
- سعر الذهب مرهون بتطورات "الحرب التجارية"
- الأسواق المالية العالمية تشهد "حالة انكسار"
رام الله-أخبار المال والأعمال- رجّح الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم، أن سعر صرف الدولار/شيقل سيبقى يتراوح بين 3.65 و380، في حال استمرت الظروف الراهنة، موضحا أنه إذا ما تجاوز ذلك فسيعود للانخفاض مجددا، إلا إذا طرأت تغيرات سلبية أو ايجابية على الظروف الحالية.
وفي حديث لصحيفة "الحياة الجديدة" في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أرجع عبد الكريم سعر الصرف إلى عوامل ضعف في الشيقل، مشيرا إلى سبيين رئيسيين، الأول يتعلق بالمخاطر الجيوسياسية المستمرة في إسرائيل والمرشحة إلى التفاقم ومنها تزايد التهديدات باستهداف منشآت إيران النووية، واستمرار التوتر مع سوريا ولبنان واليمن والحرب في غزة والضفة.
والسبب الثاني، بحسب عبد الكريم، أن أسواق اسرائيل ومستثمريها مرتبطة بشكل كبير بأسواق الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن لدى كبار المستثمرين الأميركيين استثمارات كبيرة بالدولار، وما تكبدوه من خسائر بسبب تراجع الأسهم الأميركية جعلهم بحاجة لتغطية المراكز المالية لتعويض خسائرهم، لذا لجأوا إلى عمليات بيع الشيقل من أجل الحصول على الدولار، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على شراء الدولار في إسرائيل.
وسجل الشيقل الإسرائيلي تراجعا جديدا أمام الدولار الأميركي في مستهل تعاملات الأسبوع، الاثنين، كما هبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أسابيع مواصلة التراجع في ظل إقدام المستثمرين على عمليات بيع واسعة للمعدن النفيس.
وقفز الدولار بنسبة 1.7% ليصل إلى 3.79 شيقل، وهو أعلى مستوى له منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2024، كما سجل الدينار 5.36 شيقل، في حين ارتفع اليورو بالنسبة ذاتها إلى 4.18 شيقل، وذلك في وقت يتراجع فيه الدولار عالميا.
وأعلن بنك إسرائيل، قراره الإبقاء على سعر الفائدة عند 4.5%، للمرة العاشرة على التوالي، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتنامي الضغوط التضخمية. بالتوازي مع ذلك، خفّض البنك من توقعاته لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، إذ يتوقع الآن نمواً بنسبة 3.5% في عام 2025 و4% في عام 2026، مقارنة بالتقديرات السابقة التي صدرت في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وحول سعر الذهب، أوضح عبد الكريم أنه لم يكن هناك توقعات أن تشهد الأسواق المالية هبوطا حادا على هذا النحو، مضيفاً: "صحيح أن الذهب ملاذ آمن ولكن لجأت دول ومستثمرون وصناديق استثمارية خلال الأيام الأخيرة إلى تسييل مدخراتها من الذهب من أجل تغطية الانخفاض الكبير على أسعار الأسهم".
وتابع:"كما كانت هناك حاجة لعمليات حالة جني أرباح بعد أن بلغت أونصة الذهب مستويات تاريخية لم تبلغها من قبل، وبالتالي يمكن القول أن ما يحصل على أسعار الذهب في الأيام الأخيرة هي حركات تصحيحية".
ولم يستبعد عبد الكريم، تأثير ما يجري في دول الخليج العربي الذي يعيش موسم استحقاق توزيع الأرباح النقدية، مشيراً إلى أن هذا الاستحقاق تصادف مع المخاطر الكبيرة الناتجة عن رسوم ترامب الجمركية، وهو ما أدى إلى حركة بيع على المعدن النفيس، مبيناً أن هذا التأثير ثانوي وليس أساسيا.
أما بخصوص التوقعات المستقبلية، قال عبد الكريم: "لا يمكن التوقع بشأن أسعار الذهب، ولكن الأمر مرتبط بتطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وما يمكن أن يحصل على هذا الصعيد".
وأضاف: "سيبقى الذهب وجهة استثمارية آمنة أقل مخاطر، وبالتالي لن نشهد هبوطا حادا على أسعار الذهب"، منوهاً إلى أن المعدن النفيس لديه خط دفاع لا يمكن أن يهبط دون 2600 دولار للأونصة الواحدة.
وفي سياق متصل، قال عبد الكريم لصحيفة "الحياة الجديدة" إن الأسواق المالية العالمية خصوصا الأميركية تشهد "حالة من الانكسار"، بعد أن بلغت خسائر الأسهم الأميركية قرابة 10 تريليون دولار، ولكنه أشار إلى أن حالة الهلع سرعان ما امتدت إلى معظم البورصات العالمية بما في ذلك في الدول النامية.
وأشار عبد الكريم إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح بأنه لم يكن يقصد الإضرار بالأسواق المالية، وهو ما يوحي بأنه لم يكن يتوقع أن الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات إلى الولايات المتحدة ستتسبب بحالة من الهلع والهبوط الشديد في الأسواق.
وقال إن هناك 3 سيناريوهات من بينها تطور الرسوم الجمركية والرسوم المضادة إلى حرب تجارية قد تعيد تشكيل العالم اقتصادياً في حال أصر ترامب على عناده.
وأوضح عبد الكريم أن هناك إرهاصات لتحالفات اقتصادية جديدة لمواجهة الرسوم الجمركية الأميركية، مشيرا إلى أن هناك احتمالا لبدء مفاوضات تنهي حالة الهلع في الأسواق.