"مستدامة" يتوّج الفائزين بمسابقة فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة

تاريخ النشر
جانب من الاحتفالية

رام الله-أخبار المال والأعمال- نظم برنامج "مستدامة"، يوم الخميس، احتفاليته الأولى لروّاد التكنولوجيا النظيفة في فلسطين – النسخة الأولى 2021، وذلك بهدف عرض المشاريع التي طورتها مجموعة من الشركات الناشئة المختارة، والتي شاركت في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة الفلسطيني.

ونظمت الاحتفالية بالتزامن في رام الله وغزة بحضور ممثلين عن المؤسسات الفلسطينية والجهات المانحة ومجتمع الأعمال والمستثمرين.

واعتلى المتسابقون النهائيون الستة، الذين تم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم الفنية خلال المراحل السابقة من البرنامج المنصة لعرض مشاريعهم والتنافس للفوز بثلاث جوائز يصل مقدار كل جائزة منها إلى 25000 يورو وذلك بهدف دعم أنشطة البحث والتطوير الخاصة بهم.

المشاريع الفائزة

وفاز بالمركز الأول مشروع (Syngas) من قطاع غزة، حيث قام كل من: تيسير عبد الله عزيز وغادة طالب برغوث وعبدالله تيسير عزيز وعز الدين تيسير عزيز، بتطوير جهاز يعالج الكتلة الحيوية لإنتاج الغاز الصناعي، كبديل للبترول وأنواع الوقود الأخرى التي يمكن استخدامها في الصناعات. ويتم إنتاج الغاز الصناعي محليًا وبتأثير أقل على البيئة، ويتم إنتاجه بسعر أقل من مصادر الطاقة المتوفرة في الأسواق. وتم اختبار الجهاز بنجاح، ويخطط مشروع (Syngas) لبدء عملية التصنيع والإنتاج قريبًا.

وفاز بالمركز الثاني مشروع (Eco Bricks)، لأصحابه سعد ياسر جرادات وعدي زاهر وحنان جرادات. ويهدف المشروع إلى توفير مواد بناء صديقة للبيئة، عالية جودة، وموفّرة للطاقة والمياه، تم إعادة تدويرها لتستجيب لاحتياجات السوق. وقام المشروع بتطوير الطوب واختبار فعاليته بنجاح.

ويعتبر الطوب الذي طوره الفريق متين للغاية، يمكن أن يزيد من كفاءة البناء الصناعي من خلال توفير خصائص معينة كالعزل الحراري ومنع تسرب المياه. بالإضافة إلى ذلك، يساعد إنتاج هذا النوع من الطوب على حل مشكلة بيئية محلية من خلال استخدام الرواسب الناتجة من قطع الأحجار والتي تؤثر سلبًا على البيئة.

وفاز بالمركز الثالث مشروع (PALGY) لصاحبه أحمد عثمان، الذي قام بتصميم جهاز يعمل على تبريد وتنظيف الألواح الشمسية، ورفع كفاءتها بنسبة 30%. يعمل الجهاز المبتكر على توليد المياه من الغلاف الجوي عبر عملية تكثيف، ومن ثم تخزينها، بعد ذلك يقوم الجهاز برش الماء على سطح الألواح عند ارتفاع درجة حرارتها. بفضل تقنيات التبريد والتكثيف الحديثة، يستهلك الجهاز طاقة أقل وبالتالي يمكنه توليد وتخزين المزيد من المياه.

العسيلي: سنواصل جهودنا من أجل بناء قطاع مزدهر للتكنولوجيا النظيفة

وخلال كلمته في الاحتفالية النهائية، قال وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي: "نحن نعلم مدى أهمية التكنولوجيا النظيفة وأهمية توفرها في ظل وضعنا الراهن"، مضيفًا أن "تكاليف الطاقة المرتفعة، وزيادة الطلب عن العرض، والتحديات التي تواجه القطاع الصناعي، لا تتعلق فقط بالتكلفة ولكنها أيضًا تتأثر بعدم قدرتها على استغلال وتوفير الطاقة، جميع هذه الأسباب، تشير الى أهمية مواصلة جهودنا من أجل بناء قطاع مزدهر للتكنولوجيا النظيفة ودعم برنامج فلسطين للابتكار في التكنولوجيا النظيفة، ليكون قادرًا على جذب المواهب الجديدة وتدريبها للمسابقات القادمة".

1


السعداوي: المسار الذي اتبعه المتسابقون في البرنامج يمثل تحديًا حقيقيًا

بدوره، قال وزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي إن "قطاع التكنولوجيا النظيفة، يعتبر جديدًا نسبيًا في فلسطين، ولكنه ومن المتوقع أن يحقق نتائج مهمة في مجالات عدة لتشمل حلول الطاقة المستدامة والنمو الاقتصادي".

وأضاف: "لا شك أن المسار الذي اتبعه المتسابقون في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة في فلسطين يمثل تحديًا حقيقيًا. لقد تم دفع المتسابقين لتقييم مشاريعهم عن كثب، ودراسة جدواها وتحليلها، وصولا بتنفيذها. لقد شجعهم البرنامج على اكتساب الأساليب والطرق الأمثل واستغلال الموارد، وتأهيلهم للبدء برحلتهم الريادية باستخدام الأدوات والمعرفة المناسبة التي اكتسبوها".

2

كراوس: الصفقة الفلسطينية الخضراء وجدت لتبقى

من جانبه، قال مسؤول التعاون في مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس غيرهارد كراوس: "ها نحن نخطُ خطوتنا الأولى في رحلة واعدة ومثيرة نحو فلسطين خضراء. أتمنى أن يحقق الفائزون مشاريعهم وأود أن أشكر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) على تقديمها الدعم اللازم لتنمية روح المبادرة الإبداعية الفلسطينية".

وأضاف: "يقع التركيز على القضايا البيئية في صميم الصفقة الأوروبية الخضراء التي ينبغي أن تعود بالفائدة على شركائنا الفلسطينيين. تمثل أنشطة التكنولوجيا النظيفة استراتيجية نمو جديدة لتحويل الاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد تنافسي متطور، قادر على توفير الموارد. إن الصفقة الفلسطينية الخضراء وجدت لتبقى".

3


الفرا: قطاع التكنولوجيا النظيفة قطاع واعد في فلسطين

من جهته، أكد مدير مكتب برنامج اليونيدو في فلسطين أحمد الفرا على الإنجاز الذي أحرزه البرنامج.

وقال: "نحن سعداء بالتقدم الذي أحرزته الشركات الناشئة التي شاركت معنا في برنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة في فلسطين. لقد وجهنا جهودنا لتطوير ودعم إمكاناتهم، وسد الثغرات التقنية، وتدريبهم في ريادة الأعمال، وصقل مشاريعهم لتصبح قادرة على الإنطلاق في الأسواق والمنافسة".

وأضاف الفرا أن "قطاع التكنولوجيا النظيفة قطاع واعد من حيث إمكانات النمو الاقتصادي، بالإضافة الى التأثير البيئي. ويسعدنا أن نشارككم خبرة اليونيدو في مجال التكنولوجيا النظيفة وأن نكون أول من يقدم برنامجًا مخصصًا يقدم كلاً من الدعم الفني والتوجيه اللازم لدعم الأعمال الريادية".

4


برنامج مستدامة

تم إطلاق برنامج مستدامة في نهاية العام 2019، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني وبالتعاون مع سلطة الطاقة والموارد الطبيعية.

في تموز من العام 2021، أطلق "مستدامة" أول برنامج للابتكار في التكنولوجيا النظيفة في فلسطين، والذي يتضمن مسابقة التكنولوجيا النظيفة وبرنامج تسريع التكنولوجيا النظيفة الذي يعتبر الأول من نوعه في فلسطين والمنطقة.

وقد تأهل في البرنامج 45 متسابقًا - من بين 92 طلبًا تم تقديمهم للمشاركة في المسابقة - حيث قدم المتسابقون أفكارهم و/ أو مشاريعهم في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، وطاقة المياه، في القطاع الصناعي. من خلال رحلة التسريع التي استمرت 12 أسبوعًا، قام برنامج فلسطين للتسريع في التكنولوجيا النظيفة بتدريب المشاركين في مواضيع عدة كالإرشاد الفني، والتجاري، وذلك من خلال شبكة من الخبراء المحليين والدوليين التي طورها فريق (اليونيدو- فلسطين).

وتم ترشيح 22 شركة ناشئة من بين 32 شركة شاركت في البرنامج، لتتأهل إلى مرحلة العروض التجريبية ما قبل النهائية وفق إجراءات البرنامج، ليتم تأهيل المتسابقين النهائيين للمشاركة في الاحتفالية النهائية.

لقد صمم المتسابقون أفكارًا ومشاريعًا تهدف إلى إيجاد حلول ابتكارية تلبي احتياجات القطاع الصناعي الفلسطيني، وذلك للتنافس في "احتفالية روّاد التكنولوجيا النظيفة، فلسطين – النسخة الأولى 2021".

هذا وقد تنوعت أفكار ومشاريع المتسابقين في ابتكارات مختلفة ومجالات عدة لتشمل: الطاقة المتجددة، كفاءة الطاقة، ومجالات طاقة المياه. واشتملت على العديد من المشاريع في مجال تحلية المياه، والطاقة الشمسية، وتحويل طاقة أمواج المحيط والغاز الحيوي - لتحلية المياه، بطرق غير مكلفة وتوفيرها للشرب والري والصرف الصحي.

ومن بين المشاريع والأفكار المشاركة تلك التي ابتكرت أنظمة وتقنيات تساهم في زيادة كفاءة الألواح الشمسية بنسبة تصل الى 20-40% من خلال تنظيفها وتبريدها، وأخرى جمعت بين التقنيات الحالية وأنظمة الطاقة الشمسية، والتقليل من استخدام الكهرباء: كمشروع تجفيف الفواكه والخضروات الذي يعمل بنظام الطاقة الشمسية، حيث يعمل المشروع على إنتاج منتجات عالية الجودة وبأسعار منافسة لتلائم احتياجات الأعمال الزراعية الصناعية الصغيرة. أخيرًا، عرضت المشاريع الأخرى تقنيات لتحويل النفايات إلى طاقة، وتحويل النفايات إلى منتجات يمكن الاستفادة منها، كتلك المتعلقة بتدوير البطاريات، وخدمات تتعلق بالتدقيق الطاقي، ومبيدات الآفات النظيفة بيولوجيًا للاستخدام الزراعي، حيث من المتوقع أن تساهم تلك المشاريع في توفير استهلاك مياه الري والكهرباء التي تهدر أثناء عملية الإنتاج في القطاع الصناعي.