رام الله -أخبار المال والأعمال-أعلن رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الأحد، انطلاق حملة التطعيم الوطنية ضد فيروس "كورونا".
وقال اشتية، خلال إطلاق الحملة من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، "إننا سنستهدف كبار السن والمرضى بعد أن استهدفنا الكادر الطبي ونستكمل تعزيز مناعة الأطباء في المستشفيات الخاصة والأهلية، وأن العجلة دارت ونحن في الطريق السليم لتطعيم كل من يحتاج ويستحق".
وأضاف: "استلمنا الحزمة الأولى من اللقاح والتوجيهات لوزارة الصحة أن تتم الأمور بكامل الشفافية والوضوح، ومحاسبة أي إنسان يتجاوز الأولويات التي تحدثت عنها وزيرة الصحة بشأن تلقي اللقاح والذي سيكون حسب منصات التسجيل".
وأشاد اشتية بمنظمة "كوفاكس"، والدول المتبرعة، ومنها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، واليابان، وإيطاليا، والنرويج، وفرنسا، وكندا، وألمانيا، ومنظمة "اليونسيف"، بالإضافة إلى الجهد المبذول من البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية على ما تقدمه من مساعدات خلال الجائحة.
وتابع ان "التطعيم مهم لأنه يخفف من حدة الإصابة إن حصلت، ويمنعها في أحيان أخرى، وللأسف هناك تسييس لتوصيل اللقاحات ومنافسة بين العرض والطلب وبين المقتدر وغير المقتدر".
وقال: "الشهر هذا يصادف مرور عام على إجراءات الحكومة لمواجهة الفيروس، وفوجئنا بالفيروس المتحور الذي أعاد العالم إلى المربع الأول، ودفعه إلى إعادة الإغلاقات ونحن كذلك لحماية أهلنا وأحبتنا".
وأشار اشتية إلى أن "الفيروس يشكّل تحديًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا، ونتفهم حالة الضيق الذي سببه، ونحن شركاء مع الناس في حماية مجتمعنا ونسعى للخروج من الجائحة بأقل الخسائر البشرية والاقتصادية، ونحن شركاء مع شعبنا في المواجهة السياسية للتحديات الماثلة أمامنا وأهمها مواجهة إجراءات الاحتلال في القدس وفي الأراضي الفلسطينية كلها، إنجاز الانتخابات وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".
اشتية: نظامنا الصحي متماسك رغم أن الطاقة الاستيعابية بلغت ذروتها
وأكد رئيس الوزراء أن "نظامنا الصحي متماسك رغم أن الطاقة الاستيعابية بلغت ذروتها، إلا أن الحكومة تعاقدت مع مشافي القطاع الخاص والأهلي"، مشيرًا إلى أن جهود الحكومة تنجح بمشاركة الناس ومع التزامهم بالإجراءات".
وأعرب عن أمله بأن يلتزم الكل بواجبه وبالإجراءات وبروح المسؤولية الجماعية، مشيدًا بجهود الطواقم الطبية والأجهزة الأمنية من أجل الحفاظ على الإجراءات والجهد من البلديات والفعاليات الوطنية.
وقال اشتية "اضطررنا إلى فرض إجراءات من الإغلاق، وآمل ألا ينظر أحد أن الإغلاق عقوبة بل هو إجراء وقائي لحمايتكم وعائلاتكم"، لافتًا إلى "أن الحكومة هي الخاسر الرئيسي من الإغلاق سواء كان ذلك بسبب تأخر جمع الضرائب المحلية أو المقاصة".
وحول اللقاحات، أوضح اشتية: "كما تعلمون بعض إخوتنا من حملة هويات القدس قد تطعموا بشكل مبكّر، وكذلك قامت طواقم وزارة الصحة الفلسطينية طوال الأسبوعين الماضيين بتطعيم أكثر من 105 آلاف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل، وهناك عدد من مواطني الضفة الغربية العاملين في منشآت القدس تم تطعيمهم. وهذا يعني أن بعض الناس تلقوا الطعومات بطرق مختلفة. ما يهمنا هو ما بين أيدينا، أكرر سيكون بكامل الشفافية والوضوح وحسب منصة التسجيل".
وقال: "تلقينا 37440 طعمًا (فايزر)، أرسلنا 11600 طعم منها إلى قطاع، و25 ألف طعم آخر (استرازينيكا) أرسلنا منها 9600 طعم إلى قطاع غزة".
ولفت اشتية إلى أنه مع أواسط الشهر المقبل سيتم استلام 100 ألف طعم من دولة الصين الصديقة، و50 ألف من روسيا الصديقة، و129 ألف من خلال شركة R-Pharm وطعم استرازينيكا، في حين تعاقدنا من أموالنا لشراء مليوني طعم، كما قدم الاتحاد الأوروبي 20 مليون يورو مساعدة، وستقدم قطر الشقيقة مبلغًا إضافيًا، ونرصد من أموال الخزينة مبلغ 12 مليون دولار، والمشكلة ليست في المال بل في توفير اللقاحات في الوقت المناسب".
وأشار إلى أن رئيس دولة فلسطين محمود عباس قد تلقى التطعيم ليكون نموذجًا لنا جميعًا، مضيفًا أنه شخصيًا سيتلقى التطعيم حسب اللائحة التي أقرتها وزارة الصحة.
وبخصوص الجدل حول طعم استرازينكا، قال اشتية: "نحن نحتكم إلى ما تقوله منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية التي قالت إن اللقاح آمن وفعال، وإن العالم سيتعاطى معه ونحن كذلك".
الكيلة: مرحلة جديدة مبشّرة بالخير
من جانبها، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن إطلاق عملية التطعيم ضد فيروس "كورونا" يمثل عبور مرحلة جديدة مبشرة بالخير، تتطلب من الجميع تضافر الجهود للوصول للمناعة المجتمعية المطلوبة من خلال تلقي اللقاح ضد الفيروس.
وبينت وزيرة الصحة، أن الوزارة أنهت كافة الترتيبات الفنية واللوجستية المتعلقة بانطلاق حملة التطعيم، علمًا أن الفئات المستهدفة تشمل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن الفئات المستهدفة بتلقي اللقاح في المرحلة الأولى، هي الطواقم الطبية في المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة، وكبار السن فوق 75 عامًا، ومرضى الكلى والسرطان، فيما تخصص المرحلة الثانية والتي سيتقرر موعدها بناء على وصول دفعة جديدة من اللقاحات؛ للكوادر الطبية والصحية في العيادات الحكومية والخاصة، وأطباء الأسنان والصيادلة، وكبار السن فوق 65 عامًا، وأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة للمحافظين وطواقم المحافظات والكوادر الأمنية على حواجز المحبة.
أما المرحلة الثالثة، فتشمل الأشخاص فوق 50 عامًا، والأجهزة الأمنية، وجهاز القضاء والمحاكم، والهيئة التعليمية والإدارية، في حين يفتح المجال في المرحلة الرابعة أمام من يحبون تلقي اللقاح الذي سيكون اختياريًا ومجانيًا. وأضافت الكيلة، إن وزارة الصحة تعاملت مع الجائحة بكل مسؤولية وانتماء وطني بتوفير الخدمات الصحية للمواطنين والحفاظ على صحتهم، حيث قامت منذ بداية الجائحة بإنشاء مراكز الفرز والمعاينة الطبية في مختلف المحافظات، وعملت على إنشاء 8 مراكز مختصة لعلاج المصابين بفيروس "كورونا"، بطاقة استيعابية وصلت إلى 300 سرير إضافة لـ250 سرير عناية مكثفة في الضفة، كما عملت على توسعة العديد من الأقسام لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى ممن هم بحاجة إلى عناية طبية في المستشفيات.
وأوضحت أن وزارة الصحة عملت على إنشاء وتطوير محطات الأوكسجين في المستشفيات الحكومية، ووفّرت الأوكسجين السائل ليكون احتياطيًا للمرضى في حال حدوث أي طارئ، وذلك في مراكز العلاج المخصصة لمرضى كورونا، إضافة إلى افتتاح مراكز الفرز والفحص في كافة المحافظات من أجل إجراء فحص كورونا، وإنشاء مختبرات طبية لإجراء الفحوصات وصل عددها إلى 7 مختبرات.
وتطرقت إلى الحالة الوبائية في فلسطين بعد الإغلاق الكامل لمدة أسبوعين، وأشارت إلى أن المنحنى الوبائي أخذ يتراجع، حيث كان هناك انكسار للمنحنى في محافظات بيت لحم رام الله والبيرة وضواحي القدس وسلفيت وأريحا، كما أن المنحنى شهد تسطحًا في محافظات نابلس الخليل وطوباس، فيما لا يزال المنحنى الوبائي يشهد ارتفاعًا في طولكرم وقلقيلية وجنين.
وذكرت أنه ومنذ بدء الجائحة قبل عام، وصل عدد الفحوصات المخبرية للكشف عن الإصابة بالفيروس مليون و300 ألف فحص، فيما بلغ عدد الحالات المصابة 249421، منها 23849 إصابة نشطة، أما حالات الوفاة فبلغت 2656.
وشددت على ضرورة الاستمرار في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية حتى بعد تلقي اللقاح لنتمكن من تخطي هذه الجائحة سويًا.
وأشارت إلى أن الوزارة أطلقت منصة الكترونية لتسجيل المواطنين الراغبين بالحصول على المطعوم، ومنصة أخرى لمن تلقى اللقاح ليتمكن من استصدار شهادة الكترونية وبطاقة خاصة بوزارة الصحة تحمل "باركود" (رمزًا شريطيًا) حسب المتطلبات الدولية، منوهةً إلى أن العمل جارٍ على إدخال بيانات المواطنين الذين تلقوا التطعيمات في القدس والعمال على حواجز الاحتلال.
وعقب إطلاق حملة التطعيم، افتتح رئيس الوزراء باسم وبإيعاز وبدعم من الرئيس محمود عباس، قسم العناية المكثفة والتنظير الجديد في مجمع فلسطين الطبي بسعة 11 سريرًا مجهزًا بأحدث التجهيزات، ليشكّل إضافة للخدمات المقدمة لأبناء شعبنا.