واشنطن-أخبار المال والأعمال-قال صندوق النقد الدولي، الاثنين، في ورقة بحثية جديدة "إن جائحة فيروس كورونا عززت بشكل كبير القوة السوقية للشركات المهيمنة، وهو ما قد يعوق النمو في الأجل المتوسط ويخنق الابتكار والاستثمار".
وبحسب "رويترز"، ذكرت دراسة صندوق النقد الدولي أن المؤشرات الرئيسة لقوة السوق آخذة في الارتفاع، بما في ذلك هوامش الأسعار على التكاليف الهامشية وتركيز الإيرادات بين أكبر أربعة لاعبين في القطاع. ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة في حالات الإفلاس بعد أن تسببت الجائحة في تراجع المنافسة.
وقالت كريستالينا جورجييفا المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي في تدوينة مصاحبة للبحث "بسبب الجائحة، نُقدر أن هذا التركيز يمكن أن يزداد الآن في الاقتصادات المتقدمة بما لا يقل عما حدث في الأعوام الـ15 حتى نهاية 2015".
وأضافت "حتى في تلك الصناعات التي استفادت من الأزمة، مثل القطاع الرقمي، فإن اللاعبين المهيمنين من بين أكبر الرابحين".
ولم يذكر البحث أي شركة بالاسم، لكنه أشار إلى التكنولوجيا، باعتباره القطاع الذي يظهر التركيز الأكثر تأثيرا في قوة السوق.
وقالت الدراسة "إن الشركات التي أحدثت اضطرابا في السوق، والتي حلت محل الشركات القائمة قبل عقدين من الزمن، صارت بشكل متزايد من اللاعبين المهيمنين الذين لا يواجهون الضغوط التنافسية نفسها اليوم".
وقال صندوق النقد الدولي "إن ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي والتسعير القائمة على البيانات بدلا من المدفوعات النقدية يزيد من تركيز القوة السوقية ويوجد صعوبات للهيئات المنظمة".
وأضاف أن "تلك الهيئات بحاجة إلى ضمان أن المستهلكين قادرون على استخدام أكثر من منصة واحدة"، مشيرا إلى "خطر يتمثل في أن المنصات التي تتمتع بقوة سوقية كبيرة يمكن أن تسيء استخدام مركزها المهيمن، وهو ما يضر بالمستخدمين في أحد جانبي السوق أو كليهما وكذلك من يدخلونها من المبتكرين المحتملين".
يشار إلى أن عائدات خمس شركات أمريكية عملاقة تنشط في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال العام الماضي تجاوزت مستوى تريليون دولار.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، "إن الشركات الخمس هي فيسبوك وأمازون ومايكروسوفت وأبل وجوجل". ووفقا للصحيفة فإن عائدات هذه الشركات نمت في 2020 بنحو الخمس، مقارنة بعام 2019.
ووصلت عائدات الشركات في 2020 إلى 1.1 تريليون دولار، فيما نمت الأرباح بنسبة 24 في المائة.
ويأتي نمو عائدات وأرباح الشركات على الرغم من أزمة كورونا، التي عصفت بالعالم في 2020، لكن هذه الأزمة من جهة أخرى أسهمت في تحفيز تجارة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.
وقالت "وول ستريت جورنال"، "إن العائدات نمت بفضل جائحة كورونا، فبعد تحول عديد من الشركات للعمل عن بعد، زادت مبيعات "أبل" من الكمبيوترات المحمولة والأجهزة اللوحية".
كما أن "مايكروسوفت" حققت أرباحا إضافية من مبيعات أجهزة الكمبيوتر وخدمات مكالمات الفيديو والتخزين السحابي، بينما حققت التجارة عبر الإنترنت إيرادات إضافية لشركتي "جوجل" و"أمازون".
تاريخ النشر