غزة-الأيام-مع بدء شهر تشرين الأول، ونضج ثمار الزيتون، يبدأ شبان بالبحث عن فرص عمل في مجالات الجني، أو التجارة.
فالأراضي المزروعة بهذا المحصول والمنتشرة في مختلف أنحاء القطاع، تجتذب شباناً للعمل في قطفها، منهم من يحصل على أجرته مالاً، ومنهم من يحصلون على كمية من الثمار، حسب اتفاق مسبق مع مالك الحقل.
الشاب إبراهيم فرج، أكد أنه يعمل في قطف الزيتون رفقة ثلاثة من رفاقه كل عام، ولديهم خبرات اكتسبوها مع مر السنين في هذا المجال، وكثير من ملاك الحقول يعرفونهم ويطلبونهم بالاسم.
وأوضح فرج أنهم استهلوا الموسم مع بداية شهر تشرين الأول الجاري، بقطف الثمار من حقل صغير، وهم ينتظرون انتصاف الشهر حيث يفضل كثير من المزارعين تأخير قطف الثمار، لإنتاج كمية أكبر من الزيت.
وبين فرج أن فترة الزيتون قصيرة، لكنها مجزية، خاصة أنه ورفاقه لا يعملون بنظام المياومة، فهم يتفقون مع مالك الحقل على انجاز المهمة بأجر محدد، سواء حصة من الثمار أو مال، وبما أن خبرتهم كبيرة، ينتهون من العمل في مدة قصيرة، ليبحثوا عن حقل آخر للعمل فيه.
أما الشاب حسن عايش فأكد أنه يعمل في قطاع الزراعة، ويعتمد عمله على المواسم، سواء في جني البصل أو البطاطا، أو قطف ثمار الزيتون، أو زراعة الأشتال.
وبين عايش أنه يتوجه مسبقاً لملاك بساتين وحقول زيتون، أو لأشخاص اعتادوا على ضمان أشجار، ويطلب منهم فرص عمل حين يرغبون بجني حقولهم، وبعد استدعائه يتوجه للحقل ويتفق على الأجر، ثم يحدد كم شخصا يحتاج العمل، بناء على عدد الأشجار وحجمها، ثم يستدعي عمالا يعرفهم ويثق في خبرتهم للعمل معه وإنجاز المهمة في أسرع وقت.
وأكد أن العمل في قطف الزيتون متعب وشاق، ويتواصل طوال ساعات النهار، لكنه مجز، ويعتبر من أفضل الأعمال في قطاع الزراعة، لذلك يتمنى لو كانت فترة العمل فيه طويلة.
تجارة موسمية
وبجانب السوق المركزية وسط محافظة رفح، أقام باعة ما يشبه سوقاً صغيرة لبيع مختلف أنواع الزيتون والزيت، إذ كان الشاب أحمد مبارك يبيع زيتونا اشتراه من مزارعين وعمال.
وقال مبارك إنه يمتهن في كل عام التجارة في الزيتون، ويحصل على الثمار المختلفة ويبيعها في السوق، أو لأشخاص كانوا أوصوه عليها مسبقاً، مبيناً أن الأسعار تتفاوت من نوع لآخر، فأعلاها "السري" ويصل ثمن الكيلو جرام الواحد 7 وأحيانا 10 شواكل، وأدناها "k18"، وقد يصل ثمن الكيلو 4 شيكل، وهناك "شملالي"، و"ضهيري"، ولكل نوع زبائنه.
وأشار إلى أن تجارة الزيتون باتت رائجة في السنوات الأخيرة، والمواطنون يقبلون على شراء كميات كبيرة، خاصة بعد ازدياد غش الزيت، فأصبح المواطنون الراغبون بالحصول على زيت نقي صاف، يشترون الزيتون من الأسواق، ويعودون به إلى المنزل لتنقيته من الأوراق والسيقان، ثم ينقلونه إلى المعاصر لعصره، وضمان حصولهم على زيت خال من الغش، يكفيهم لاستخدام العام كله.
وبين أن موسم تجارة الزيتون مازال في بدايته، وينوي الاستمرار في العمل طوال شهري تشرين الأول والثاني، آملا بأن يكون موسم خير عليه وعلى العمال والتجار.
الى ذلك وفي سياق ذي صلة أعلنت وزارة الاقتصاد في غزة امس أنها نظمت جولات تفقدية لمعاصر الزيتون في محافظة رفح وذلك لمتابعة الشروط الفنية اللازمة لعمل معاصر الزيتون، ومتابعة اجراءات الأمن والسلامة وإجراءات التراخيص، موضحاً أنه تم خلال الجولات تزويد أصحاب المعاصر بالإرشادات والتعليمات الفنية اللازمة للعمل، والتأكيد على اتباع الاجراءات الصحية والتي تتمثل في نظافة المكان والآلات المستخدمة في عصر الزيتون.