فصل الربيع.. مصدر رزق في غزة لجمع النباتات الطبية

Publishing Date
فصل الربيع.. مصدر رزق في غزة لجمع النباتات الطبية
طفلة تساعد والدها في قطف أعشاب من أحد الحقول في غزة-أرشيفية-تصوير محمد عبد

غزة-الأيام-مع بدء موسم الربيع في كل عام، يحرص الكثير من الغزيين على جمع وتجفيف عدد كبير من النباتات الطبية المعروفة، وتخزينها في منازلهم، للتداوي بها من مختلف الأمراض طوال العام، نظراً لأثرها العلاجي الجيد.

نباتات مفيدة

فمع انتصاف شهر آذار تبدأ الحاجة أم محمود سلامة بالبحث عن زهرة البابونج وأوراق الزعتر والميرمية، إضافة إلى نبتة الشيح، وغيرها من الأعشاب والنباتات الطبية، وتقوم بتجفيفها بطرق مختلفة، "لكل نوع طريقة"، ومن ثم حفظها في المنزل.

وتقول سلامة، أحاول البحث عن النباتات الطبية البرية، وإذا لم أجد أشتري تلك التي تزرع ويتم رعايتها في أراضي القطاع، موضحة أن أكثر ما يهمها توفير زهرة البابونج، وهي مفيدة جداً لأمراض الجهاز التنفسي، خاصة حين تخلط مع أوراق الزعتر، إضافة إلى الميرمية، التي تستخدم في العلاج، كما تضاف إلى الشاي لتعطيه نكهة محببة.

وأشارت إلى أنها تقضي طوال شهر آذار وجزء من شهر نيسان وهي تجمع وتجفف تلك النباتات، ثم تضع كل نوع على حدة في وعاء زجاجي خاص، في مكان معتم، وتتداوى وأفراد عائلتها به طوال العام، كما أنها تصنع خليطا من مختلف الأعشاب الطبية، وتقوم بغليه وشرب كاسة صغيرة في كل صباح، حتى وإن لم تكن تعاني من أمراض، فهذا الخليط يقوي جهاز المناعة، ويفيد الصحة العامة.

ونصحت "أم محمود" كل العائلات باستغلال الفصل المعتدل، وتزهير ونضج النباتات الطبية، وجمعها وتخزينها لاستخداماتها العلاجية، فهي أفضل من التداوي بالعقاقير الطبية المؤذية للجسم، والمدمرة للمناعة على حد تعبيرها.

زراعة النباتات الطبية

أما المواطن محمود شراب، فأكد أنه يخصص جزءا من أرضه لزراعة النباتات الطبية التي لم تعد متوفرة في برية قطاع غزة، خاصة الميرمية والزعتر والبابونج، اذ يزرع في كل عام مساحة من النباتات الثلاثة، وأدخل عليها حديثاً نبات "إكليل الجبل"، ويعمل على رعايتها باستمرار، وحين يأتي موسم قطاف زهرة البابونج يجمعها ويجففها في مكان مظلم، بينما يجمع أوراق الزعتر والمرمرية ويجففها بنفس الطريقة.

وبين شراب أنه يتعمد في كل عام ترك نباتات دون قطف، لتزهر وتكون بذورا، وتنبت في الأعوام المقبلة، فكثير من معارفه فعلوا الشيء ذاته، وأصبحت النباتات الطبية خاصة البابونج، تنمو في أراضيهم دون أن يقوموا بزراعتها.

وأكد أنه ورث تلك العادة الجميلة عن والده، ويحاول نقلها لأبنائه، فإذا ما اشتكى أحدهم من سعال أو ضيق في التنفس، يطلب منه غلي أوراق الزعتر والبابونج، أما إذا عانى أحدهم من مغص وآلام في البطن، يسارع لغلي الميرمية وأوراق الشيح التي يشتريها، أو يطلب منه مضغ الأوراق المذكورة وابتلاع عصارتها.

ريفيون يبحثون عنها

وإلى جانب النباتات المذكورة يحرص ريفيون على جمع أنواع أخرى من النباتات الربيعية، لاعتقادهم بقدرتها العلاجية الكبيرة، وفي مقدمتها أوراق القريص اللاذعة، وبذور الخبيزة قبل جفافها، إضافة إلى براعم الهليون، ويتناولونها بكثرة خلال فصل الربيع.

ويقول الفتى إبراهيم الملاحي إن والدته تطلب منه وشقيقه الأكبر التوجه إلى الأماكن الزراعية المفتوحة شرق محافظة رفح ظهر كل يوم، للبحث عن براعم الهليون التي تظهر في شهر آذار من كل عام، فيقومان بجمعها، وتعدها والدتهما إما مع البيض المقلي، أو تضيفها لشوربة الخضار، نظراً لفوائدها الصحية الكبيرة.

وأوضح الملاحي أن والدتهم تقوم بغلي أوراق وسيقان نبات القريص وتشربها وتطلب منهم شربها، إضافة لأكل بذور الخبيزة الجافة، وهو يشعر أنه وأشقاءه يتمتعون بصحة جيدة، ويقاومون أمراض الشتاء، خاصة الأنفلونزا.