جنيف (رويترز) - قال مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء إن المرحلة الحادة من جائحة كوفيد-19 قد تنتهي العام المقبل، لكن فيروس كورونا لن يختفي.
وأضاف أن الوقت ما زال مبكرا لاستخلاص استنتاجات بشأن خطورة المتحور أوميكرون، وأن الأمور ستتضح أكثر عندما ينتشر بشكل أوسع في أوساط كبار السن.
وشبّهت منظمة الصحة العالمية سيل الإصابات بالمتحورتين أوميكرون ودلتا من فيروس كورونا بـ"التسونامي"، وحذرت من أنه قد ينهك أنظمة الصحة الوطنية، في وقت تسجّل العديد من دول العالم أعدادا قياسية للإصابات بكوفيد وتشدد القيود.
وبلغت الإصابات بالمتحورة أوميكرون شديدة العدوى مستويات قياسية في بلدان كثيرة وارتفعت الحالات المسجّلة على الصعيد العالمي بنسبة 37 بالمئة بين 22 و28 كانون الأول/ديسمبر مقارنة بالأيام السبعة التي سبقتها، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات وطنية.
وسُجّل ما مجموعه 6,55 ملايين حالة بين 22 و28 كانون الأول/ديسمبر، في أعلى حصيلة منذ إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباء عالميا في آذار/مارس 2020.
وقال أمين عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. ذلك يمثل عبئا هائلا على العاملين الصحيين المنهكين وعلى منظومات صحية تقف على شفير الانهيار".
ويُرصد القسم الأكبر من الإصابات الجديدة التي ترتفع في العالم منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، في أوروبا حيث سجّلت دول عدة أعدادًا قياسية من الإصابات اليومية.
- حصائل يومية قياسية -
فقد سجلت فرنسا 208 آلاف إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وأحصت الولايات المتحدة التي تواجه موجة وبائية خامسة مقلقة تؤججها المتحوّرة أوميكرون، الثلاثاء أعلى معدّل إصابات يومية بكوفيد منذ بدء تفشي الوباء بلغ 265,427 إصابة جديدة، بحسب جامعة جونز هوبكنز.
لكن مديرة مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها روشيل والينسكي أوضحت في مؤتمر صحافي الأربعاء أن عدد حالات الاستشفاء والوفيات يظل منخفضا "نسبيا" في الوقت الحالي، وأضافت أن ذلك قد يعني أن "المرض أقل خطورة مع أوميكرون".
وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران "نواجه عدوَّين"، المتحوّرة دلتا التي لم تنحسر بعد وكذلك "المتحوّرة أوميكرون، ولن أتحدث عن موجة بعد الآن، أتحدث عن عاصفة... (وعن) تسونامي".
في إنكلترا، دخل أكثر من عشرة آلاف مصاب بكوفيد-19 المستشفى الأربعاء، وهو رقم قياسي لم يُسجّل منذ مطلع آذار/مارس، فيما سجّلت المملكة المتحدة أكثر من 183 ألف إصابة جديدة بكوفيد-19 في ظلّ انتشار متحورة أوميكرون.
كما أحصت الدنمارك، الدولة التي تسجّل حاليا أعلى حصيلة إصابات في العالم نسبة لعدد سكانها، الأربعاء أعلى عدد إصابات بلغ 23228 إصابة جديدة خلال 24 ساعة.
نفس الشيء في إسبانيا التي سجلت 100,760 إصابة جديدة في غضون أربع وعشرين ساعة. تعود موجة الإصابات اليومية القياسية السابقة إلى منتصف كانون الثاني/يناير مع تسجيل 40 ألف إصابة. وخفضت مدريد عدد الجمهور الذي يسمح بدخوله للملاعب الرياضية في أنحاء البلاد.
كما تشهد البرتغال واليونان ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات.
وشهدت الأرجنتين أيضًا تفشيًا واسعًا للفيروس مع تسجل قرابة 34 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أي أكثر بـ10 آلاف إصابة من اليوم السابق وأكثر بستّ مرات من الأسبوع الماضي، إلا أن الحكومة استبعدت في الوقت الحالي فرض تدابير مقيّدة جديدة.
ومن المتوقع أن يؤدي الانتشار السريع لأوميكرون "إلى أعداد كبيرة من الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات، خصوصا في أوساط غير الملقّحين، وهو ما سيتسبب باضطراب الأنظمة الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية"، بحسب كاثرين سمولوود من منظمة الصحة العالمية في أوروبا.
وحتى الآن لم تُترجم الطفرة الوبائية بارتفاع عدد الوفيات في العالم الذي يسجّل تراجعًا منذ ثلاثة أسابيع.
وحذّرت السلطات الأميركية من أن الفحوص السريعة أقل حساسية حيال المتحوّرة أوميكرون وبالتالي هي أقلّ موثوقية على الأرجح.
وفي روسيا، قالت آنا بوبوفا رئيسة الوكالة الاتحادية للمراقبة وحماية حقوق المستهلك في مقابلة مع التلفزيون الحكومي يوم الخميس إن بلادها سجلت 103 إصابات مؤكدة بالنسخة المتحورة من فيروس كورونا "أوميكرون".
أضافت بوبوفا أن وصول المتحور أوميكرون لروسيا أمر لا مفر منه، موضحة أنه يتم إجراء فحوصات للكشف عن المتحور لجميع الوافدين الجدد من مناطق الخطر.
- قيود جديدة -
اتخذت دول عدة تدابير صارمة وعززت القيود.
فقد فرضت الصين التي تسجّل ارتفاعًا في عدد الإصابات قبل أقلّ من أربعين يومًا من الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، حجرًا صحيًا الثلاثاء على عشرات آلاف السكان الإضافيين.
وقالت السلطات المحلية في باريس إن وضع الكمامة سيصبح إلزاميا في شوارع العاصمة الفرنسية ابتداء من يوم الجمعة، وذلك وسط ارتفاع حاد في عدد إصابات كوفيد-19.
وأضافت السلطات في بيان "مخالفة هذه القاعدة سيؤدي إلى دفع غرامة 135 يورو".
ووضع الكمامة إلزامي بالفعل داخل المباني العامة وفي وسائل المواصلات العامة في أنحاء فرنسا.