رام الله-أخبار المال والأعمال- أطلقت في رام الله، مؤخرا، مبادرة تعليمية جديدة، يتوقع أن يستفيد منها عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين، خصوصا في قطاع غزة، الذين حرمتهم حرب الإبادة الإسرائيلية من الالتحاق بصفوفهم الدراسية خلال العامين الأخيرين.
المبادرة الجديدة عبارة عن منصة تعليمية مجانية، تعرف باسم "EDUpro"، وتستند في عملها على تقنية الذكاء الاصطناعي، ما يجعل منها فريدة من نوعها، والأولى على مستوى فلسطين والمنطقة.
وبالنسبة للقائمين على المبادرة، وهم مجموعة من الشبان الناشطين في مجال العالم الافتراضي وتطبيقاته وشركة "aba Agency" المختصة في حلول التسويق والطباعة الرقمية وشركة "STEMpier" التي ترأسها الدكتورة منى ضميدي، عميدة كلية العلوم الرقمية في الجامعة العربية الأمريكية، فإن المنصة متاحة في مرحلتها الأولى للطلبة ضمن الصفوف (السادس –الثانوية العامة)، وهي عبارة عن حل مبتكر لطلبة القطاع بالذات، الذين توقفت مسيرتهم التعليمية قسرا بسبب الحرب، لتلقي دروسهم في كافة المباحث بطريقة سلسة وبسيطة، لكن مع توفير إمكانيات كبيرة لهم لتطوير قدراتهم المعرفية، من خلال الخيارات الواسعة التي توفرها المنصة.
وحسب أصحاب فكرة المبادرة ومن ضمنهم سامر البيتاوي، الشريك المؤسس في شركة "aba Agency"، فإن المنصة جاءت ترجمة للحاجة الماسة لطلبة القطاع على وجه الخصوص، للحصول على التعليم، عبر نموذج تعليمي متقدم، يتيح لهم نيل المعرفة بشكل مفصل، وقريب مما يوفره التعليم التقليدي، مضيفا أن "الذكاء الاصطناعي بات الآن أشبه بلغة العالم، وإذا لم نستفد منه ونوظفه في مثل هذه الظروف القاسية التي نعيشها، فمتى يمكن أن نفعل ذلك؟، من هنا تبلورت فكرة هذه المبادرة المجتمعية".
وقال: المنصة تجربة تعلمية ذكية، فهي لا تتضمن شرحا لكافة المسائل الواردة في المنهاج المدرسي المقرر فحسب، بل واختبارات لامتحان قدرات الطلبة، تماثل تلك التي يمكن أن يخضعوا لها في الصفوف المدرسية الاعتيادية.
وتابع: المنصة صممت بحيث تراعي الفروق الفردية للطلبة، وقدراتهم المعرفية، بالتالي فهي أشبه بسلسلة مراحل، فلا يمكن القفز عن مرحلة والذهاب إلى ما بعدها، إلا بعد اجتياز الطالب لكل مرحلة على حدة.
ويعد من اللافت في المنصة، سهولة استعمالها، إذ بإمكان الطالب الاستفسار عن أي مصطلح له علاقة بالمنهاج المدرسي باللغة المحكية "العامية" من خلال استعمال خيار الدردشة "Chat"، لتقدم المنصة شرحا وافيا وشاملا، بما في ذلك للمسائل التي يتصعب منها الطلبة في مواد مثل الفيزياء والرياضيات، وغيرهما.
وقال البيتاوي: المنصة ليست بديلا عن التعليم التقليدي، لكنها أداة حيوية داعمة ومعزّزة لدور المعلمين، وتسهم في تمكين الطلبة من تلقي الدروس، واكتساب المعرفة ذاتيا، استنادا إلى أفضل النماذج الدولية في هذا المجال وأعتبرها مدرّساً خاصاً لكل طالب متاحة في أي وقت.
وأردف: تم تطوير المنصة بجهود ذاتية واعتمادا على عقول فلسطينية وخريجي الجامعات الفلسطينية وعلى رأسهم المهندسان ليث أبو الرب وسري حماد، لتكون بمثابة مرجع تعليمي مساند لكافة الطلبة في فلسطين، من هنا فإنه سيصار إلى توفير كافة المباحث الدراسية لجميع الصفوف في فلسطين، لأننا نتطلع إلى تحقيق الفائدة لأكبر قدر ممكن من طلبتنا، خاصة على مستوى القطاع، الذي نعلم جميعا الصعوبات التي يواجهها الطلبة فيه.
يذكر أنه بالإمكان الدخول والتسجيل إلى المنصة بشكل سهل، وعلى جميع الأجهزة من خلال الرابط: www.EDUproPAL.com.