غزة: عودة تدريجية لعمل صالات الأفراح بإمكانات متواضعة وطقوس مقلصة

Publishing Date

المصدر: خليل الشيخ/ صحيفة الأيام

غزة-أخبار المال والأعمال-لم يكن قرار عائلة الأخرس إقامة عرس في صالة أفراح بمدينة غزة، إلا لعدم وجود مكان يتسع لعدد غير قليل من المدعوين للفرح، بحسب الشاب محمد الذي أتم مراسم زفافه بطقوس متواضعة ومقلصة، الأسبوع الماضي.

يقول محمد لـ"الأيام": في البداية استهجنت الفكرة بأن أتزوج في صالة أفراح لكن بعدما اطلعت على عرسين سابقين من الأقارب والمعارف تشجعت للفكرة.

وبدأت صالات الأفراح التي لحق بها ضرر جزئي أو تلك التي سلمت من القصف بالعمل وفتح أبوابها أمام العائلات التي ترغب في إقامة تقاليد العرس بإمكانات مقلصة.
وانتشرت الفكرة لتعم مناطق أخرى في دير البلح ومخيم النصيرات والمحافظة الوسطى بشكل عام.
وقالت مصادر محلية إن عدداً كبيراً من صالات الأفراح قد تم تدميرها خلال العدوان الإسرائيلي.

وأوضح الشاب محمد (30 عاماً) "كانت الفكرة عندي أن أتزوج بعدما ينتهي العدوان وتعود الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة، لكن العدوان مستمر والظروف تزداد صعوبة فارتأيت أن يقام العرس في صالة ولو بطقوس مقلصة ومتواضعة".
وعاد العروسان إلى خيمة الزوجية المقامة في حي "التوام" غرب جباليا بعد انتهاء ساعتين من الاحتفال في الصالة وتلقي تهاني المدعوين.
ولم ترُق فكرة إعادة فتح وعمل صالات الأفراح للمواطن رائد أبو حسان إلا أن الضغوط عليه اجبرته على تغيير وجهة نظره والبدء بتجهيز صالته للعمل، لا سيما مع مطلع الصيف القادم.

يقول أبو حسان لـ"الأيام": صالتي كانت تؤوي نازحين طيلة شهور العدوان السابق وقد سخرتها لمساعدتهم بكل ما املك، لكن مع مغادرة النازحين إلى أماكن سكناهم السابقة غيرت فكرتي وسأستعيد نشاط الصالة.
وأضاف "مؤخراً ومنذ بدء توقف إطلاق النار بدأت الصالات بالتجهيز والعمل، وتعطل هذا الأمر بُعيد استئناف العدوان لكن هناك انتشاراً تدريجياً لعمل الصالات رغم القصف".

من جانبه قال "أبو غسان" أحد القائمين على صالة افراح في مخيم النصيرات إن مستوى الحجوزات للشهور القليلة القادمة تزايد بشكل ملحوظ، وهو أمر لم يكن خلال الشهور التي سبقت اتفاق وقف إطلاق النار في شهر كانون الثاني الماضي.
وأضاف إن عودة النازحين من مدينة غزة خلال الشهرين الماضيين شجعته على إعادة فتح صالته والاستعداد لاستقبال أصحاب الأعراس، مؤكداً أن الطقوس الممارسة مقلصة وبدون بهرجة او مغالاة في الاحتفال.

يقول المواطن فهمي حمدان في الثلاثين من عمره ان التجمع في صالات الأفراح أمر في غاية الخطورة، وقد يقع قصف قريب منهم أو تعرض هؤلاء للقصف الشديد قد يزيد من أعداد الضحايا، فضلاً عن أن استعادة فتح صالات الأفراح لا يتناسب مع الواقع المعاش في قطاع غزة.
وتساءل إبراهيم الشريف (40 عاماً): كيف يمكن الاحتفال بالزواج في وقت لا يزال يسقط ضحايا وشهداء من الأطفال؟ معرباً عن تفهمه باستمرار الحياة رغم حرب الإبادة لكن فكرة الاحتفال فكرة سيئة وغير مناسبة.
على النقيض رفض الشاب "عدي" تجاهل احتياج الناس للاحتفال واقامة الأعراس بسبب العدوان، مشيراً إلى أن الحياة يجب أن تستمر ولكن باحترام مشاعر ذوي الشهداء والمتضررين.

وقال: الاحتلال يريد إبادتنا ويريد تهجيرنا ولكننا سنثبت له اننا شعب حي يريد الصمود والبقاء وممارسة حياته رغم ظروفه الصعبة.
وأيده فضل السحار (38 عاماً) من مخيم جباليا الذي قال إن إعادة فتح الصالات ليس بالضرورة إقامة احتفالات، لكنه امر طبيعي في ظل تدمير شبه كلي للمرافق والمنازل بغزة.