رام الله-أخبار المال والأعمال-قال وزير المالية شكري بشارة إن "الوضع الفلسطيني معقّد ومختلف عن وضع باقي الدول، ومستوى التأثر فلسطينيا بوباء كورونا أكبر وأصعب، فمع أن انعكاساته السلبية تؤثر على اقتصاد معظم الدول، لكن لا مقارنة بيننا وبين هذه الدول، فنحن دولة تحت الاحتلال، ما يفاقم من هذه الآثار والانعكاسات، ويزيد من حجم الصعوبات والتحديات".
وأضاف بشارة في لقاء مع "صحيفة القدس المحلية" نشر، يوم الجمعة، إن "المخاطر والعقبات التي يواجهها الوضع المالي الفلسطيني لا تعد ولا تحصى، فنحن لسنا دولة مستقلة، ولا نملك عملة نقدية خاصة، ولا احتياطيا ماليا، ولا نملك سيطرة على حدودنا ولا مواردنا".
وكان بشارة قد اجتمع مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.
وقال ملادينوف في تغريدة على تويتر: "لقد ناقشت مع وزير المالية الفلسطيني العواقب الاقتصادية الخطيرة لجائحة كوفيد 19..السلطة الفلسطينية لديها موارد وأدوات سياسية محدودة، ويجب على إسرائيل والمجتمع الدولي مساعدتها على حد سواء".
وأكد أن الأمم المتحدة تدعم جهود الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد اشتية للتعامل مع التحديات المقبلة.
وحول الاجتماع، قال بشارة: "دار النقاش حول تكثيف الجهود، ولا يمكن تجاهل أي من القضايا الواجب عملها، ولا بد من العمل على جميع المحاور وجميع المستويات لتأمين عدم تفاقم أي ضرر اقتصادي أو تراجع في وتيرة العمل خلال الأشهر الستة المقبلة".
وأوضح أن "العمل يسير في ثلاثة مسارات في الوقت نفسه، سباق مع الزمن مع كثافة تفشي الفيروس وسبل الوقاية منه على أمل إيجاد الدواء المناسب له، والمحافظة على النظام الصحي الفلسطيني وتوفير الموازنات اللازمة له ليتمكن من مواجهة الوباء بكفاءة وجدارة، وكذلك الأمن الفلسطيني الذي لا بد من تكثيف إمكاناته وتعزيز قدراته، فالوضع ليس سهلاً، بيد أنه بهمة الشباب والتفاهم والعمل المتكامل والعمل بقوة كفريق متكامل نتخطى هذه المرحلة الصعبة".
وأضاف: "لا يمكن وصف حجم التعقيدات التي تكتنف وتعترض عملنا، ولكن هذا الوضع الصعب ليس علينا كفلسطينيين فقط، بل على العالم بأسره، لذلك علينا أن نتكاتف ونسخّر كل جهودنا للخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر".
وقال بشارة: "إننا ندير هذه الأزمة بكفاءة، لكننا بحاجة إلى جهد ودعم وقوة الجميع، نحن شعب واجهنا الصعاب والمحن مرارا وتكرارا، وأنا واثق أن شعبنا سيجتاز هذه المحنة بهمة الشباب والقوى الرائعة في المجتمع الفلسطيني".
وأضاف: "إنها المرة الأولى التي ينهار فيها العرض والطلب معا، وبوادر التعافي من هذه الأزمة غير واضحة، فلا ندري كم تحتاج شهرين أو أكثر، فالتخطيط الاقتصادي أصبح هامشياً في القيمة، وأصبح التخطيط مائلاً، كمن يريد إدارة مؤسسة أو منشأة يخطط كيف يؤمّن لها الأموال للمصاريف اليومية وأسبوعيا وشهريا، فهي مرحلة معقدة على الجميع، وليس علينا وحدنا".
ورفض بشارة الخوض في حجم العجز المتوقع في الموازنة في ضوء هذه التحديات أو العبء المالي الذي ستتكبده السلطة بعد هذه الأزمة، وقال:"نحن يوما بيوم نوازن أشغالنا، ولا يستطيع أحد توقع ذلك الآن، نحن نعمل يوماً بيوم، فالأرقام والمعطيات في هذه المرحلة يصعب الخوض فيها"، مؤكداً أنه "مهما بلغ حجم العجز لا بد من تخطي هذا التحدي بكل قوة وثقة وصلابة، تلك الصلابة التي اتصف بها الشعب الفلسطيني عبر السنين، فأنا واثقٌ من مقدرتنا على مواجهة الظروف المعقدة والصعبة".
وشدد على أن "السلطة الوطنية الفلسطينية فقدت العام الماضي أكثر من 65% من دخلها عندما دخلت في مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في أموال المقاصة"، وقال: "إن المقاصة كانت تشكّل أكثر من 65% من دخلنا، وممكن أخذها بمقياس، إذ قد ينخفض دخلنا بهذا المستوى، وبالتالي علينا التعامل مع هذا التطور الحاد بالانخفاض في الدخل، على أمل أن لا تكون فترة طويلة"، مشيراً إلى أنه "مهما كانت الفترة الزمنية التي سيستغرقها هذا الوضع لا بد من التعامل معه بكفاءة ومهنية، وعلى الجميع أن يتفهمنا، ويُساندنا، ويقف إلى جانبنا ويمد يد العون لنا ويتكاتف معنا".
ورداً على سؤال حول كيفية التعامل مع أزمة مستشفيات القدس الشرقية المحتلة، قال بشارة: "نحن نؤمّن لمستشفيات القدس موازناتها، وقد نُقنّن القليل منها، وأعتقد أن وضعهم جيد، وأتوقع أن الدعم الأوروبي لمستشفيات القدس سيكون قريبا جدا، وهم أيضا يجب أن يتعاونوا معنا".