بيروت (رويترز) - لطالما كانت ممارسة التزلج على الجليد وسيلة للترفيه لدى ميسوري الحال في لبنان، لكن الانهيار المالي للدولة ألقى بمعظم السكان في براثن الفقر وجعل ممارسة هذه الرياضة أمرا عصيا للغاية اللهم إلا على فئة بسيطة جدا من الأثرياء.
فقد خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها منذ 2019.
وخلال زيارته للجبال في الآونة الأخيرة قال محمد عطوي "هواية التزلج هي لجماعة تبع طبقة الدولار، مش لإلنا، نحن جماعة منجي منأرجل (ندخن الشيشة)، الماكسيموم تبعنا نصرف ٢٠٠ ألف هون (نحو عشرة دولارات أمريكية في السوق الموازية)".
وأسعار تذاكر التزلج، في منتجع مزار، الذي يوفر مشاهد بانورامية على البحر المتوسط، مدرجة بالدولار في بلد يحصل فيه الغالبية العظمى من السكان على رواتبهم وأجورهم بالليرة.
وبحسب موقع إلكتروني يذكر الأسعار فإن ممارسة التزلج طوال اليوم تكلف 35 دولارا في الأيام العادية و50 دولارا في عطلة نهاية الأسبوع. ويعادل ذلك ما بين 700 ألف ومليون ليرة لبنانية، وهو رقم يزيد على الحد الأدنى للأجور شهريا ويمثل جزءا كبيرا من متوسط الرواتب.
ويعيش لبنان أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 حيث تفرض البنوك قيودا صارمة على المبلغ الذي يُسمح للمدخرين بسحبه، الأمر الذي يضطر حتى من لديهم المال للتفكير مليا قبل إنفاقه.
وما زالت منحدرات التزلج عامرة بالمتزلجين الذين يستطيعون تحمل التكلفة في نهاية الأسبوع.
قالت اللبنانية ديلفين ماراكيان، وهي تسير على الجليد وتستعد للتزلج، "بالنهاية السكي (التزلج) صار مكلف خاصة لو عندك أطفال كثير، بس بالنهاية عن جد بدنا نعيش.
"وقتها طقس حلو بتطلع بتتزلج هون مع ولادك بيستمتعوا، هيدا يا اللي عم نفتش عليه، على تجربة الاحساس بالسعادة ونفرح وولادنا ينبسطوا فيها، فهذا هو أهم شيء".