التحديات الاقتصادية العالمية: الدين الأميركي، التضخم الأوروبي، وأفق الاقتصاد الإسرائيلي

تاريخ النشر

رام الله-أخبار المال والأعمال- رغم الزيادة في العوائد على السندات الأميركية، إلا أن هذه العوائد تظل أقل بكثير مقارنة بالمستويات التاريخية، ما يجعل سندات الخزينة الأميركية خيارا مفضلا للمستثمرين الذين يسعون للحصول على عوائد مستقرة وآمنة في الوقت ذاته.

يتوقع أن يشهد السوق المزيد من قوة الدولار الأميركي حيث تستفيد الأسواق المالية من استقرار الدولار في وقت تشهد فيه الاقتصادات الأخرى تحديات اقتصادية كبيرة.

تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إدارة الدين العام خاصة مع التوقعات بأن العجز في الميزانية السنوي سيتراوح بين 1.7 إلى 1.9 تريليون دولار في السنوات المقبلة، هذا العجز الكبير يحتمل أن يزداد تعقيدا في ظل الحاجة المستمرة لتمويله من خلال زيادة إصدار الديون، لذلك من المتوقع أن ترتفع تكاليف الفائدة على هذه الديون بشكل كبير حيث يتوقع أن تتراوح بين 200 إلى 250 مليار دولار سنويا. هذه الأعباء المالية قد تؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الحكومة الأميركية على تمويل مشاريع أخرى، ما يزيد من أهمية اتخاذ إجراءات مالية فعالة لتقليل تأثير هذا العبء.

أما في أوروبا فيشهد الاقتصاد تباطؤا ملحوظا نتيجة لارتفاع تكاليف الفائدة وتراجع الإنفاق الاستهلاكي في ظل ارتفاع التضخم. من المتوقع أن تظل منطقة اليورو تحت ضغط التضخم المرتفع خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعيق انتعاش السوق الأوروبية.

بالإضافة إلى ذلك، استمرت الضغوط على البنوك الأوروبية بسبب زيادة تكاليف الفائدة، ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على قدرة الأفراد والشركات على الاقتراض، وبالتالي يؤثر على النشاط الاقتصادي في المنطقة. في الوقت نفسه، فإن التحديات الجيوسياسية مثل النزاعات في أوكرانيا والتداعيات السلبية للتغير المناخي قد تزيد من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية خاصة في أسواق السلع الأساسية مثل النفط والغاز.

على الرغم من ذلك، لا يزال هناك تفاؤل نسبي في بعض الأسواق الناشئة التي تظهر مرونة ملحوظة في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية المستمرة.

بالنسبة للتوقعات المستقبلية، من المتوقع أن يظل التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا تحت ضغوط متزايدة حتى عام 2025.

وفي ظل هذه الضغوط، قد تتبنى البنوك المركزية سياسات نقدية أكثر تشددا لمكافحة التضخم، وهو ما قد يزيد من تباطؤ النمو الاقتصادي في هاتين المنطقتين.

من جهة أخرى، يتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة بعض التحسن على المدى المتوسط، خاصة في ظل استقرار أسعار السلع وارتفاع الطلب على موارد الطاقة، وهو ما قد يدعم النمو الاقتصادي في هذه الأسواق.

وفيما يتعلق بالبنك المركزي الإسرائيلي، يتوقع المحللون أن يبقي البنك سعر الفائدة عند 4.75% في اجتماعه المنتظر في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وذلك في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أظهرت انخفاضا طفيفا في التضخم، حيث انخفض مؤشر الأسعار الاستهلاكية في تشرين الأول/أكتوبر إلى 3.7%. رغم هذا التراجع الطفيف في التضخم، يتوقع العديد من المحللين أن يشهد الاقتصاد الإسرائيلي خفضا تدريجيا في أسعار الفائدة بدءا من كانون الثاني/يناير 2024، استجابة لتحسن سعر الشيقل وتهدئة الضغوط التضخمية.

ومع ذلك، يظل تركيز بنك إسرائيل منصبا على استقرار سعر الشيقل، ما قد يعيق اتخاذ قرارات سريعة بتخفيض الفائدة. البنك المركزي يواصل مراقبة تقلبات العملة وسوق العمل في إسرائيل قبل اتخاذ أي خطوات قد تؤثر في استقرار الاقتصاد. وفي حالة استمرار قوة الشيقل، قد يقدم البنك المركزي خفضا للفائدة قبل بداية العام الجديد، خاصة إذا استمر التضخم في الانخفاض.

في ظل الوضع الأمني والاقتصادي الراهن في إسرائيل، يشهد الشيقل تقلبات ملحوظة، وذلك بفعل النزاع الحالي وتداعياته، حيث تدخل بنك إسرائيل بشكل مكثف لحماية العملة المحلية عبر بيع حوالي 8.2 مليار دولار أميركي بهدف الحفاظ على استقرار الشيقل وسط الأزمات المستمرة. وعلى الرغم من أن الشيقل ضعُف أمام الدولار منذ بداية النزاع، إلا أن البنك المركزي تمكن من الحفاظ على بعض القوة للعملة مع مرور الوقت. ومع وجود مخاوف من توسع النزاع إلى حرب إقليمية أو تصعيد في شمال إسرائيل، يظل هذا مصدر قلق كبير بالنسبة للأسواق.

وفي ضوء هذه التقلبات، يتوقع الخبراء أن يعود الشيقل إلى قوته السابقة بمجرد انتهاء النزاع الحالي، خصوصا مع احتمال زيادة الاستثمارات الأجنبية في القطاعات العقارية والتكنولوجية في إسرائيل. ويعكس هذا تفاؤلا بشأن إمكانية تحقيق نمو اقتصادي قوي بعد انتهاء الأزمة الحالية مما قد يعزز من قوة الشيقل مجددا.

الأرقام الاقتصادية لهذا الأسبوع

الاثنين، 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

• اليورو الأوروبي: مؤشر مناخ الأعمال الألماني (تشرين الثاني/نوفمبر) - 86.0

• اليورو الأوروبي: توقعات الأعمال الألمانية (تشرين الثاني/نوفمبر) - 87.3

• الشيقل الإسرائيلي: قرار سعر الفائدة (تشرين الأول/أكتوبر) - 4.50%

• الدولار الأميركي: مؤشر التصنيع الفيدرالي في دالاس (تشرين الثاني/نوفمبر) - -3.0

• الدولار الأميركي: مزاد سندات 2 سنة - 4.130%

الثلاثاء، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

• اليورو الأوروبي: مزاد سندات 5 سنوات (بوند) الألماني - 2.130%

• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار المنازل (سنوياً) (أيلول/سبتمبر) - 4.2%

• الدولار الأميركي: مبيعات المنازل الجديدة (شهرياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 4.1%

• الدولار الأميركي: مؤشر ثقة المستهلك (تشرين الثاني/نوفمبر) - 108.7

• الدولار الأميركي: مزاد سندات 5 سنوات - 4.138%

• الدولار الأميركي: محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية

الأربعاء، 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

• الدولار الأميركي: مخزون النفط الخام الأسبوعي (API) - 4.753 مليون

• اليوان الصيني: أرباح الصناعات الصينية (منذ بداية العام) (تشرين الأول/أكتوبر) - -3.5%

• اليورو الأوروبي: اجتماع البنك المركزي الأوروبي غير متعلق بالسياسة النقدية

• الدولار الأميركي: مطالبات البطالة المستمرة - 1.908 مليون

• الدولار الأميركي: طلبات السلع المعمرة الأساسية (شهرياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 0.5%

• الدولار الأميركي: طلبات السلع المعمرة (شهرياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - -0.7%

• الدولار الأميركي: الناتج المحلي الإجمالي (الربع الثالث) - 2.8%

• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار PCE الأساسي (سنوياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 2.7%

• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار PCE (سنوياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 2.1%

• الدولار الأميركي: مؤشر أسعار PCE (شهرياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 0.2%

• الدولار الأميركي: مبيعات المنازل المعلقة (شهرياً) (تشرين الأول/أكتوبر) - 7.4%

الخميس، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

• عطلة: الولايات المتحدة - يوم عيد الشكر

• اليورو الأوروبي: مؤشر أسعار المستهلك في ولايات ألمانيا (تشرين الثاني/نوفمبر)

•  اليورو الأوروبي: مسح الأعمال والمستهلكين (تشرين الثاني/نوفمبر)

الجمعة، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

• مؤشر أسعار واردات ألمانيا (سنوي) (تشرين الأول/أكتوبر): -1.3%

• مبيعات التجزئة في ألمانيا (سنوي) (تشرين الأول/أكتوبر): 3.8%

• معدل البطالة في ألمانيا (تشرين الثاني/نوفمبر): 6.1%

• عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا (تشرين الثاني/نوفمبر): 2.856 مليون

التحليل الفني: (المؤشرات الفنية تفقد دلالتها عند ارتفاع نسبة التذبذب نتيجة أحداث كبيرة)

الدولار الأميركي

إغلاق مؤشر الدولار (DXY) عند 107.5 يشير إلى أن الدولار لا يزال في مرحلة قوية، لكن قد يواجه مقاومة عند هذا المستوى. إذا استمر المؤشر في الثبات عند 107.5 أو تجاوزه، فمن المحتمل أن يتوجه نحو مستويات أعلى مثل 108.0 أو 108.70. أما في حال بدأ المؤشر في التصحيح الهبوطي، فقد يعود إلى مستويات دعم مثل 106.0 أو 105.5، مع احتمال أن يكون الدعم الأقوى عند 105.0. طالما أن المؤشر يبقى فوق 106.0، يبقى الاتجاه الصاعد هو الأرجح، ولكن إذا كسر هذا المستوى، فقد نرى تصحيحاً أعمق.

مستويات الدعم والمقاومة:

مستوى دعم أول 107.00، مستوى دعم ثاني 106.00، مستوى دعم ثالث 105.00.

مستوى مقاومة أول 108.00، مستوى مقاومة ثاني 108.7، مستوى مقاومة ثالث 109.6.

اليورو الأوروبي

إغلاق زوج اليورو مقابل الدولار (EUR/USD) عند 1.0414 يشير إلى استمرار الضغط الهبوطي على الزوج بعد فترة من التراجع. إذا استمر هذا الاتجاه، قد يتوجه الزوج نحو مستوى 1.0405، وإذا تم كسره قد نشهد مزيدا من الهبوط نحو مستويات أقل. في حال حدوث تصحيح صعودي، قد يبدأ الزوج في التعافي إذا صعد فوق 1.0500، مما قد يعيده نحو مستويات مقاومة مثل 1.0650 أو 1.0760. ولكن في ظل الظروف الحالية، يبقى الاتجاه الهابط هو الأكثر ترجيحا طالما أن السعر تحت 1.0500.

مستويات الدعم والمقاومة:

مستوى دعم أول 1.0405، مستوى دعم ثاني 103.40، مستوى دعم ثالث 1.0260.

مستوى مقاومة أول 1.0500، مستوى مقاومة ثاني 1.0650، مستوى مقاومة ثالث 1.0760.

الشيقل الإسرائيلي

تداول سعر الدولار/شيقل بشكل سلبي آخر الأسبوع مع إغلاق عند 3.71 يشير إلى أن الدولار يواجه مستوى مقاومة قوي عند هذا السعر. إذا استمر في الثبات أو تجاوز هذا المستوى، فقد يتجه نحو مستويات أعلى مثل 3.75 أو 3.80.

ولكن إذا بدأ في التصحيح الهبوطي، قد يعود السعر إلى مستويات دعم مثل 3.65 أو 3.60، مع وجود دعم أقوى عند 3.55. طالما أن السعر يبقى فوق مستوى 3.65، يبقى الاتجاه الصاعد هو الأكثر احتمالاً، ولكن إذا كسر هذا الدعم، فقد نشهد مزيدا من التراجعات.

مستويات الدعم والمقاومة:

مستوى دعم أول 3.65، مستوى دعم ثاني 3.60، مستوى دعم ثالث 3.55.

مستوى مقاومة أول 3.75، مستوى مقاومة ثاني 3.80، مستوى مقاومة ثالث 3.88.

الذهب

إغلاق الذهب مقابل الدولار عند 2715 بعد ارتداده من منطقة الدعم عند 2545 يشير إلى أن الذهب شهد تعافيا قويا من مستوى دعم حاسم. إذا استمر هذا الارتداد، قد يتوجه السعر نحو مستويات مقاومة مثل 2750 أو 2790. في حال تم اختراق هذه المقاومة، قد نشهد مزيدا من الارتفاعات نحو 2850 أو 2900.

من جهة أخرى، إذا بدأ الذهب في التصحيح الهبوطي مجددا، فإن الدعم القوي يقع عند 2545، وإذا كسره قد يعود السعر إلى مستويات دعم أدنى مثل 2400 أو 2280. طالما أن السعر فوق 2545، يبقى الاتجاه الصاعد هو الأرجح، ولكن في حال كسر هذا الدعم، قد نشهد تراجعا أكبر.

مستويات الدعم والمقاومة:

 مستوى دعم أول 2545، مستوى دعم ثاني 2390، مستوى دعم ثالث 2285.

مستوى مقاومة أول 2750، مستوى مقاومة ثاني 2790، مستوى مقاومة ثالث 2850.

الفضة

إغلاق الفضة عند 31.35 بعد ارتدادها من مستوى الدعم 30.2 يشير إلى استعادة القوة من مستوى دعم مهم. إذا استمر السعر في الارتفاع، قد يواجه مقاومة عند 31.70 أو 32.2، وفي حال اختراق هذه المستويات، يمكن أن يصل السعر إلى 33.0 أو حتى 34.5.

إذا بدأ السعر في التراجع، فإن الدعم الأساسي يبقى عند 30.2، وإذا تم كسره، قد نرى مزيدا من الهبوط نحو 29.60 أو 28.25. طالما أن السعر يحافظ على مستويات فوق 30.2، يبقى الاتجاه الصاعد مرجحا، لكن أي اختراق لهذا الدعم قد يؤدي إلى مزيد من الانخفاض.

مستويات الدعم والمقاومة:

مستوى دعم أول 30.20، مستوى دعم ثاني 29.60، مستوى دعم ثالث 28.25.

مستوى مقاومة أول 31.70، مستوى مقاومة ثاني 32.2، مستوى مقاومة ثالث .33.0.

النفط

يشير الرسم البياني لخام النفط إلى استقرار نسبي في السوق بعد إغلاق إيجابي عند 71.10، الدعم القوي عند 70.00 دولار يمكن أن يحافظ على السعر من التراجع. وإذا نجح في الثبات فوق هذا المستوى، قد يتجه إلى مقاومة 72.50 دولار. وإذا تم اختراقها، قد يتواصل الصعود نحو 75.00 دولار. إذا انخفض السعر دون 70 دولار، فإن الدعم التالي سيكون عند 67.50 دولار. المؤشرات الفنية تظهر زخمًا صاعدًا معتدلاً مع وجود مؤشر القوة النسبية حول 60، ما يشير إلى أن السوق لا يزال في منطقة إيجابية، لكن التحركات الكبيرة تعتمد على اختراق مستوى 72.50 دولار.

مستويات الدعم والمقاومة:

مستوى دعم أول 70.00، مستوى دعم ثاني 67.90، مستوى دعم ثالث 65.5.

مستوى مقاومة أول 72.50، مستوى مقاومة ثاني 75.00، مستوى مقاومة ثالث 76.50.

إخلاء مسؤولية: هذا التقرير هو لأغراض المعلومات فقط ولا يأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لأي مستلم، ولا يعتبر بأي شكل من الأشكال كتقديم مشورة في مجال الاستثمار، ولا يقصد به أو ينبغي تفسيره على أنه توصية أو عرض أو طلب للحصول على أي من الأدوات المالية و/أو الأوراق المالية المذكورة في هذا التقرير، ولا يعتبر المضمون أو جزءا من هذا التقرير بمثابة عقد أو التزام على الإطلاق، حيث يجب على المستثمرين طلب المشورة المهنية بشكل مستقل واستخلاص استنتاجاتهم فيما يتعلق بأية معاملة بما في ذلك اي منفعة اقتصادية و/أو المخاطر والآثار القانونية والتنظيمية والائتمانية والمحاسبة والضريبة. وبناء عليه لا يتحمل البنك الوطني أي مسؤولية قانونية ناتجة عن ذلك، كما يخلي البنك الوطني مسؤوليته عن أي استخدام للمعلومات الواردة في التقرير.

المصدر: نشرات البنك الوطني