رام الله-(الحياة الجديدة)- أطلق رئيس الوزراء محمد اشتية، مشروع بناء مدينة ذكية وصديقة للبيئة تنموية سياحية اقتصادية تجارية "سما قرنطل" الأولى من نوعها في فلسطين ذات طابع سياحي وتكنولوجي متطور على مساحة 4400 دونم في منطقة تاريخية وأثرية في أعلى جبال أريحا المرتفعة، تطل على جبال القدس والبحر الميت والمملكة الأردنية، وتتسع في المرحلة الأولى لنحو 15 - 20 ألف نسمة، وتندرج تحت أهداف الحكومة لتنمية مستدامة أهم أهدافها تنمية اقتصادية اجتماعية وتطوير الأماكن البعيدة عن الحضر، وإحياء السياحة.
بنية تحتية متطورة
ويقع مشروع المدينة بحسب رئيس الوزراء على إطلالة خلابة تطل على جبال القدس والبحر الميت والمملكة الأردنية الهاشمية، حيث سيتم استغلال الموارد الطبيعية بالطريقة المثلى لتناسب متطلبات الحياة المريحة وتقديم كافة الخدمات للسكان عن طريق بنية تحتية متطورة تشمل على بحيرة ومحطة تنقية مياه ومضخات ونظام الطاقة الشمسية، كما سيتم تجميع مياه الأمطار والوديان في خزان أرضي وسيتم العمل على توفير مستلزمات المدينة الذكية كاملة، ويوفّر هذا المشروع الضخم أكثر من 16 ألف فرصة عمل خلال 3 سنوات في مرحلة التطوير والإنشاء.
وقال اشتية: يأتي مشروع "سما قرنطل" الرائد والفريد من نوعه، في صلب استراتيجية الحكومة في تعزيز صمود المواطن على أرضه واستثمار أراضي الدولة في مشاريع تنموية تساهم في توفير فرص العمل والمساكن والبيئة التنموية.
نموذج لتحقيق الإرادة في اللحاق بالمجتمعات المتحضرة
وتابع رئيس الوزراء: استنادًا الى توجيهات الرئيس وكإحدى خطوات معالجتنا للارتدادات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، أردنا إطلاق نافذة تنموية كبرى تتمثل في مشاريع اقتصادية تتم بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص ومن باكورة هذه المشاريع إنشاء مدينة "سما قرنطل" في الأغوار ايمانًا بأهميتها وحماية هذه المنطقة المهددة بالاستيطان والضم وتحويلها الى فرصة تلعب الدور المتقدم الذي لعبته الأغوار في التاريخ الفلسطيني.
وأشار الى أن المدينة ستكون نموذجًا لتحقيق الإرادة الفلسطينية في اللحاق بركب المجتمعات المتحضرة من خلال بناء يدمج بين التراث الفلسطيني وجمالية الحداثة العصرية، وذات طابع سياحي وتكنولوجي متطور تعبر عن رؤية الحكومة وتضرب في عمق التاريخ وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الأماكن صعبة الوصول البعيدة عن الحضر ولتجذب السياحة اليها.
نموذجية توفّر إسكانات لمحدودي الدخل
وأكد اشتية أن "سما قرنطل" مدينة نموذجية توفّر إسكانات لمحدودي الدخل وفلل وأكواخ سياحية ومسارًا سياحيًا، كما تزينها المساحات المفتوحة بالمناطق الخضراء والبحيرات التي تبلغ مساحتها 150 دونمًا والحديقة العامة بمساحة 122 دونمًا وتضم المدينة مركزًا تجاريًا والعديد من الأماكن المخصصة للحرف والصناعات، بالإضافة الى بنية تحتية مجتمعية متكاملة.
ستكون وفق أحدث العلوم العصرية في الاستدامة
وقال اشتية: "إن المدينة ستكون وفق أحدث العلوم العصرية في الاستدامة بحفاظها على البيئة وتوفير الطاقة، واستغلال الموارد المتجددة وتجميع مياه الأمطار وإعادة استخدام المياه العادمة، والاهتمام بالمساحات الخضراء والتنوع الحيوي".
وأكد سعي الحكومة لتحقيق تنمية حقيقية مستدامة وشاملة لتقدم نموذجًا حضريًا يليق بتضحيات الأجيال المتعاقبة للوصول إلى دولة عصرية، ولتكون هذه المدينة واحدة من أهم معالهما المستقبلية.
بدوره، يتوقع وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، انتهاء العمل في البنية التحتية للمدينة خلال 3 أعوام، على أن يبدأ بعد ذلك باب الشراء والعمل في البناء، مبينًا أن تكلفة المرحلة الأولى من تنفيذ البنية التحتية للمدينة، التي سيتوفر فيها كافة مرافق المدن من حرف وصناعات وتجارة تبلغ قرابة 300 مليون شيقل، لافتا إلى أن التمويل سيكون إما بالشراكة مع القطاع الخاص أو حكومي كامل، ومؤكدًا أن المدينة ستكون مفتوحة لجميع الفلسطينيين.
وأشار الصالح، إلى أن الحكومة ستشكّل مجلسًا خاصًا بالمدينة من عدة وزارات وبنظام خاص حتى يتمكن من التصرف بحرية نظرًا لخصوصيتها المختلفة عن باقي الهيئات المحلية الأخرى، وعندما يتم الانتهاء من بنائها سيشكّل لها مجلس محلي عادي.