طوباس- خصصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية الحلقة 88 من سلسلة "أصوات من طوباس" لاحتفالية شركة قطاف بسنويتها الخامسة، الذي جرى اليوم برعاية وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، وحضور شخصيات ومؤسسات رسمية وأهلية.
ورصدت الحلقة حصول الشركة على شهادة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، في وقت توّجت "قطاف" طريقها إلى أسواق 19 دولة، من بينها دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وتركيا، والمغرب، وأندونيسيا، والعراق.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة نبيل عبد الرازق إن "قطاف" صدرت العام الماضي 1200 طن من التمر المجهول، عالي الجودة، فيما ترفد السوق المحلي بكميات كبيرة.
"نفط" فلسطين
ووفق عبد الرازق، فإن "قطاف" تزرع 600 دونم نخيل في الأغوار، وتتخذ من الجفتلك مقرًا لبيت تعبئتها، وتوفر 60 فرصة عمل، في قطاع يشبه النفط لفلسطين.
وبحسب إحصاءات أوردها المدير العام للشركة، فإن قطاع النخيل يزدهر بسرعة كبيرة في الأغوار، إذ تنتشر قرابة 300 ألف شتلة على نحو 22 ألف دونم، وتوفر 5 آلاف فرصة عمل.
وقال المدير العام للشركة معين اشتية إن التمر المجهول بدأ في المغرب، لكن هذا النوع تعرض للانقراض بسبب آفة البيّوض، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، التي أهدت إسرائيل حاوية أشجار منه، وبدأ بالوصول إلى فلسطين.
وأشار إلى أن تسميته تعود إلى الولايات المتحدة، فيما سبق أن أطلق عليه المغاربة (ملك التمور)، وينمو في جنوب أفريقيا، ومصر، ويحتاج لظروف مناخية تتوفر في الأغوار.
وذكر اشتية أن دونم النخيل الواحد يضم 12 شجرة، وينتج كل عام طنًا واحدًا، فيما تسعى وزارة الزراعة إلى زيادة رقعة المساحات بحلول عام 2022 من هذا الصنف لتصل إلى 15 ألف دونم.
منافسة ودعم
وقال القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية، أحمد أسعد: "نحتفي اليوم بشركة وطنية، وصلت درجة عالية من الإتقان، وحصلت اليوم على شهادة جودة وتميّز بأيد فلسطينية".
وأضاف: "تدعم سياسات الرئيس والحكومة لتأسيس اقتصاد حر، ولإبراز منتجات الأغوار وفلسطين، وصارت اليوم هذه المنطقة تحتضن شركات زراعية وصناعية تنافس في الأسواق العالمية، وتتفوق على المنتج الإسرائيلي، في ظل حملات المقاطعة العالمية لمنتجات المستوطنات".
وتابع سعد: "شكلت طوباس العبور للثائرين منذ فجر الثورة، التميز، ومنذ تأسيسها محافظة سعت إلى تعزيز التنمية والتطور، الأمر الذي لم يرق للاحتلال، فصار يشن الحرب عليها".
من جانبه، قال رئيس مجلس الجودة، ومدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس حيدر حجة: "عرفت زراعة النخيل في الأغوار منذ آلاف السنين، وحقق المزارع الفلسطيني قفزة نوعية في زراعة أشجارها، وأصبح المنتج الفلسطيني ينافس في الأسواق العالمية؛ بفعل جودته، واليوم تفتح له الأسواق الإماراتية والأميركية والتركية والروسية والماليزية بشكل واسع".
وتابع: "تمثل شهادة الجودة الفلسطينية جواز سفر للمنتج الوطني في الأسواق العالمية، خاصة الدول الموقعة على اتفاقيات الاعتراف المتبادل بشهادة الجودة، وأصبحت هذه الشهادة دليلا على أن المنتج ملتزم بالتصنيع الجيد، ومُطابق للمواصفات والتعليمات الفنية، ومحقق لمتطلبات الصحية".
وذكر حجة أن الحكومة تعمل لتطوير الاستراتيجية الفلسطينية للجودة، ولتنمية الاقتصاد الوطني، وحماية المنتج الوطني، والحفاظ على صحة المواطن وسلامته، وبدأت باعتماد شهادة (حلال) للوصول إلى الأسواق الإسلامية.
تفوق وجودة
وأكد رئيس الغرفة التجارية في طوباس ثائر صوافطة أن الأغوار، سلة الغذاء لفلسطين، شاهدة اليوم على تفوق شركة وطنية ووصولها إلى درجة عالية من الجودة والمواصفات الفلسطينية والدولية.
ودعا وزارة الاقتصاد الوطني إلى حماية التجار والمزارعين، وعدم السماح بإغراق الأسواق بالمنتجات الزراعية الإسرائيلية والأجنبية.
وطالب صوافطة الحكومة بالوقوف إلى جانب المزارع، الذي يشكل عامل الصمود الأول، ورافعة الاقتصاد، وينتظر الإسراع في صرف التعويضات، وتسريع آلية الاسترداد الضريبي، وحل مشكلة المياه في الأغوار.
وقال المفوض السياسي والوطني في التوجيه السياسي العقيد محمد العابد إن الأغوار تقدم حالة وطنية، وتعكس نموذج الصمود للمواطنين، الذين يبدعون رغم قهر الاحتلال اليومي.
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أن "أصوات من طوباس" تولي الشأن الزراعي اهتمامًا خاصاً، وسبق أن أنتجت فيلمًا وثائقيًا حول الأرض ومعاناة الفلاحين، كما واكبت تصدير الأعشاب الطبية إلى دول العالم، وعودة البطيخ إلى الأغوار بعد سنوات غياب.