بيت لحم-وفا-عنان شحادة-أعرب المتواجدون في الحجر الصحي داخل فندق "انجل" بمدينة بيت جالا غرب بيت لحم، عن ارتياحهم العام للظروف التي تحيط بهم بعد أربعة أيام من الحجر المفروض عليهم بسبب فيروس كورونا.
ويتواجد داخل الفندق منذ الخامس من الشهر الجاري، 43 شخصا من بينهم 15 أميركيا.
ويقول أحد المصابين سلطان ناصر (22 عاما) من قرية دار صلاح شرق بيت لحم لـ"وفا"، لا يخفى على أحد أن البداية كانت صعبة جدا، وحالة من القلق لازمت الجميع، لكن بحمد الله تفهمنا الواقع وتعاملنا معه بشكل جيد"، معربا عن شكره لمالكي الفندق على تصرفهم الإنساني وتعاملهم مع الموضوع بحكمة.
وأضاف ناصر: نحن طلبنا البقاء في الحجر داخل الفندق، حفاظا على سلامتنا وسلامة الجميع".
وتابع: "وصلتنا كل الامدادات واللوازم الطبية، لكن الأمر يتطلب طبيب مختص يكون إلى جانبنا في أي وقت نحتاجه إذا تطورت الأمور في الجانب الصحي، مشيرا إلى أنه تم أخذ فحوصات سابقا، وخرجت النتائج بإصابتي وعدد آخر.
وبالنسبة للوضع العام داخل الفندق، أكد أن الأجواء تسير بشكل مريح، المكان معقم، الأكل والفيتامينات ومواد التعقيم تصل إلى كل غرفة بعناية عالية، وهناك مختصون يوصلون الأغراض، ونطمئن الجميع لا يوجد أعراض مرضية، وصحتنا بخير ومعنوياتنا عالية.
وقال: "نحن على إطلاع بما يجري في الخارج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى بين المجموعة التي عليها الحجر يوجد تواصل من خلال مجموعة قمنا بإنشائها للإطمئنان عن بعضنا من خلالها"، داعيا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة، لأننا لا نريد منها أن تنال من عزيمة من هم في الفندق.
وأشار إلى أن الأخبار الكاذبة، وصلت إلى قضية الإعلان عن وفاته دون أن يدري، قائلا: "تحدث معي أحد أصدقائي على الهاتف قال لي أن هناك أخبار حول وفاتك، وحدثني عما يدور من حديث في الخارج، وهنا أناشد الجميع الابتعاد عن نقل المعلومات وتركها لأصحاب الاختصاص".
بدورها، قالت مديرة الفندق مريانا العرجا والمتواجدة داخله، لـ"وفا"، "الأجواء الآن أفضل بكثير، الأمور باتت تحت السيطرة والكل ملتزم، ولا يوجد هناك تقصير وكل يوم أفضل من سابقه، هناك اهتمام كبير من قبل المسؤولين، ويتم توفير كل الاحتياجات والمستلزمات من مواد غذائية وأدوية ومعقمات".
وأضافت: "معنوياتنا عالية لا خوف ولا هلع، نحن جميعا في الفندق عائلة واحدة نتصل مع بعضنا عبر مجموعة على "الواتس اب" نطمئن على من هم في الحجر، وتسير الأمور بكل أريحية وهدوء ونقف على احتياجات البعض".
وتابعـت: "شكلنا طاقم عمل داخل الفندق للأشخاص غير الموجودين في الحجر، عبر تقسيم أدوار العمل بينهم، منهم شخص مسؤول عن جمع النفايات، وآخر عن توزيع الأكل والمشروبات الساخنة والفيتامينات على الغرف، وهناك ناطق اعلامي باسم الجميع، وشخص يقف على باب الفندق يستلم الأغراض التي تأتي ويقوم بتسليمها لأصحاب الاختصاص".
وشددت على أنهم لن يسمحوا للمرض أن يتسلل إلى داخلهم، مؤكدة "نحن في في نفسية رائعة جدا بفضل الجهود التي تبذل من الخارج"، معربة عن شكرها لأجهزة الأمن على جهودهم الجبارة، الذين قدموا المساعدة من خلال الاطمئنان وتوفير الهدوء في محيط الفندق وايصال كل ما يتم احضاره لنا.
من جهته، قال محافظ بيت لحم كامل حميد لـ"وفا"، "مع مرور اليوم الرابع وبعد اتخاذ إجراءات الطوارئ على مستوى المحافظة بدأت الأمور بالسيطرة عليها، وأصبح تنفيذ الإجراءات على الأرض يعطي نتائج من جانب الإجراءات الأمنية، ومنع التنقل، وجمع العينات والفحوصات للمشتبه بهم من الأشخاص، وأيضا تأمين كل الاحتياجات في فندف "انجل"، ومتابعة استكمال الإجراءات المتعلقة بتجهيز المركز الطبي العلاجي، والذي خلال ساعات سيتم استقبال المرضى فيه".
وأضاف حميد أن هناك متابعة حثيثة للعائلات والأفراد المحجورين في المنازل، ومتابعة اللجان المشكلة لعملها سواء اللجنة الطبية والدعم والاسناد النفسي، وكذلك الاحتياجات العامة، ومراقبة الأسعار ومنع الاحتكار، وكذلك الأمور الإعلامية والمتطوعين واللجنة الأمنية العليا.
وحول الأوضاع في فندق انجل، قال: "هناك فريق طبي تم تشكيله سيبقى على اتصال مع فندقي انجل وبرادايس، وتقديم كل ما يلزم من خدمات طبية ومتابعة، إضافة الى وجود فريق طبي ميداني لأخذ العينات للفحص وآخر في مقر المركز الوطني ومديرية الصحة للتجهيز للمركز العلاجي للاطمئنان على استفسارات المواطنين".
وبالنسبة للوفود السياحية، أكد أنها غادرت بيت لحم، ولم يبقى إلا عدد قليل، ومعظم الفنادق فارغة، وكنيسة المهد مغلقة، مع الاكتفاء بالصلوات في الكنائس لرجال الدين، إضافة إلى أن الصالات والقاعات مغلقة.
وحسب الاحصائيات الواردة من محافظة بيت لحم، فإن عدد المصابين حتى إعداد التقرير؛ 19 مصابا في فندقي انجيل وبرادايس، منهم 16 مصاب ممن اختلطوا بالأجانب و3 مصابين من عائلاتهم.
وأشار حميد الى أن محافظة بيت لحم تم احكام إغلاقها من خلال نشر 13 حاجزا أمنيا، ويمنع الدخول والخروج منها وإليها، ويوجد دوريات مشتركة امنية شرطية في كل أرجاء المدينة.
وأهاب المحافظ بالمواطنين الالتزام بالتعليمات بدقة وعدم الحركة إلا في حالة الضرورة القصوى، وان هناك إجراءات تجري دراستها من أجل تطبيقها للحد من الحركة وانتشار الفيروس، خاصة فيما يتعلق بتحديد المناطق الجغرافية التي ظهرت فيها إصابات وفصلها عن المناطق الأخرى.
من جانبه، طمأن مدير صحة بيت لحم عماد شحادة الجميع على حالة من هم داخل فندق انجل، قائلا "وضعهم الصحي مستقر ولا يوجد أي أعراض خطيرة، وهناك متابعة طبية حثيثة لهم من خلال طبيب يتواجد عندهم من الساعة 12 ظهرا وحتى الثامنة مساء للاطمئنان على صحتهم، وهناك جهاز ضغط وقياس للحرارة عن بعد، إضافة للسكري وأدوية خاصة للحرارة وفيتامينات".
وأعرب عن ارتياحه للأجواء العامة داخل الفندق من خلال تعاون أصحاب الشأن، والالتزام بالتعليمات، إضافة إلى عزيمتهم القوية وحسن التعامل مع الفيروس دون خوف أو قلق.