رام الله-أخبار المال والأعمال- قالت صحيفة "الأيام" الفلسطينية المحلية، في تقرير صدر في عددها، اليوم الثلاثاء، "على نحو مفاجئ اختفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) ما أثار أسئلة عن مصير مشاريع بقيمة عشرات ملايين الدولارات في الأراضي الفلسطينية".
وبحسب الصحيفة، فإن الموقع الإلكتروني للوكالة الحكومية الأميركية الخاص بالأراضي الفلسطينية توقف عن العمل، وكذلك حساب الوكالة على منصة "إكس" فيما ما زال موقعها على منصة "فيسبوك" يعمل ولكن آخر تحديث له في منتصف الشهر الماضي.
الاختفاء جاء دون سابق إنذار، ولكن له صلة بإعلان وزير الكفاءة الحكومية الأميركي إيلون ماسك أن الرئيس دونالد ترامب وافق على إغلاق الوكالة، وهو إعلان جاء إثر تجميد تمويلها.
وكتب ماسك على منصة "إكس"، التي يملكها، إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "منظمة إجرامية. حان الوقت لموتها"، و"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية شريرة".
ولم يتم الإعلان بشكل مسبق عن وقف الوكالة في الأراضي الفلسطينية عن العمل.
ولم يتسن لـ"الأيام" الحصول على رد بشأن مستقبل مشاريع الوكالة في الأراضي الفلسطينية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتوقف عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية، إذ سبق أن أوقفها ترامب في إدارته الأولى ثم عادت لزخمها في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
ولا يدور الحديث عن مشاريع صغيرة، ففي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أشارت الوكالة إلى أنها استثمرت في الضفة الغربية وغزة منذ العام 2021 أكثر من 600 مليون دولار على شكل تمويل دعم اقتصادي للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من 2.1 مليار دولار على شكل مساعدات إنسانية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي حينه، كانت قد أعلنت عن تقديم "مبلغ 230 مليون دولار كتمويل إضافي لدعم برامج الانتعاش الاقتصادي والتنمية في الضفة الغربية وغزة".
وقالت: "يبرز هذا الاستثمار الكبير التزام الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتحسين حياة الأفراد والمجتمعات في المنطقة في ظل الظروف الصعبة القائمة".
وفي حينه قالت: "تعيد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تأكيد شراكتها طويلة الأمد مع الشعب الفلسطيني وتفانيها في تقديم الدعم الأساسي خلال هذه الأوقات العصيبة. ولا تزال الوكالة ملتزمة بمستقبل سلمي ومزدهر للجميع في المنطقة".
ولاحقاً، أعلنت الوكالة عن تقديم 45.5 مليون دولار كمساعدة إضافية لشبكة مستشفيات القدس الشرقية.
وكان الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أعلن في تموز/يوليو 2022 من مستشفى المقاصد عن استئناف الدعم لمستشفيات القدس الشرقية بعد أن أوقفها دونالد ترامب بقيمة 100 مليون دولار.
وفي مطلع العام الجاري أعلنت الوكالة عن "مشروع إدارة فاقد المياه الجديد الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على تحسين الوصول إلى خدمات المياه لحوالى 150 ألف ساكن في المناطق الجنوبية من الضفة الغربية".
وقبل ذلك، أعلنت شراكة مع المنظمات المحلية في الضفة الغربية، في إطلاق نشاط "الاستجابة للاحتياجات المحلية" لمساعدة الشباب في مخيمات طولكرم ونور شمس للاجئين على تحديد الأنشطة التي تلبي احتياجاتهم الفريدة.
ومن قبله، أعلنت عن توفير تقييمات متخصصة للتوحد للأطفال الفلسطينيين وأسرهم كوسيلة لدعم المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك تقييمات الكلام والتواصل البصري وحواجز التعلم.
ولم يتضح مصير هذه المشاريع، وإذا ما كان قد توقف تمويلها أم أن هناك إعادة تقييم لها.
من جهتهم، فقد قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية إن الوكالة ستُدمج في وزارة الخارجية مع تخفيضات كبيرة في القوى العاملة، لكنها ستظل كياناً للمساعدات الإنسانية.
وأضافوا: "من المتوقع أن يعلن المسؤولون في إدارة الرئيس ترامب عن هذه التحركات في الأيام المقبلة".
وأشاروا إلى أنه "ظلت المناقشات حول مدى تخفيضات التمويل متقلبة يوم الإثنين".
وقالت مصادر إن ترامب جعل وزير الخارجية ماركو روبيو مديراً بالإنابة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وسرعان ما أكد روبيو نفسه ذلك للصحافيين الذين يسافرون معه في السلفادور.
وقال روبيو إنه كلف سلطته بالإنابة للتعامل مع المسؤوليات اليومية لشخص آخر، رغم أنه لم يذكر من هو.
المصدر: صحيفة الأيام