رام الله-وضعت وزارة التربية والتعليم العالي، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبلدية رام الله؛ برعاية الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، حجر الأساس لمدرسة الهلال الأحمر الثانوية للصم برام الله، حيث خصصت بلدية رام الله الأرض لصالح بناء هذه المدرسة.
وشارك في فعاليات وضع حجر الأساس؛ وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ووزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، ومحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام ، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. يونس الخطيب، ورئيس بلدية رام الله م. موسى حديد، وبحضور حشد كبير من الشخصيات العامة وحشد من أسر الوزارة والجمعية والبلدية والطلبة.
وفي هذا السياق، أكد صيدم اهتمام ورعاية الوزارة لفئة ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج بالعملية التعليمية، وتقديم أفضل الخدمات التعليمية النوعية لهم، مؤكداً عمق الشراكة مع جمعية الهلال الأحمر وبلدية رام الله من خلال تنفيذ عديد البرامج المشتركة التي تخدم الطلبة ذوي الإعاقة.
وأشار صيدم إلى استراتيجية الوزارة التي تركز على العمل الدؤوب لدمج ذوي الإعاقة في العملية التعليمية، وتوفير البيئة التعليمية الملائمة لهم؛ بما يمكنهم من اكتساب المعارف والكشف عن مهاراتهم ومواهبهم المختلفة، وأن ذلك يتجسد بمواءمة الوزارة برامجها ومرافقها مع وضع ذوي الإعاقة، وتوفير المعدات التي يحتاجونها، مشيداً بجهود المحافظة و"الهلال الأحمر"، وبلدية رام الله والتزامهم بدعم قطاع التعليم، وخاصةً فئة الطلبة ذوي الإعاقة.
من جهتها، أكدت غنام ضرورة تكامل الجهود ما بين كافة المؤسسات للاستمرار بدعم فئة ذوي الإعاقة، مؤكدةً أن هذه الفئة تشكل مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع الفلسطيني.
وشددت غنام على مساندة المحافظة لكافة الجهود المبذولة لتعزيز دور ذوي الإعاقة ودمجهم بالعملية التعليمية في ظل بيئة مناسبة تضمن إبراز مواهبهم وتشجيعهم على تحقيق الإبداع والتميز.
من جهته، تحدث الخطيب حول المدرسة وطبيعة عملها وخدماتها للطلبة الصم، حيث تركز المدرسة على إكساب الطلبة ذوي الإعاقة المعارف والمهارات المختلفة من خلال معلمين متخصصين وكافة الأدوات التي يحتاجونها، مبيناً أن الجمعية تتبنى في مدارسها الأربع للصم (البيرة، نابلس، بني نعيم، وخانيونس) المنهاج المقرر من وزارة التربية، حيث يتم تدريس الطلبة الصم نفس المنهاج المتبع في المدارس؛ ولكن من خلال تطبيق برنامج الاتصال التام الذي يجمع بين لغة الإشارة وقراءة الشفاه والتدريب على الكلام والكتابة وغيرها من وسائل التواصل.
وأضاف: "نعمل وبالتعاون مع وزارة التربية والمؤسسات الشريكة من أجل تمكين فئة الطلبة ذوي الإعاقة، وتوفير ما يحتاجونه لضمان انخراطهم بالعملية التعليمية بالشكل الأمثل"، مشيداً بدور بلدية رام الله وتخصيص الأرض اللازمة لإقامة المبنى الجديد لمدرسة الهلال الأحمر.
من جانبه، رحب م. حديد بالحضور، قائلاً" إن بلدية رام الله ستشهد بناء مدرسة نوعية في المدينة، ستخدم شريحة من أبناء شعبنا، ويجب علينا نقدم لهم الدعم والتشجيع، وتسعى بلدية رام الله لأن تكون المدينة أكثر مواءمة ٍ للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعمل على ترجمة السياسات والتوجهات ضمن هذا المفهوم إلى فعل يساهم في تذليل العقبات أمام هذه الفئة".
وأضاف: "وكخطوات عملية في هذا المجال تشترط بلدية رام الله مواءمة المباني العامة والخاصة كشرط لأي بناء جديد وقامت البلدية بمواءمة أرصفة الشوارع، والمباني وأمام المرافق الخدماتية، والمرافق العامة والحدائق وتخصيص مواقف لسيارات الأشخاص ذوي الإعاقة وإشارات ضوئية، وممرات خاصة، وتعتبر بلدية رام الله دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من الأولويات، ويشمل ذلك أيضاً نشاطات البلدية الثقافية وبرامجها للأطفال، حيث تقوم بعمل دورات لتعليم لغة الإشارة، كما بدأت البلدية طباعة البطاقات التعريفية بنظام بريل للإعاقات البصرية، وقامت بإدخال لغة الإشارة إلى الومضات التوعوية المصورة والأفلام الترويجية والتوعوية.
يشار إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين؛ الأولى تشمل بناء المدرسة للصم والتي تضم الصفوف من الروضة إلى الثانوي، إضافة لمرافقها المختلفة كمختبر الحاسوب، ومكتبة الألعاب، ومكتبة للمطالعة، وقاعة متعددة الأغراض مع مسرح، وقاعة رياضية مغلقة وغيرها من المرافق، فيما تشمل المرحلة الثانية إنشاء مركز خدماتي يتكون من قاعات ومرافق رياضية وترفيهية واجتماعية متعددة تخدم الفئات المختلفة من ذوي الإعاقة.
كما يشار إلى أن المدرسة التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني والقائمة حالياً في المقر العام للجمعية في مدينة البيرة؛ هي المدرسة الأولى في فلسطين التي مكنت الطلبة الصم من إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية العامة، حيث تم تخريج الفوج الأول من المدرسة في العام الدراسي 2008/2009.