تصل بكميات كبيرة، ويتم فرزها، وتصنيفها، والصغيرة منها تباع بأسعار رخيصة.
وأوضح أنه يملأ دراجة "توك توك"، التي يمتلكها يومياً بتلك الفاكهة، ويتوجه صباحاً إلى السوق، يبيع ما يستطيع بيعه، ثم يبدأ بالتجول في الشوارع والأحياء، مستخدماً مكبر الصوت عليه تسجيل يتكرر "كيلو كلمنتينا بشيكل"، موضحاً أنه يبع معظم ما يجلبه.
وأكد أن رخص أسعار الفاكهة المذكورة يشجع الناس على شرائها، رغم الوضع الاقتصادي الصعب، فبثلاثة شواكل يمكن لرب الأسرة أن يوفر لأبنائه فاكهة جيدة.
وتوقع طه بقاء هذه الفاكهة حتى أواسط شهر نيسان المقبل، وهي ما يفيض عن مصانع الفرز والتصدير الإسرائيلية، التي تأخذ حجما معينا للثمرة، والباقي يصنف "ب أو ج"، ويتم إرسالها لقطاع غزة بأسعار منخفضة.
أما المواطن محمود الملاحي، واشترى خمسة كيلوغرامات من الكلمنتينا من أحد الباعة المتجولين، فأكد أن هذه الفاكهة الموسمية الرخيصة تلبي احتياجات الأسر الفقيرة، وهي جيدة المذاق ومفيدة في نفس الوقت، وهو يداوم على شرائها.
ونوه إلى أن معظم البدائل من الفواكه الأخرى أسعارها مرتفعة، خاصة الموز والتفاح والفراولة، لذلك فاكهة "الكلمنتينا"، تعتبر بديلاً جيداً.
وأوضح الملاحي أن أبناءه يتناولونها باستمرار، وفي بعض الأحيان يتم عصرها وشربها أو تقديمها للضيوف، متمنياً استمرار وجودها بهذه الأسعار أطول فترة ممكنة.
أما البائع إسماعيل سرحان، وكان يضع عدة أصناف من الفواكه على عربة كارو، ويقف في السوق الشعبية بمحافظة خان يونس، فأكد أن فاكهة "الكلمنتينا" الرخيصة أضرت بباقي الأصناف، وجعلت الناس يحجمون عن شراء الموز والتفاح والفراولة، لأنها أغلى ثمناً.
وأشار إلى أن هذه الفاكهة الشعبية الرخيصة تلاقي رواجا كبيرا، وهي الأكثر مبيعاً خلال الفترة الحالية، منوها إلى أن بعض المشترين سألوه إن كان ثمة طرق لتخزينها.
وبين سرحان أن هذه الفاكهة، وإضافة إلى أنها وفرت بديلاً جيداً للمواطنين، فهي خلقت فرص عمل لشبان عاطلين، فالعشرات باتوا يبيعونها في الشوارع والأسواق، مستغلين وفرتها ورخص أسعارها.
وكانت وزارة الزراعة في غزة سمحت، مؤخراً، باستيراد الحمضيات من دولة الاحتلال بعد انتهاء الموسم في غزة ونفاد المحصول، حيث ظلت هذه الفاكهة ممنوعة من الاستيراد منذ بداية الموسم في شهر تشرين الثاني الماضي.