
رام الله-أخبار المال والأعمال- عقد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)، اليوم الأربعاء، ورشة عمل لمناقشة وعرض نتائج دراسة "سياسة حواجز الاحتلال الإسرائيلي في شمال ووسط الضفة الغربية وخسائر ساعات العمل الناتجة عنها"، بمشاركة مجموعة من المختصين وذوي الخبرة والمهتمين، وجاهياً بمقر المعهد في رام الله وعبر تقنية الزووم.
أعد الدراسة الباحثان د. طارق صادق وأحمد علاونة، وعقب عليها: مدير عام غرفة تجارة وصناعة محافظة رام الله والبيرة صلاح حسين، وأمين سر غرفة تجارة وصناعة محافظة نابلس إياد الكردي.
وأوضح منسق البحوث في المعهد د. سامح الحلاق في كلمة افتتاحية، أن الهدف من الدراسة هو البحث في تأثير الحواجز الإسرائيلية وعوائق الحركة في شمال ووسط الضفة الغربية على الاقتصاد الفلسطيني.
وأشار الحلاق أن هذه الدراسة تأتي ضمن مشروع بحثي حول تقييم الآثار الاقتصادية والديمغرافية للاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي ينفذه المعهد بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وفي عرضهما للدراسة، أكد الباحثان أن الحواجز الإسرائيلية وقيود الحركة في الضفة الغربية هي جزء من استراتيجية إسرائيلية لتطبيق نظام الفصل العنصري على الفلسطينيين، حيث تعمل على عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض، وتعرقل حركة الفلسطينيين.
وتظهر البيانات التي تم جمعها من مكتب سيارات أجرة أن حركة النقل انخفضت بنسبة 51.7% بعد بدء العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتم تسجيل وقت الانتظار على 14 حاجزاً عسكرياً، ووجد أن وقت الانتظار على الحواجز يتراوح بين 15 و50 دقيقة.
كما تظهر النتائج أن متوسط التأخير في الرحلات خارج محافظة نابلس يصل إلى 42 دقيقة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 77.9% عن الوقت الأصلي للرحلة.
تقدر الدراسة عدد ساعات العمل الضائعة يوميا بحوالي 191,146 ساعة، مما يكلف الاقتصاد الفلسطيني حوالي 2.8 مليون شيقل (764.6 ألف دولار) يوميًا، أي ما يعادل 62.2 مليون شيقل (16.8 مليون دولار) شهريًا، بالإضافة إلى ذلك، تؤدي المسافات الإضافية التي يقطعها السائقون لتجنب الحواجز إلى استهلاك وقود إضافي يقدر بحوالي 71,052 شيقل (19,203 دولار) يوميًا، أي ما يعادل 22.2 مليون شيقل (6 مليون دولار) سنوياً.
تؤكد نتائج الدراسة أن قيود الحركة تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الفلسطيني، إذ تساهم في ارتفاع نسبة البطالة وتدني الأجور بسبب صعوبة وصول العمال إلى أماكن عملهم، كما تؤدي الحواجز إلى تعطيل حركة البضائع، مما يزيد من تكاليف النقل ويتسبب في تلف بعض المنتجات نتيجة الانتظار الطويل على الحواجز.
أجمع الحضور على أهمية الدراسة، وضرورة تبني سياسات للحد من تأثير هذه الحواجز، وأشار البعض إلى أن الفئات الأكثر هشاشة زادت الأعباء عليها بسبب هذه الحواجز.