ترامب وماسك يكثفان الهجوم على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية

Publishing Date
متظاهرون داعمون لاستمرار عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أمام مقرها الرئيسي في العاصمة واشنطن-تصوير وكالات

واشنطن-أخبار المال والأعمال- شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك هجوما على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التي جُمدت معظم اعتماداتها، لاعتبارها نفقات حكومية غير ضرورية.

وتُعد الهجمات على هذه الوكالة خطوة إضافية في استراتيجية ترامب المتمثلة في منح ماسك الذي أصبح مستشارا مقربا من الرئيس الأميركي، سلطة غير مسبوقة لتفكيك مؤسسات حكومية بغية خفض الإنفاق الحكومي.

في هذا الإطار، تم تعليق الحساب الخاص بالوكالة على منصة "إكس" وأصبح موقعها الإلكتروني خارج الخدمة.

وقال دونالد ترامب الأحد خلال مؤتمر صحافي إن وكالة التنمية الدولية "تديرها مجموعة من المتطرفين المجانين، وسنتخلّص منهم … وبعد ذلك سنتخذ قرارا" بشأن مستقبل المنظمة، من دون الدخول في التفاصيل.

في وقت سابق من اليوم، كثّف إيلون ماسك تصريحاته الحادة ضد الوكالة الأميركية على "إكس". فوصفها في البداية بأنها "منظمة إجرامية" وكرر تصريحات تتّهمها بـ "القيام بالأعمال القذرة لوكالة الاستخبارات المركزية" والانخراط في "الرقابة على الإنترنت".

ثم قال رئيس شركتي "تيسلا" و"سبيس إكس" لمشتركيه البالغ عددهم 215 مليونا "هل تعلمون أنه بأموال دافعي الضرائب، مولت الوكالة بحوثا حول الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك كوفيد-19 الذي قتل ملايين الأشخاص؟" من دون تقديم أي دليل على ذلك.

ولم يدخل في تفاصيل ادعاءاته التي قال مسؤولون في إدارة الرئيس السابق جو بايدن إنها نابعة من حملة تضليل روسية.

وجدّد ترامب دعمه للملياردير قائلا مساء الأحد إن لديه انطباعا بأن ماسك يقوم "بعمل جيد".

وبعد توليه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، علق الرئيس الأميركي كل المساعدات الحكومية المقدمة للأميركيين لمدة ثلاثة أشهر، مع بعض الاستثناءات المرتبطة بالمساعدات الغذائية والإنسانية الأساسية.

وتدير وكالة التنمية الدولية، وهي وكالة مستقلة أنشئت بموجب قانون أصدره الكونغرس، ميزانية مقدارها 42,8 مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية ومساعدات التنمية في كل أنحاء العالم.

وقال مدير منظمة إغاثة مقرها في الولايات المتحدة، إنه يخشى أن تكون الأولوية المعطاة للمساعدات الطارئة جزءا من خطة أكبر تخفض فيها واشنطن الميزانيات المخصصة لكل المساعدات الأخرى.

وأفادت تقارير صحافية بأن ترامب يرغب في دمج الوكالة في وزارة الخارجية. ولم يرد فريقه على اتصالات وكالة فرانس برس للتعليق.

وفي جلسة عبر الفيديو على "إكس"، أكّد إيلون ماسك أن دونالد ترامب "موافق على أنه ينبغي إغلاقها" متحدثا عن الوكالة الأميركية.

– "ملياردير غير منتخب" –

وركّزت هذه الجلسة التي حضرها سيناتوران جمهوريان ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، على وزارة الكفاءة الحكومية برئاسة ماسك المكلفة خفض الإنفاق الفدرالي.

ودون الخوض في تفاصيل، أكد ماسك أنه تم إحراز "تقدم هائل" وقال "إذا تمكنا من تقسيم هذا العجز إلى النصف، من 2 تريليون (دولار) إلى النصف، وتمكنا بعدها من تحقيق نمو اقتصادي… فهذا يعني أنه لن يكون هناك تضخم"، موضحا أنه سيركز على "الاحتيال والهدر".

ولا تتمتع وزارة الكفاءة الحكومية بوضع فدرالي، فذلك يتطلب موافقة الكونغرس، كما أن ماسك ليس موظفا فدراليا ولا حكوميا، وبالتالي ليس من الواضح من المسؤول عنها.

ومساء السبت، أوقف مسؤولان كبيران في الوكالة الأميركية عن العمل بعدما عارضا وصول عملاء مكلّفين من إيلون ماسك إلى معلومات حساسة من الوكالة، وفقا لوسائل إعلام أميركية.

لكنّ مدير التواصل في البيت الأبيض ستيفن تشونغ نفى حصول ذلك وقال على "إكس" إنها "أخبار كاذبة".

من جهتها، قالت عضو الكونغرس الديموقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز على إكس "الناس انتخبوا دونالد ترامب رئيسا، ولم ينتخبوا إيلون ماسك".

وأضافت "إن قيام ملياردير غير منتخب … بسرقة معلومات أميركية سرية يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي".

المصدر: أ ف ب