غزة-الأيام-عيسى سعد الله-مع بدء موسم حصاد القمح في قطاع غزة، توقع خبراء زراعة وفنيون أن يتم إنتاج 3 آلاف طن من القمح تشكل 4 في المئة فقط من حاجة السكان.
ويعزو هؤلاء الخبراء والمزارعون، خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام"، تواضع المساحة المزروعة بالحبوب وتدني الإنتاج بشكل عام إلى عدة أسباب، أبرزها سيطرة إسرائيل الأمنية على مساحة واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة على طول الحدود البالغة نحو 55 كيلومتراً من الجهتين الشمالية والشرقية.
وأوضح هؤلاء أن ممارسات إسرائيل واعتداءاتها التي رافقت انطلاق مسيرات العودة قبل 14 شهراً أدت إلى تراجع المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية من نحو أربعين ألف دونم إلى أقل من 22 ألف دونم، بينها 13 ألف دونم مزروعة بالقمح.
وقال الخبير الزراعي الفني في الإغاثة الزراعية مجدي دبور: إن "الاحتلال" يسيطر بشكل كامل على نحو 55 ألف دونم من الأراضي الخصبة على طول حدود القطاع ويمنع المزارعين والمواطنين من الوصول إليها وزراعتها.
واعتبر دبور، خلال حديث لـ"الأيام"، أن هذه الأراضي المسيطر عليها من أفضل الأراضي الزراعية في قطاع غزة، والتي يمكن أن تشكل قفزة نوعية في إنتاج القمح والحبوب إذا ما تم استغلالها وزراعتها.
وبيّن أنه منذ اندلاع مسيرات العودة تراجعت المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية بشكل ملموس؛ بسبب اعتداءات قوات الاحتلال وتعمدها إيذاء المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم رغم بعدها النسبي عن الحدود.
ويشاركه الرأي المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني، والذي أكد أن استمرار الاحتلال بالسيطرة على الشريط الحدودي الخصب يحد من تطوير وتوسيع الزراعة الحقلية، خصوصاً القمح الذي يشكل إنتاجه أقل من 4 في المئة من حاجة سكان القطاع.
وأضاف البسيوني، لـ"الأيام": إن إنتاج القطاع من المزروعات الحقلية متواضع جداً ولا يفي بالحد الأدنى من احتياجات السكان وكذلك الطيور والحيوانات.
ويرى دبور إمكانية تحسين وتطوير المحاصيل الحقلية عبر خلق واستحداث جمعيات تعاونية خاصة بالمزارعين تأخذ على عاتقها زراعة الأراضي القريبة من الحدود وتوفير المعدات والحصادات والمستلزمات الزراعية، سيما أن الظروف المادية الصعبة تحول دون تمكن الكثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وقال دبور: إنه بالإمكان زيادة إنتاج المحاصيل العلفية وبالتالي الحد من استيرادها بأسعار مرتفعة من إسرائيل.
فيما يؤكد الخبير الزراعي أحمد نصر أن المحاصيل الحقلية بحاجة إلى إعادة نظر واهتمام رغم ضيق مساحة القطاع وسيطرة إسرائيل الأمنية على جزء مهم من الأراضي الزراعية.
واعتبر نصر، خلال حديث مع "الأيام"، أن الكمية المنتجة من الحبوب، خصوصاً القمح، تتطلب من الخبراء ووزارة الزراعة التفكير بعمق من أجل تطوير الأداء وصولاً إلى زراعة مساحة أوسع وإنتاج أكثر غزارة، وهذا يتطلب أيضاً، استيراد أنواع أجود من البذور لتعطي إنتاجاً أكثر وأفضل.
ولا تخلو عمليات الحصاد، التي بدأت منذ منتصف الشهر الجاري، رغم بعدها عن الحدود، من تنغيص قوات الاحتلال وانتهاكاتها، حيث تعرض الكثير من المزارعين لعمليات إطلاق نار ومنع، خصوصاً في الأراضي المزروعة شرق مدينة غزة وجباليا، كما يقول العديد من المزارعين خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام".
وقال المزارع علاء مطوق: إن قوات الاحتلال تتعمد إطلاق النار عند وصول الحصادة أرضه التي تبعد عن الحدود أكثر من 600 متر رغم تعمده البدء بعملية الحصد في منتصف الأسبوع الذي يشهد هدوءاً تاماً على الحدود.
وأضاف مطوق من شرق جباليا: إن ذلك لم يشفع له؛ حيث اضطر إلى حصد أرضه على أكثر من مرحلة وهذا رفع من نسبة تكلفة الحصاد.