غزة-الأيام-عيسى سعد الله-لم تشهد أسواق قطاع غزة الحركة الشرائية المتوقعة من قبل التجار والباعة لمناسبة عيد الأم.
وظهرت حركة متواضعة لمواطنين اقبلوا على شراء الهدايا رخيصة الثمن، رغم التحضيرات الكبيرة التي بذلها التجار لاستقطاب الزبائن ومنها تزيين واجهات المحال التجارية والاستعانة بمواد إعلانية ترويجية بشكل ميداني.
وألقى الضعف الشديد في الحركة التجارية بظلاله على المناطق التجارية الحيوية كمنطقة "الترانس" وسط جباليا والتي تعتبر من أنشط المناطق التجارية في القطاع، حيث بدت ومنذ ساعات صباح أمس، وحتى ساعات ما بعد الظهر وكأنها يوم عادي.
وأحبطت ضعف الحركة الشرائية غالبية التجار والباعة والذين كانوا يعولون كثيراً على هذه المناسبة بأن تكون باكورة انطلاق موسم شراء الملبوسات الصيفية كما يقول صاحب معرض الملبوسات نجيب الراقي والذي أبدى استياءه الشديد من ضعف حركة البيع.
وقال الراقي صاحب محل وسط منطقة "الترانس" إن حركة المواطنين لا تشير إلى وجود مناسبة كانت تعني لهم الكثير في الماضي على شراء الهدايا.
وأضاف الراقي لـ"الأيام" إن انخفاض أسعار الملبوسات سواء الصيفية أو الربيعية لم تغر حتى العدد القليل من المواطنين ممن قصدوا السوق لشراء الهدايا.
وأشار الراقي في منتصف الثلاثينيات من عمره إلى أن غالبية الزبائن تريد هدايا بسعر لا يزيد على عشرة شواكل.
أما البائع محمد أبو ندى فعبر عن خشيته من أن يكون ضعف الحركة التجارية مؤشراً لما سيشهده موسم التسوق للملابس الصيفية الذي يحل خلال الأيام القادمة.
وقال أبو ندى لـ"الأيام" إن أسعار الملابس المعروضة في معظم المحال التجارية تناسب مختلف الشرائح ورغم ذلك فإن الطلب كان ضعيفاً وحتى حركة المواطنين لم تكن بالحد الأدنى المطلوب.
وعبر عن إحباطه الشديد وعدم إغراء الأسعار المنخفضة جداً للملابس الحديثة المواطنين، مشيراً إلى أن معظم رواد محله يكتفون بالسؤول والاستفسار عن الأسعار وتقليب الملبوسات دون شرائها.
وخذل عزوف الغالبية العظمى من طالبات مدرسة ثانوية مجاورة البائع نبيل أبو زينة صاحب محل لبيع الاكسسورات في مدينة غزة، واصفاً الأمر بالاستثنائي الذي لم يمر من قبل رغم ما يشهده "القطاع" من وضع اقتصادي كارثي منذ سنوات طويلة.
وقال إنه كان يعول كثيراً على طالبات المدارس في شراء الهدايا كما كان يحصل في السنوات الماضية.
وأضاف أبو زينة لـ"الأيام": لا يمكن مقارنة الحركة التجارية الآن بأي وقت مضى.
ولفت إلى شرائه كميات كبيرة من الهدايا ذات السعر المنخفض أملاً في تسويقها لطالبات المدرسة التي يتجاوز عددهن ألف طالبة.
وأشار أبو زينة إلى أن مناسبة عيد الأم هي أحد أهم المناسبات بالنسبة له والتي يعول عليها كثيراً خصوصاً مع تردي الأوضاع الاقتصادية وما صاحبها من انخفاض حاد في المبيعات.
ولم تسلم محال بيع تركيب العطور من الانكماش وضعف الحركة التجارية حيث خاب أمل أصحاب هذه المحال التي تعول كثيراً على هذه المناسبة كما يقول مؤمن رضوان صاحب لبيع العطور.
ولم تسعف التنزيلات الكبيرة التي أعلن عنها على أسعار العطور في استمالة طلبة المدارس.
وقال إنه اضطر لتخفيض سعر عبوة العطر المركب إلى خمسة شواكل وبالرغم من ذلك لم تصل حركة الشراء إلى الحد الأدنى مما كان متوقعا.