غزة-أخبار المال والأعمال- قال الدكتور خليل شقفة، رئيس هيئة المديرين بشركة توزيع كهرباء محافظات غزة، إن أزمة الكهرباء الحالية مرتبطة بموجة الحر، موضحًا أن الطلب على الطاقة خلال الأسبوعين الماضيين سجل مستويات قياسية عالية، ما تسبب بحالة إرباك في جدول التوزيع، وزاد شعور المواطنين بوقع الأزمة.
وأكد شقفة لصحيفة "الأيام"، أنه في الوضع الطبيعي، وفي ظل الأجواء المستقرة، كان الطلب على الطاقة يتراوح ما بين 350-370 ميغاوات، لكن خلال موجة الحر الحالية قفز الطلب على الكهرباء الى أكثر من 470 ميغاوات في بعض الأوقات، في حين إن المتوفر من الطاقة عبر مصدرين "الكهرباء الإسرائيلية، ومحطة التوليد، لا يزيد على 200 ميغاوات في أحسن الأحوال.
وبين أنه وفي محاولة للتخفيف من وقع الأزمة، تم تشغيل نظام الحقن المائي في المولدات، وهذا ينتج نحو 8 ميغاوات إضافية، لكن المشكلة الأساسية أنه وبالتزامن مع موجة الحر انخفضت قدرة مولدات المحطة على انتاج الكهرباء، ففي السابق وحين كان الطقس معتدلاً أو بارداً، كانت المولدات الثلاثة مجتمعة تنتج ما بين 70-75 ميغاوات بدون الحقن المائي، لكن الآن ومع تشغيل النظام المذكور، تتراوح الطاقة المنتجة ما بين 60-65 ميغاوات، موضحا أن هناك علاقة عكسية ما بين ارتفاع درجات الحرارة وانتاجية المولدات، فكلما زادت الحرارة، قلت الإنتاجية.
وأشار إلى أن شركة توزيع الكهرباء تدير الأزمة الحالية بكل طاقتها، وتحاول توزيع الكهرباء المتوفرة بشكل عادل على المواطنين، وتوجهت لنظام الشبكة الذكية في محاولة للاستفادة من كل المصادر المتاحة، وتقليل الفاقد، فبعد أن كانت الخطوط الإسرائيلية العشرة مجتمعة، لا تعطي أكثر من 120 ميغاوات، أصبح الآن بالإمكان تحميل ما بين 125-127 ميغاوات منها.
وتوقع شقفة أن تشهد الأزمة الحالية تراجعا مع بدء انحسار موجة الحر الحالية، وانخفاض الطلب على الطاقة، وتحسين إنتاجية المولدات في المحطة، داعيا المواطنين لمحاولة ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان.
وحول مشروع العدادات الذكية الذي تواصل الشركة تركيبه، وسط حالة رفض واسعة في القطاع، أكد شقفة أنه يعد إحدى الأدوات المهمة التي تساهم في معالجة الفاقد على الشبكة بنسبة كبيرة، حيث يرتكز المشروع على استبدال العدادات القديمة "الميكانيكية" بالعدادات الرقمية التي يتم التحكم فيها من خلال الشبكة عن بعد، وهو جزء من خطة الشركة، للتحول إلى ما يعرف بـ"الشبكة الذكية".
وأعرب شقفة عن أمله بأن تنجح الجهود المبذولة في توفير مزيد من مصادر الطاقة لقطاع غزة، سواء عبر الخطوط المصرية، أو من خلال إنجاز مشروعات كبرى، أبرزها تزويد محطة التوليد بالغاز الطبيعي ما يزيد من قدرتها على انتاج الكهرباء.
يذكر أن أزمة الكهرباء المستمرة تفاقمت بصورة كبيرة، بالتزامن مع ظاهرة القبة الحرارية، التي تضرب المنطقة بأسرها منذ أكثر من أسبوعين، إذ تدنت ساعات الوصل ووصلت إلى 5 ساعات، في حين وصلت ساعات قطع التيار الى 10 ساعات متواصلة.
ودفعت الأزمة مؤخرا، نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق وسم "#شغلوا_المولد_الرابع"، في إشارة إلى ضرورة تشغيل مولد كهرباء رابع في محطة التوليد، قد يسهم في تخفيف الأزمة، والعودة للجدول السابق، ثماني ساعات قطع، مقابلها ثماني ساعات وصل.
المصدر: الأيام
تاريخ النشر