نابلس-أخبار المال والأعمال- وقّعت شركة مصادر، ذراع صندوق الاستثمار الفلسطيني في قطاع الطاقة والبنية التحتية، وشركة توزيع كهرباء الشمال، اليوم الثلاثاء، اتفاقية لإنشاء محطة "نور الشمال" للطاقة الشمسية قرب بلدة سفارين بمحافظة طولكرم، وذلك تنفيذًا لمذكرة تفاهم تم توقيعها سابقًا بين الطرفين بغرض الشراكة لإنشاء مشاريع طاقة شمسية ستبلغ قدرتها الإجمالية 20 ميجاواط.
وجرى التوقيع في مقر الإدارة العامة لشركة توزيع كهرباء الشمال بمدينة نابلس، بحضور الدكتور محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، والمهندس إياد خلف رئيس مجلس إدارة كهرباء الشمال، والمهندس أسعد سوالمة المدير العام، والسيدة لنا أبو حجلة، رئيس مجلس إدارة شركة مصادر، والسيد فادي دويك المدير العام للصندوق، والسيد عازم بشارة المدير التنفيذي لشركة "مصادر"، وأعضاء من مجلس إدارة كهرباء الشمال ومدراء الإدارات والفروع، ووفد من صندوق الاستثمار.
وسيتم إنشاء محطة "نور الشمال" للطاقة الشمسية على مساحة تبلغ 55 دونمًا، وبقدرة إنتاجية تبلغ 5 ميجاواط كمرحلة أولى، حيث ستعمل المحطة ككل على تزويد شركة كهرباء الشمال بمصدر متجدد للكهرباء يلبي جزءًا من احتياجات المستفيدين. وهي ثاني محطة للطاقة الشمسية يتم تطويرها شمال فلسطين بعد محطة "نور جنين" والتي قامت "مصادر" بتطويرها على مساحة 60 دونمًا وبقدرة 5 ميجاواط في محافظة جنين، ومن ثم تم نقل ملكيتها إلى شركة كهرباء الشمال لصالح البلديات الواقعة ضمن امتياز الشركة.
وقال مصطفى إن هذه الاتفاقية تأتي استكمالاً للشراكة والتعاون مع شركة توزيع كهرباء الشمال، حيث تشكّل محطة "نور الشمال" باكورة مشاريع هذه الشراكة، وهي جزء من استراتيجية الصندوق للاستثمار المؤثر، والهادف إلى تركيز الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية ذات القيمة المضافة العالية، ومن أهم هذه القطاعات هو قطاع الطاقة بشقيه التقليدية والمتجددة.
وأضاف مصطفى: تندرج هذه المحطة ضمن برنامج "نور فلسطين" الذي ينفذه الصندوق والهادف إلى إنتاج 200 ميجاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهو ما يعادل 17% من احتياجات فلسطين من الكهرباء. حيث تم إنشاء محطة نور أريحا بطاقة إنتاجية بلغت 7.5 ميجاواط، ومحطة نور جنين بطاقة إنتاجية بلغت 5 ميجاواط، بالإضافة إلى برنامج الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية والهادف إلى إنتاج 35 ميجاواط.
من جهته، قال خلف: "نعتز بشراكتنا مع صندوق الاستثمار الفلسطيني في مشاريع الطاقة الشمسية، ويندرج هذا المشروع ضمن رؤية الشركة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، وتوفير مصدر إضافي نظيف للطاقة، والعمل على تذليل العقبات لمصلحة المواطن والشركة على حد سواء".
وأضاف أن "هذه المشاريع التنموية تقود الى الاستقلال الحقيقي حسب الرؤية الفلسطينية بهذا المجال وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد المحلي".
وأوضح: "يخدم هذا المشروع جزءًا من أهداف الشركة الهادفة إلى تقديم الخدمة الكهربائية للمواطن بأفضل جودة، كما أن محطة "نور الشمال" هي ثمرة الشراكة مع صندوق الاستثمار الفلسطيني، حيث تهدف الشركة إلى تعزيز علاقاتها مع مختلف المؤسسات للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة، الأمر الذي يعود بالفائدة على مصلحة المواطن وقطاع الطاقة بشكل عام".
من جانبه، عبر سوالمة عن سعادته لتوقيع هذه الاتفاقية مع صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركاته، مما يعزّز علاقة التعاون الاستراتيجية بين الطرفين، لما فيه مصلحة وخدمة المجتمع والاقتصاد المحلي.
وأضاف أن "كهرباء الشمال" أصبحت من أوائل شركات التوزيع بامتلاكها أكبر قدرة كهربائية من الطاقة الشمسية، حيث أنها تمتلك محطة بقدرة 5 ميجا في بلدة كفردان بمحافظة جنين، وهذه المحطة التي ستوفّر 5 ميجا سيتم جلبها للمنطقة الغربية من نابلس، حيث أن فائدة هذا المشروع ستعود الى البلديات الشريكة المالكة للشركة على غرار مشروع كفردان.
وأضاف سوالمة "كهرباء الشمال" تهتم بتطوير وتوسيع هذا الملف بما يخدم ويحقق مصلحة الشركة، ويحقق تنويع في مصادر الطاقة من اجل الحفاظ على استمرار الكهرباء للمشتركين خصوصا مع ازدياد الطلب على القدرة الكهربائية. وضمن رؤية الحكومة الفلسطينية بإيجاد مصادر طاقة بديلة والاستقلال تدريجياً بالطاقة الكهربائية.
بدورها، قالت أبو حجلة: "تنفذ شركة مصادر مجموعة من المشاريع ضمن برنامج نور فلسطين، ومن بينها محطة نور الشمال التي سيتم تنفيذها بالشراكة مع شركة توزيع كهرباء الشمال، حيث تندرج هذه المشاريع ضمن رؤية الصندوق الرامية إلى المساهمة في توفير أمن الطاقة لفلسطين، وتطوير قطاع الطاقة المتجددة إلى جانب حماية البيئة الفلسطينية، وبناء قدرات الشباب الفلسطيني وتعزيز مهاراتهم في إنشاء وإدارة مشاريع الطاقة الشمسية".
وفي وقت سابق، أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني عن فوز برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس الذي تنفذه شركة مصادر التابعة للصندوق بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وشركات توزيع الكهرباء، بجائزة الأمم المتحدة للعمل المناخي العالمي، وهي جائزة عالمية مرموقة تمنحها منظمة الأمم المتحدة للمناخ العالمي منذ عام 2011، وبحسب المنظمة فإنها تعبر عن الاعتراف والتقدير لأفضل النماذج العالمية من حيث الإبداعية والحجم في موضوع المناخ العالمي.