ليوبليانا-أخبار المال والأعمال-شارك وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي، يوم الخميس، في فعاليات منتدى الإبداع الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع وزارة الخارجية السلوفينية والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، بالعاصمة ليوبليانا بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية سلوفينيا ميرو سيرار، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل.
وتحدث العسيلي في جلسة خصصت حول أهمية توظيف الإبداع في الابتكار وتغذية الاقتصاد بمشاركة وزير الثقافة في الجبل الأسود ألكسندر بوغدانوفيتش، ووزير التنمية الاقتصادية لكوسوفو وعدد من المسؤولين، حول السياسة المتبعة في تطوير الابداع والابتكار في فلسطين، والتوجهات المستقبلية لتطوير الصناعة الابداعية، بالإضافة الى قصص نجاح ملهمة في تطوير القطاعات الانتاجية علاوة على الشراكة في توظيف الابداع والابتكار لتحسين بيئة الاعمال.
ويشارك في المنتدى الذي ينعقد تحت عنوان: "رأس المال الإبداعي متحدا"، ممثلو نحو 25 دولة بهدف دعم الصناعات الإبداعية والثقافية، والتقريب بين المبدعين في المتوسط وعرض تجاربهم وقصص نجاحهم وتبادل الخبرات، حيث إن الاتحاد من اجل المتوسط يسعى عبر المنتدى الى بناء شراكات جديدة مع مبدعين من مختلف دول حوض البحر المتوسط.
واعتبر العسيلي الإبداع في فلسطين أداة استراتيجية في التغلب علي السياسات والإجراءات التي يفرضها ويمارسها الاحتلال الإسرائيلي ورافعة لتطوير اقتصادنا، وقد نتج عن إبداع القطاع الخاص التوصل إلى طرق مبتكرة للبقاء على مرونتها والنمو والمنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وأضاف العسيلي "يلعب الابتكار والإبداع دورًا مهمًا للغاية في القطاع الخاص من حيث القدرة التنافسية، وهو أمر أساسي لنجاح الشركات الخاصة، ويساعد الشركات على إيجاد طرق لخفض التكاليف وتحسين المنتجات وفتح أسواق جديدة، وقد انعكس هذا أيضًا على القطاع العام حيث تم تحسين تقديم الخدمات.
وأشار العسيلي الى التركيز على الجانب الابداعي في العمل الحكومي وتقديم خدمات بجودة عالية وبأقل تكلفة وجهد، الامر الذي يعزز نشاط القطاع الخاص ويمكنه من تنفيذ برامجه ومشاريعه على اكمل وجه، لافتا الى ان التفكير في الابتكار والإبداع يساعد أيضًا شركات القطاع الخاص على الابتكار بشكل أكثر فاعلية وتحقيق أهدافها الملموسة بطريقة أكثر فعالية.
وأكد العسيلي الاهتمام الحكومي في توفير متطلبات دعم الابتكار والإبداع في فلسطين والحوافز والبنية التحتية التي من شأنها تشجيع القطاع الخاص على الابتكار، لافتة الى قصة نجاح صنع بالوليا في منطقة اريحا الصناعية الزراعية المصنِع الأول على مستوى الشرق الاوسط الذي يقوم بإنتاج المستخلصات العشبية والمكملات الغذائية من أوراق شجرة الزيتون وتفوّق المنتج "Paloleaf" في معرض حلال الدولي "MIHAS" في ماليزيا 2019.
وقال العسيلي "الصناعة الإبداعية تحافظ على جوانب مهمة من التراث الفلسطيني وتسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستقرار فيه، لافتا إلى أن الصناعة الثقافية والإبداعية الفلسطينية تحظى دائمًا بمكانة مهمة بين مختلف الصناعات المحلية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى دورها في نشر تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني".
وأشار العسيلي الى منهجية العناقيد المتبعة لزيادة القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم ضمن سلسلة قيمة معينة، والتي يمكن أن تمثل فرصة هائلة للتنمية الصناعية الشاملة والمستدامة وخلق فرص العمل في فلسطين، كما أنه يساهم في النمو الشامل من خلال تعزيز التعاون في مجال الأعمال الحرة في الصناعات الثقافية والإبداعية.
ولفت الى اختيار قطاعات في الاثاث والاحذية والملابس كمبادرات رائدة للنهج الحكومي، الذي سيتم توسيعه لتطوير الكتلة الصناعية على المستوى الوطني وتحقيق قصص نجاح واعدة وملهمة مؤكدا ان وزارة الاقتصاد تعمل على تبسيط وتسهيل الإجراءات وتوفير الحوافز لجذب الشباب وتشجيعهم على تنفيذ الاعمال.
وقال العسيلي "نحن مصممون رغم سياسات وإجراءات الاحتلال على تحسين أداء اقتصادنا، ونعتقد أن استدامة الصناعة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال ارتباط قوي وتعاون بين القطاعين العام والخاص والتدريب وتنمية المهارات وتحسين الجودة لتلبية المعايير الدولية، كما ان المشاركة في المعارض والتسويق هي عنصر حيوي ضروري لنجاح الثقافة والصناعة الإبداعية".
وأضاف العسيلي "نعمل على تطوير سياسة الصناعة الإبداعية داعياً الى التعاون المشترك والتكامل في هذا المجال لترسيخ هذا النهج في تطوير الاقتصاد".
ويهدف الاتحاد من أجل المتوسط الى تحديد الفرصة النظامية الرئيسيّة لخلق بيئة أكثر ملاءمة لتطوير القطاع الثقافي والإبداعي على المستوى الإقليمي وكذلك الخروج من المنتدى بتوصيات تهدف الى رسم سياسات لدعم القطاع الإبداعي في المنطقة بما يَصْب في صالح الاقتصاد والمجالات الاجتماعية والثقافية بالمتوسط.
وأكد السفير ناصر كامل، أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، التزام أمانة الاتحاد بتعزيز الجهود الإقليمية لدعم القطاع الإبداعي بالمنطقة من خلال دوره كمنصة إقليمية فريدة للحوار.
وبين أن الخطة الأوروبية الجديدة للثقافة وخطة العمل الجديدة 2019-2022 تؤكد أهمية القطاعات الثقافية والإبداعية في خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي، موضحا أن الأرقام تؤيد هذه الأهمية حيث يساهم الاقتصاد الإبداعي بنسبة تصل إلى 5% في الناتج المحلي الإجمالي للعديد من بلدان المنطقة، ويمثل ما يصل إلى 10% من المشهد الوظيفي.
وأشار إلى أن هذه الأرقام تعد بإمكانيات هائلة للتنمية البشرية والتنمية المستدامة في المنطقة، الإبداع هو الآن في صلب الثورة الصناعية الرابعة وتقنياتها.
ولفت الى أن الاتحاد من أجل المتوسط خصص جزءًا كبيرًا من الأنشطة والمشاريع نحو تشجيع الاقتصاد الإبداعي والابتكار، مذكرا "في 30 سبتمبر 2019، عقدنا أول مؤتمر للاتحاد من أجل المتوسط حول التحول الرقمي في تالين بإستونيا، وفي 25 نوفمبر 2019 سنأخذ التوصيات هذا المنتدى إلى ورشة عمل الاتحاد من أجل المتوسط حول مستقبل العمل ومهارات المستقبل والتي ستعقد في تورينو بإيطاليا".