الخليل-وفا-جويد التميمي-يتطلع أهالي محافظة الخليل بشغف لإعادة تأهيل شارع الشلالة الجديد، عقب تدشين بلدية الخليل والغرفة التجارية، خط الحافلات الكهربائية المجاني للنقل العام للمساهمة في ايصال المواطنين من سوق المدينة المركزي في باب الزاوية، إلى البلدة القديمة والحرم الابراهيمي.
الا ان هذه الآمال تصطدم بعقبة بسطات البائعة المترامية على طرفي الطريق مشكلة عائقا امام الحافلات، التي تهدف الى بث الحياة في البلدة القديمة ونقل الزوار من فلسطينيين وأجانب الى أسواقها وازقتها، لدعم صمود التجار والقاطنين في البلدة القديمة، بغية الحفاظ عليها من التهويد.
وتأتي فكرة تسيير حافلتين كهربائيتين صديقتين للبيئة تتسع كل واحدة منهما لــ13 راكبا، لتصطدم مع مصدر رزق أصحاب هذه البسطات الذين يكدون لتوفير لقمة عيش كريمة لعائلاتهم في حال ازالتها من الطريق، ومنعهم من البقاء في شارع الشلالة القريب من البؤر الاستيطانية الجاثمة عنوة على اراضي المواطنين وممتلكاتهم وسط المدينة "رمات يشاي- تل الرميدة"، و"بيت رومانو- مدرسة أسامة بن منقذ"، و"أبراهام أبينو– سوق الخضار المركزي القديم"، و"بيت هداسا- مبنى الدبويا".
عدد من أصحاب البسطات من عائلات النتشة وجمجوم اكدوا لـ"وفا" أهمية ضمان المؤسسات التي تعمل على احياء البلدة القديمة من خلال تسيير حافلات صوبها لنقل المواطنين والزوار لأسواقها وازقتها، استمرار الحياة في شارع الشلالة المهدد من قبل الاحتلال ومستوطنيه، وعلى ضرورة توفير سوق يسهل على المتسوقين الوصول اليها في حال تم ارغامهم على إزالة بسطاتهم من الشارع المذكور.
رئيس بلدية الخليل تيسير ابو سنينة، اكد لــ"وفا" ان البلدية بصدد انجاز السوق المركزية لبيع الخضار والفواكه في منطقة بئر الحمص وسط المدينة، وان العمل في السوق شارف على الانتهاء، وسيتم نقل كافة البسطات الموجودة في شارع الشلالة الجديد اليها، بمشاركة ودعم الأهالي ومؤسسات الخليل وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، خلال أيام قليلة كي يتمكن أصحابها من الاستمرار في كسب رزقهم لتوفير لقمة عيش كريمة لعائلاتهم، ولتتمكن الحافلات "الأولى من نوعها في فلسطين" التي سيرت لنقل المواطنين وزوار البلدة القديمة والحرم الابراهيمي عبور الشارع بكل راحة.
وقال أبو سنينة، هذه الحافلات فرصة سياحية للاستمتاع بالبلدة القديمة، حيث تتيح الإمكانية للمواطن والزائر والسائح التنقل بين أروقة البلدة القديمة وأزقتها وصولا إلى الحرم الإبراهيمي الشريف.
وشدد على أن البلدة القديمة حاضرة دائما في خطط ومشاريع البلدية كما كافة مؤسسات الخليل، ويتم تجنيد كافة الإمكانيات لتعزيز الحياة داخلها لحمايتها من التهويد.
واضاف "هذه الحافلات تكريس حقيقي لعمق العلاقة بين البلدية والغرفة التجارية، وهذا يدل على أهمية الشراكة مع كافة مؤسسات الوطن".
وطالب أبو سنينة المجتمع المحلي بضرورة الحفاظ على هذه المشاريع التي من شأنها حماية الموروث الحضاري والثقافي المهدد من قبل الاحتلال ومستوطنيه الذين يسعون جاهدين لإفراغ الخليل القديمة من زوارها وتجارها وسكانها الأصليين".
وتطرق رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل محمد الحرباوي، الى أهمية مواصلة العمل وتأهيل شارع الشلالة لدعم صمود المواطنين في البلدة القديمة، وتعزيز التواجد العربي الفلسطيني فيها لحمايتها من الاستيطان والتهويد".
وقال الحرباوي "ان من شأن هذا المشروع تسهيل وصول المواطنين والمتسوقين لأزقة البلدة القديمة وأسواقها، ما يساهم في إنعاشها اقتصاديا وتجاريا، مع التنويه إلى عدم تسيير الحافلات إلا بعد إزالة التعديات وتأمين مسار لها يبدأ من منطقة باب الزاوية مرورا بشارع الشلالة ووصولا لقلب البلدة القديمة ومنها الى الحرم الابراهيمي".
وتابع "نحن في غرفة تجارة وصناعة الخليل حريصون على إعادة الحياة للبلدة القديمة لتكون منطقة جاذبة للتسوق"، منوها الى قرب افتتاح المؤسسة الاستهلاكية غير الربحية في البلدة القديمة خلال الايام المقبلة.
من جانبه، شدد مدير مكتب محافظة الخليل في البلدة القديمة نضال الجعبري، على أهمية نقل البسطات من شارع الشلالة الجديد الى السوق، التي شارفت بلدية الخليل على الانتهاء من تأهيلها في منطقة بئر الحمص.
وقال الجعبري "من لا يلتزم ويتعاون من أصحاب البسطات سيتم التعامل معه وفق القانون"، لافتا الى الدور المهم للحكومة في دعم البلدة القديمة من خلال المشاريع التنموية المختلفة.