غزة-محمد الجمل-شهدت الأسواق والمتاجر في كافة أنحاء قطاع غزة حالة انتعاش مفاجئة وقصيرة خلال اليومين الماضيين، بعد صرف رواتب الموظفين العموميين، وكذلك رواتب موظفي حكومة حماس، إضافة إلى صرف مساعدات نقدية قطرية لـ 50 ألف أسرة فقيرة في القطاع.
فقد اكتظت الأسواق الشعبية والمركزية بآلاف المتسوقين، وشهدت معظم الشوارع والميادين العامة ازدحاماً ملحوظاً، في حين بدت سيارات الأجرة مكتظة بالركاب خلال تنقلاتها داخل محافظات القطاع وفيما بينها.
حركة نشطة
ويقول المواطن عبد الله سعد، وهو أحد موظفي حكومة حماس، إنه لم يزر السوق منذ أكثر من عشرة أيام، لكنه وفور تسلمه راتبه من المنحة القطرية، سارع لزيارته بهدف التسوق، وشراء كل احتياجات الأسرة.
وأكد سعد أنه فوجئ بانتعاش السوق، واكتظاظها بالمشترين، لكنه اشتكى كغيره من ارتفاع ملحوظ في العديد من أنواع السلع والبضائع، خاصة الخضراوات والدواجن.
وأوضح سعد أن أسعار البندورة والبصل والبطاطا وباقي الخضراوات ارتفعت بنحو 25%، في حين ارتفع ثمن كيلو الدجاج الحي من ستة شواكل للكيلو الواحد إلى عشرة شيكل دفعة واحدة.
وبين أنه لمس بعض الاستغلال من قبل الباعة والتجار، خاصة بائعي الخضراوات، ممن رفعوا الأسعار أكثر من مرة خلال ساعات، بعد ملاحظتهم زيادة الإقبال على بسطاتهم.
أما المواطن أحمد مسعود، وهو من موظفي حكومة الوفاق الوطني، فأوضح أنه تسلم مبلغاً مالياً كان استدانه منه أحد أصدقائه من موظفي "حماس"، وقد جاءت النقود في وقت كان يعاني فيه من ضائقة مالية، فسارع إلى السوق لشراء حاجيات أسرته، مبيناً أنه خلال أقل من ساعة أنفق 400 شيكل.
وبين مسعود وكان يهم بمغادرة السوق ومعه اثنان من أبنائه وأيديهم مثقلة بحملها، إن الانتعاشة والحركة الشرائية أمر جيد، لكن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل غير مقبول، داعياً إلى فرض رقابة على الأسواق، وعدم ترك الباعة يتحكمون فيها كما شاؤوا.
وأشار إلى أنه ورغم ارتفاع الأسعار إلا انه وغيره من المواطنين مضطرون للتسوق في هذه الفترة، فكل من تسلم نقوداً من أي جهة سيصرفها لشراء احتياجات أسرته.
ارتفاع طبيعي
وبدا الباعة سعداء بالانتعاشة المذكورة، رغم أن معظمهم توقعوا أن تكون قصيرة ولن تطول، فبعد نفاد الأموال التي تسلمها الموظفون مؤخراً، ستعود السوق للركود مجدداً وفق توقعاتهم.
وأكد بائع الخضراوات محمود المصري، أن الأسواق شهدت انتعاشة كبيرة منذ صبيحة الجمعة الماضية، خاصة بعد صرف منحة الموظفين، وكذلك مساعدات نقدية لـ 50 ألف أسرة.
وحول ارتفاع الأسعار، أوضح المصري أن هذا أمر طبيعي، فالأسواق يحكمها عاملا العرض والطلب، وحدوث طلب كبير ومفاجئ على كل السلع، تسبب في ارتفاع الأسعار، خاصة الخضراوات، فالمزارع لم تكن مهيأة لهذا الأمر، متوقعاً عودتها للانخفاض في غضون وقت قصير، بعد انخفاض الطلب.
انتعاشات أخرى
ولم تقتصر الانتعاشة المذكورة على الأسواق، فقد تعدت ذلك إلى البقالات ومحال بيع الأحذية والملابس وغيرها من الأنشطة التجارية.
ويقول سائق سيارة الأجرة حازم عبد الله، إن مجال عملهم انتعش بشكل كبير، فالذاهبون للأسواق والعائدون منعها بحاجة إلى سيارات تنقلهم وحاجياتهم، وهذا ضاعف عملهم، وزاد من دخلهم.
وأكد أنه لأول مرة منذ أشهر تكون مركبته ممتلئة في رحلاتها من غرب وشرق المدينة في اتجاه الأسواق وبالعكس.