نابلس-وفا-بدوية السامري-تشارك أم يوسف مطر (70 عاما) من قرية جماعين جنوب نابلس، بزاوية خاصة بصناعة القش في أحد البازارات بمدينة نابلس.
وتمسك مطر مفتاحا كبيرا صنعته من القش يشبه مفتاح العودة، وتشير إلى ما صنعته يداها على الطاولة، قائلة "لا حدود أمام إرادة المرأة الفلسطينية، فهي حتى وان لم تجد عملا ستخلقه بإرادتها إن أرادت ذلك، لأنها تستطيع القيام بالكثير".
توفي زوج مطر عام 1981، لتجد أمامها أربعة أبناء يتحتم عليها الاعتناء بهم لوحدها.
رغم مساعدة كبيرة من المحيطين كما تقول، إلا أنها منذ لك الحين تقوم بصناعة سلال القش وأمور أخرى وتبيعها، لتساهم في تربية أبنائها حتى تمكنت من تزويجهم.
وتضيف: "ما دمت أستطيع أن أحيك، ولدي القوة.. سأقوم بصناعة القش وبيعه لمن يحب هذه الأعمال التراثية.. خاصة أن القليل من يقوم بهذا العمل".
وتعرض مطر في البازار الذي افتتح يوم الخميس الماضي، ويستمر حتى اليوم الأحد، أطباق القش الملونة والمصنوعة باتقان، والسلال والأباريق المختلفة، منتظرة أحد المشترين.
وتقول: "بازارات عدة شاركت فيها لا أعلم عددها.. حتى أني سافرت إلى الكويت سابقا للمشاركة في بازار هناك".
ويتركز هذا النوع من النشاط التقليدي، وهو صناعة القش، في المدن والقرى وسط فلسطين، ويتم الحصول على المادة الخام محليا كما تفعل مطر حيث تكثر أشجار النخيل.
وتعمل العديد من النساء في المنازل لحساب جمعيات ولجان نسوية.
وتعتبر البازارات التي تنظم بين حين وآخر فرصة جيدة لتعرض فيهن النساء مشغولاتهن الخاصة، وتلقى تعريفا بها.
من مدينة نابلس وغيرها من المدن، قدم العديد من المشاركات لعرض المنتجات التي صنعتها أيديهن من المأكولات، والمخللات، ومنها من الصوف المشغول يدويا، وأخرى من المطرزات، والزخارف، والصابون اليدوي، والاكسسوارات والتعليقات المختلفة.
وتعتمد الكثير من النساء الفلسطينيات على الصناعات اليدوية داخل منازلهن، في ظل عدم وجود فرص عمل لهن، ويعتبرن مثل هذه البازارات فرصة لهن للتعريف بمنتوجاتهن، حيث يوزعن البطاقات الخاصة بهن، عدا أن عددا من النسوة بات لديهن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعرض سهاد عبد الحق تحفا خشبية مصنوعة باتقان.. في محاولة منها لمساعدة زوجها في الحياة اليومية.
وتقول عبد الحق: "أعمل في هذه الصناعة منذ العام 2009، أساعد زوجي في مصروف المنزل، خاصة أن هذا العمل بات العائد المادي الوحيد لنا في الحياة".
أما سهى عطية وابنة شقيقتها سجود فهذه هي المرة الأولى التي تفكران فيها ببيع وعرض منتوجاتهن.
وتقول عطيه أنها كانت تقوم بصناعة العديد من المنتوجات وتقديمها كهدايا للبعض، لكن حان الوقت لعرضها وبيعها لعل وعسى تكون عائدا ماديا لها.
وتحمل الصناعات اليدوية خاصة للنساء بعدين تراثي واقتصادي، فهي من جهة، تعبر عن تاريخ وثقافة شعبنا الفلسطيني حيث تجسد وجوده على أرضه عبر حضارات متواصلة، إضافة إلى أن هذه الصناعات تشكل مصدرا حقيقيا لتنمية الدخل إذا ما تم استغلالها وتطويرها بالشكل المطلوب.
وفي زاوية أخرى من البازار تعرض صفاء شبارو خريجة الفنون الجميلة، رسوماتها على الزجاج، وفنيات من الصلصال على الزجاج، فهذه هي فرصتها الوحيدة بعد فشلها في الحصول على فرصة عمل.