هل تنافس "حقيبة بيركين" استثمارات مؤشر "S&P 500"؟

تاريخ النشر

واشنطن-أخبار المال والأعمال- في سوق مضطربة ومتقلبة، قد تجد أفكارا مثيرة للدهشة حول كيفية التفوق على مؤشر ستاندرد آند بورز 500. بالنسبة إلى أي مستثمر محنك يعد هذا أمرا صعبا. لكن جيل زد وبالأخص النساء يتجهون إلى شبكات التواصل الاجتماعي للبحث عن نصائح مالية غير تقليدية، حيث تظهر في كثير من الأحيان حقائب اليد الفاخرة، مثل حقيبة هيرميس بيركين، كفرص استثمارية تفوق في مردودها أسواق الأسهم التقليدية.

وفقا لمجلة فورتشن، يقول مؤيدو هذا الاتجاه "إن الاستثمار في حقائب مثل (بيركين) يحقق عوائد مدهشة". حسب تقرير "سوذبيز" بلغ معدل النمو السنوي المركب لحقيبة بيركين على مدى 40 عاما نحو 5%. كما ارتفعت قيمة حقيبة سيلير بيركين 52% خلال 2024، وفقا لمديرة التسويق في شركة ريباج المتخصصة في إعادة بيع السلع الفاخرة إليزابيث لاين.

من جهتها، أفادت منصة ذا ريل ريل بأن متوسط سعر بيع حقيبة بيركين بلغ 34% فوق سعرها الأصلي، أي بزيادة 11% عن العام الماضي.

هذه الأرقام الجذابة تغري المستثمرين الجدد، ومع ذلك يحذر الخبراء الماليون من أن النصيحة القائلة إن الحقائب يمكن أن تحل محل أساليب الاستثمار التقليدية "مضللة للغاية"، وقد تكون خطيرة على من يفتقرون إلى المعرفة الصحيحة.

كلما بدا الاستثمار جذابا وسريع العائد، زادت احتمالية كونه فخا ماليا، وفقا للمستشارة في بنك سينوفوس أليسون كيل.

أحد أبرز الأصوات في هذا النقاش هي "مادي لابويرتا" مؤسسة حساب "Data but Make it Fashion"، الذي يدمج بين البيانات وتحليل الموضة ويضم أكثر من 500 ألف متابع. لابويرتا لا تنكر أن بعض الحقائب قد تحقق أرباحا، لكنها تؤكد على أهمية تنويع المحفظة المالية، وعدم الاعتماد على منتج واحد. فهي إلى جانب استثماراتها في الموضة تحتفظ بحساب توفير يعود عليها بالفائدة، كما تستثمر في مؤشر إس آند بي 500.

وبحسب التقديرات فإن استثمارا بقيمة 10 آلاف دولار في مؤشر إس آند بي 500 منذ 10 أعوام تضاعف ليصل إلى أكثر من 30 ألف دولار. في المقابل، حقيبة بيركين التي بلغ سعرها في 2015 نحو 12 ألف دولار تباع اليوم بأسعار متفاوتة بين 17,500 و24,500 دولار "بناء على حالتها ولونها وندرتها".

لا يخلو الاستثمار في السلع الفاخرة من التعقيدات، فهو يعتمد على الذوق العام، وحالة الحقيبة، وموثوقية السوق. كما أن معظم عمليات الشراء تتم في السوق الثانوية، نظرا لصعوبة الحصول على الحقائب الجديدة مباشرة من المتاجر الرسمية دون بناء علاقات مسبقة مع العلامة التجارية.

وتعرض بعض المنصات مثل "ريباج" تصنيفات للحقائب تحت اسم "قطعة استثمارية"، لكن مع تذكير دائم للمشترين بإمكانية دفع مبالغ تصل إلى 300 ألف دولار عبر شركات التمويل، ما قد يعرضهم لمشكلات مالية في حال التعثر في السداد.

في نهاية المطاف، يرى الخبراء أن أفضل الإستراتيجيات الاستثمارية لا تزال تلك التقليدية مثل الادخار، واستغلال فرص التقاعد، إضافة إلى تنويع الأصول.

المدير التنفيذي لشركة أكورنز نوح كيرنر عبر عن ذلك بوضوح عندما قال: "الثراء السريع ليس إستراتيجية بل وهم"، وأكد أن بناء الثروة الحقيقية ليس حدثا عابرا، بل عملية تراكمية تحتاج إلى الصبر والانضباط والقرارات المالية الذكية التي تتخذ مع مرور الوقت.

المصدر: الاقتصادية