رام الله-أخبار المال والأعمال-تتجه النية إلى فرض معايير التغليف الموحّد لعبوات منتجات التبغ المختلفة في السوق الفلسطيني، حيث سيشمل هذا القرار جميع منتجات التبغ ومن ضمنها منتجات التبغ المسخّن، والتي بات يُعرف على نطاق واسع بأنها تُقلل بنسب كبيرة من مخاطر التدخين باعتبارها بدائل للسجائر التقليدية ومن شأنها أن تحد من الأضرار المرتبطة بالتدخين.
وأشارت العديد من المؤسسات الدولية ذات العلاقة ووفقًا لدراسات علمية وبحثية مستقلة إلى أن منتجات التبغ المسخّن تعتبر بديل أفضل من الاستمرار بتدخين السجائر التقليدية. وعلى سبيل المثال، صرّحت هيئة الصحة العامة في انجلترا عام 2018 "تشير الدلائل المتاحة إلى أن منتجات التبغ المسخّن قد تكون أقل ضررًا بكثير من السجائر التقليدية".
أما من جهة المتسهلك، فإن فرض معايير التغليف الموحّد على منتجات التبع المُسخَّن من شأنه إرباك المدخنين البالغين، وقد تدفعهم للإعتقاد بأنهم يواجهون مخاطر مماثلة إذا ما تحولوا من السجائر التقليدية إلى إستخدام منتجات التبغ المُسخَّن، وهو الأمر الذي قد يثني المدخنين البالغين عن التحول إلى منتجات أقل ضررًا. كما أن تطبيق أي معايير تتعلق بتغليف العبوات الموحّد يجب أن يخضع لمستوى عالٍ من التدقيق، ولا يتم تنفيذها إلا إذا ثبت بشكل قاطع أن تدبيرًا أقل تقييدًا قد فشل في تحقيق أهداف قابلة للمقارنة.
وعبر عباس، وهو محلل مالي ومستخدم لمنتجات التبغ المسخّن منذ عامين، عن ضرورة تطبيق تشريعات تنظيمية مختلفة لمنتجات التبغ المسخن، قائلاً: "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك اختلاف كبير بطريقة معاملتنا للمنتجات التي قد أثبت بدراسات علمية أنها تشكل ضرر أقل على الصحة العامة، خصوصًا أننا على يقين بأن المستخدمين سيستمروا باستخدام منتجات أكثر ضررًا. أرى أن الحكومات ومنظمات الصحة يجب أن تشجع كل مدخن على التحول إلى منتجات أقل ضرر في حال لم يستطيعوا الاقلاع عن التدخين. لقد دخنت السجائر لمدة 9 أعوام قبل اتخاذ القرار والتحول إلى منتجات التبغ المسخن. بدأت أشعر بتأثير التدخين على صحتي وصحة من حولي بعد قرابة 6 أعوام من بدئي بالتدخين. أنا أستخدم منتجات التبغ المسخّن منذ أكثر من عامين ولا أذكر آخر مرة دخنت فيها سيجارة، وخلال فترة قصيرة من تحولي بدأت أشعر بضغط أقل على صدري وقل انزعاج من حولي بطريقة ملحوظة".
ويقول عميد، يعمل بشركة مواد استهلاكية سريعة الدوران ويستخدم منتجات التبغ المسخّن منذ عامين أيضًا: "أرى أنه يجب أن يكون هناك مجهود جماعي منظم من قبل جميع المؤسسات المعنية لدعم تحول أكبر عدد ممكن من المدخنين إلى منتجات بديلة أقل ضررًا"، مضيفاً: "أعتقد أنه من المهم توفّر العديد من المنتجات البديلة التي تشكّل ضررًا أقل على المدخنين أو مستخدمي النيكوتين، وهذا يعني أن عدد أكبر من المدخنين البالغين سيتجهوا لهذه المنتجات البديلة وبالتالي سينخفض الضرر الناتج عن التدخين بشكل عام.. حتى الآن أرى أن السجائر الالكترونية ومنتجات التبغ المسخّن توفّر تجربة قريبة جدًا إلى تدخين السجائر مما يزيد من تقبل الناس لها".
جدير بالذكر بأن بلدانًا معينة حول العالم التي قامت بتطبيق ما يُعرف بطريقة تغليف العبوات الموحد على منتجات التبغ، استثنت من هذا التدبير منتجات التبغ المُسخَّن، بما في ذلك فرنسا، والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. وذلك لدورها في الحد من أضرار التدخين ولحث المدخنين البالغين الذين يرغبون في الاستمرار بالتدخين بالانتقال إلى إستخدام بدائل أقل ضررًا.