رام الله-أخبار المال والأعمال- حذّر رئيس الوزراء محمد اشتية، من أن العقوبات التي تفرضها إسرائيل على السلطة الفلسطينية ستؤدي إلى إنهيارها قريبا. واعتبر اشتية في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن خطوة اقتطاع 139 مليون شيقل من أموال المقاصة، والاستمرار في تجميد أموال الضرائب بمثابة "مسمار آخر في نعش السلطة، إذا لم يكن هناك أي تدخل فوري من المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأميركية والدول العربية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تقدم دعما للسلطة الفلسطينية في الموازنة الأخيرة التي أقرتها، في حين أن دعم الاتحاد الأوروبي مخصص فقط للبنية التحتية وبعض القضايا الانسانية.
ولفت إلى أن إسرائيل تستولي على 300 مليون شيقل من أصل 900 مليون تحول شهريا للسلطة الفلسطينية من أموال المقاصة، يضاف إلى ذلك 30 مليون شيقل تحصل عليها مقابل تحصيلها أموالنا.
وأضاف: "إسرائيل تبيع لنا كل شيء، بما في ذلك معالجة مياه الصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب، وهي في الواقع تستفيد من احتلالها الذي يدر عليها المال".
وأوضح أن السلطة الفلسطينية تجمع ضرائب بنفسها تصل إلى حوالي 300 مليون شيقل، وبذلك يكون لديها 900 مليون شيقل شهريا، لكن عمليا تنفق السلطة 1.3 مليار شيقل شهريا، لذلك لدينا عجز قدره 400 مليون شيقل كل شهر، والمصارف الفلسطينية لم تعد في وضع يمكنها منحنا مزيدا من القروض، وفي غياب مصادر الميزانية نضطر لدفع الرواتب بشكل جزئي.
ولفت إلى أن حكومته تعتزم التواصل مع الدول العربية لمطالبتها بتنفيذ القرارات السابقة (في الجامعة العربية) ومنها توفير شبكة أمان اقتصادي للسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجزائر البلد الوحيد الذي يحافظ على التزاماته ويحول 52 مليون دولار سنويا.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن السلطة الفلسطينية ستطلب من الاتحاد الأوروبي تمويلها.
ومن المتوقع أن يصل في وقت لاحق من هذا الشهر، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، لزيارة تل أبيب ورام الله.
وقال اشتية للصحيفة الإسرائيلية "سنطالب الإدارة الأميركية بتعزيز التحركات التي تمنع انهيار السلطة الفلسطينية وتحد من المحاولة الإسرائيلية لسحق حل الدولتين، وسحق السلطة".
وأضاف: بخلاف التصريحات الإيجابية، لم تقدم الإدارة في واشنطن حتى الآن سياسية مختلفة عن تلك التي اعتمدتها الإدارة السابقة فيما يتعلق بسلوك إسرائيل".
وأكد أنه على الرغم من الأوضاع الصعبة، إلا أن الشعب الفلسطيني صامد، ويناضل من أجل حقوقه، ولن يذهب إلى أي مكان، وسيبقى متمسكا بأرضه.