القدس-أعلن صندوق الاستثمار الفلسطيني في احتفال أقيم في مدينة القدس عن بدء المرحلة الثانية من برنامج القدس لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي تنفذه مؤسسة فلسطين للتنمية التابعة للصندوق، وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وصندوق الاستثمار بقيمة إجمالية 2.3 مليون يورو لهذه المرحلة، والهادف إلى تقديم منح للمشاريع المقدسية في مختلف القطاعات الاقتصادية، من أجل توسيع نشاطاتها وتنمية أعمالها التجارية وتوفير مزيد من فرص العمل.
وكانت المرحلة الأولى من البرنامج قد تم تنفيذها خلال العام الماضي واستفاد منها 21 مشروعاً في مدينة القدس، وحصلت هذه المشاريع على تمويل على شكل منح بقيمة 2 مليون يورو لتطوير أعمالها وتوسيع نشاطاتها، الأمر الذي أدى إلى توفير أكثر من 110 فرص عمل في مختلف القطاعات الاقتصادية في القدس كالصناعة والزراعة والتجارة والسياحة والنقل والتكنولوجيا، واستحوذت فئة الشباب على نسبة كبيرة من فرص العمل التي تم توفيرها بما فيهم الإناث.
من جهته، قال الدكتور محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني: "من منطلق التزامه بتعزيز صمود أهلنا في مدينة القدس، فإن الصندوق يعمل على تنفيذ برامج ومشاريع لتطوير اقتصاد المدينة، وتوفير فرص عمل لأبنائها في مختلف المجالات، ويشكل هذا البرنامج ترجمة عملية لتعاون الصندوق مع مؤسسة دولية كالاتحاد الأوروبي من أجل تطوير اقتصاد القدس والقطاع الخاص فيها، ونأمل أن يتم توسيع التعاون في هذا البرنامج ليشمل المناطق المصنفة (ج)".
وأضاف الدكتور مصطفى: "ما يميز هذا البرنامج هو الأهداف هو دعمه وتشجيعه للقطاع الخاص في القدس، والذي بدوره يلعب دوراً رئيسياً في تنشيط اقتصاد المدينة، حيث ساهم البرنامج بضخ حوالي 3.5 مليون يورو في الاقتصاد المقدسي، وذلك من خلال تقديم تمويل من قبل أصحاب المشاريع أنفسهم بمبلغ يساوي قيمة المنحة، كون البرنامج يقوم على استثمار مبلغ مساوٍ أو أكبر من المنحة المقدمة من قبل المستفيدين أنفسهم، وهو ما يدل على التزام أصحاب تلك المشاريع بتطوير نشاط المشروع، ما أدى إلى رفع الكفاءة الإدارية والتشغيلية والمالية للشركات المقدسية، وتوفير مزيد من فرص العمل، وزيادة النشاط الاقتصادي للمدينة".
من جانبه، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس، رالف طراف، عن سعادته بالإعلان عن بدء المرحلة الثانية من برنامج القدس لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بقوله: "اليوم هو بمثابة اختتام لمرحلة أولى وإطلاق ما يمكن اعتباره المرحلة الثانية من برنامج تمويل القدس لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالشراكة مع صندوق الاستثمار الفلسطيني. ومن خلال تعاوننا المشترك، تم تقديم تمويل على شكل منح لعدد من الصغيرة والمتوسطة في القدس، وذلك انسجاماً مع رؤية الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى تطوير ودعم المشاريع الفلسطينية، وخاصة القطاع الخاص بما يمثله قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القدس، الأمر الذي يوليه الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي رالف طريف في الحفل الختامي: "لا ينبع اهتمامنا باقتصاد القدس من أسباب اقتصادية فقط، بل إن اهتمامنا له أسبابه السياسية كذلك، والمتمثلة في دعمنا لحل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وقال جمال حداد، مدير عام مؤسسة فلسطين للتنمية: "أتقدم بالشكر من شركائنا في الاتحاد الأوروبي لتمويلهم البرنامج في مرحلتيه الأولى والثانية، حيث سيتم التركيز في هذه المرحلة على مشاريع أصغير حجماً بهدف توسيع قاعدة المستفيدين للوصول إلى أكثر من 50 مشروع لهذه المرحلة، بالإضافة إلى السعي لزيادة عدد المشاريع المستفيدة لتصل إلى حوالي 50 مشروعاً. وأؤكد أن البرنامج يعتبر جزءاً من استراتيجية مؤسسة فلسطين للتنمية لدعم اقتصاد المدينة، حيث تنفذ المؤسسة مجموعة من البرامج التمويلية الهادفة إلى تطوير اقتصاد القدس، وذلك بالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية والعربية وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، حيث نأمل أن يتم توسيع وزيادة المحفظة التمويلية لهذا البرنامج، ليزداد عدد المشاريع المستفيدة منها".