بيت لحم- (شينخوا) اضطر لؤي الطويل صاحب فندق سياحي في بيت لحم جنوب الضفة الغربية إلى إغلاقه بسبب توقف حركة السياحة الخارجية إلى المدينة تزامنا مع بداية رأس السنة الميلادية الجديدة.
وغاب تواجد السياح والحجيج من مختلف دول العالم إلى الأراضي الفلسطينية خاصة بيت لحم مهد المسيح للعام الثاني على التوالي على وقع انتشار مرض فيروس كورونا والمتحورات الجديدة الناجمة عنها وآخرها متحور "أوميكرون".
ويقول الطويل بينما يجلس على باب فندقه المغلق منذ عدة أيام لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إغلاق الفندق أفضل وأوفر ماديا بسبب عدم وجود حجوزات للسياحة الوافدة من السياح إلى بيت لحم.
ويضيف الطويل أن فنادق بيت لحم تعتمد على السياحة الوافدة وبدونها ليس هناك من ضرورة لإعادة فتح الفندق، لافتا إلى أن العمل يومين أو ثلاثة أيام في السنة تكون كلفته المادية أعلى على الفندق من الإبقاء عليه مغلقا.
ويتابع الرجل بينما بدا على وجهه الإحباط أن "لا أحد يعرف متى تعود الحركة السياحية وبالتالي سنقوم بالعمل ليومين أو ثلاثة ومن ثم نغلق من جديد حتى إشعار آخر وعليه لا جدوى من العمل هذه الفترة البسيطة".
وتعتمد بيت لحم على السياحة الوافدة من الخارج بشكل عام إلا أن الإغلاقات بسبب انتشار مرض فيروس كورونا "كوفيد-19" عصفت بالسياحة في المدينة التي يعمل فيها نحو 70 فندقا.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ألغيت الحجوزات الخارجية في فنادق المدينة الأمر الذي انعكس على حجم الإشغال في الفنادق سلبا، بحسب ما أفاد رئيس جمعية الفنادق الياس العرجا لوكالة أنباء ((شينخوا)).
ويقول العرجا إن الظروف الحالية أثرت كثيرا على عمل الفنادق التي كانت تأمل العودة إلى العمل مع بداية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلا أن ظهور متحور "أوميكرون" عاد بالأمور إلى نقطة الصفر.
ويبدي العرجا مخاوفه من أن تفقد مكاتب السياحة الدولية ثقتها في فنادق مدينة بيت لحم التي يعمل غالبية سكانها في مجال السياحة بسبب الإغلاقات المتكررة وعدم اليقين من عودة العمل فيها.
وحسب العرجا فإن 20 في المائة من فنادق المدينة بقيت مغلقة خاصة وأن العمل الموجود هو فقط للسياحة الداخلية من الأراضي الفلسطينية أو من الفلسطينيين في إسرائيل وهو عمل بسيط ليس له جدوى، خاصة أنك لابد أن توفر عمال في الفنادق من أجل يوم أو ليلة ثم تعود للإغلاق.
وألغت نحو 500 مجموعة سياحية حجوزاتها في بيت لحم بشكل كامل، علما بأن اعتماد الفنادق هو على السياحة والحجيج الذين يزورون الأراضي المقدسة في هذا الوقت من العام.
ويوضح العرجا أن تصميم الفنادق وبينتها مخصصة للسياحة الخارجية وبالتالي من الصعب أن يتم تحويلها للسياحة الداخلية لذلك فضّل كثير من أصحابها إبقائها مغلقة.
وتتمتع مدينة بيت لحم بأهمية كبرى لدى المسيحيين باعتبارها مكان ميلاد السيد المسيح، وهي تضم العديد من الكنائس أبرزها كنيسة المهد المسجّلة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
ويعتمد اقتصاد المدينة بأكثر من 70 في المائة على السياحة سواء من ناحية الفنادق أو نسب الأشغال أو المرشدين السياحيين والتسوق والمطاعم ومزودي الخدمات السياحية غير المباشرة.
وفي مثل هذه الشهور من العام كانت نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم تصل إلى نحو 90 في المائة، بحسب المسؤولين في المدينة، فيما بلغ حجم الخسائر في القطاع السياحي حتى نهاية العام الماضي نحو 1.5 مليار دولار بسبب أزمة فيروس كورونا.
من جهته يقول نبيل أبو رمان أحد مالكي فنادق بيت لحم إن إغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية جعل الفلسطينيين في إسرائيل يبدلون مخططاتهم ويأتون إلى بيت لحم وهذا يعوّض بشكل بسيط عمل الفنادق.
ويضيف أبو رمان أن نسبة الإشغال تقريبا 30 في المائة داخل الفنادق هذا العام، معربا عن تخوفه من فقدان الفنادق قيمتها في حال بقائها مغلقة لفترة الطويلة وعدم استقبال السياح والحجيج.
ويتابع أن إدارة الفنادق "لا تبحث عن ربح مادي لأنه غير موجود لأن الفترة الماضية دمرت الفنادق وما نحاول عمله الآن هو إعادة الإمكانية للفنادق لقدرتها على استقبال الزوار ليس إلا من ناحية صيانة الغرف والمعدات وغيرها".
ويشير أبو رمان إلى أن اعتماد الفنادق بنسبة 90 في المائة على السياحة الخارجية، لافتا إلى أن زيادة أعداد السياح من الضفة الغربية وإسرائيل لا يعوّل عليه في عودة الحركة السياحة والعمل بنسبة كاملة.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم تسجيل 10 إصابات جديدة بمتحور "أوميكرون" ليرتفع إجمالي الإصابات المسجلة إلى 77، بينها حالة في قطاع غزة و76 في الضفة الغربية.
وسجّلت فلسطين 470,658 إصابة و4942 وفاة بفيروس كورونا منذ بدء رصد الوباء في شهر آذار 2020. ويبلغ عدد الإصابات النشطة حاليًا 3,801 إصابة، مقابل تسجيل 461,915 حالة تعاف.