معايير جديدة لتجارة زيت الزيتون دوليا.. كيف ستتأثر فلسطين؟

تاريخ النشر
معصرة زيتون في قرية دير أبو مشعل قضاء رام الله (أرشيف وفا)

رام الله-(الحياة الجديدة-أيهم أبوغوش)- توقع مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض أن يكون موسم قطف الزيتون هذا العام جيداً وأن تصل الإنتاجية إلى نحو 20 ألف طن، أي حول معدلها السنوي البالغ لآخر عشر سنوات 22 ألف طن زيت زيتون.

ونوه فياض فياض في لقاء مع "الحياة الجديدة" إلى أن المجلس الدولي للزيتون عمل على تحديث معايير تصنيف زيت الزيتون في عام 2013 لتشمل الزيت الفاخر، والزيت البكر، والزيت البكر العادي، والزيت الوقاد، لافتاً إلى أن الزيت الفاخر تم تصنيفه إلى زيت ممتاز أو اكسترا فيرجن، وهو ما كانت الحموضة به ما بين 0.4% وحتى 0.8% والآخر "بريميوم" وهو ما قلت الحموضة به عن 0.4% مع ثبات أن يكون البروكسايد لجميع الأصناف أقل من 20. والصنف الثاني من الزيت وهو البكر أو البكر الجيد الذي تتراوح به درجة الحموضة ما بين 0.81% وحتى 2% مع ثبات أن يكون البروكسايد أقل من 20، والصنف الثالث البكر العادي "شبه الجيد" والحموضة فيه من 2.1% إلى 3.3%، مع ثبات البروكسايد لأقل من 20. والصنف الرابع وهو الوقاد غير الصالح للاستخدام البشري وهو ما زادت الحموضة به عن 3.3% أو البروكسايد أكثر من 20.

ماذا يعني قرار المجلس الدولي للزيتون؟

وأشار فياض إلى أن المجلس الدولي للزيتون وهو أحد أعضاء أمانة الدستور الغذائي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" وهو الجهة التي تحدد المواصفات والمعيير الدولية للغذاء، منوهاً إلى أن أمانة الدستور قد اتخذت منذ عام 2023 قرارا باستثناء الصنف الثالث من الزيت البكر وهو شبه الجيد من التجارة الدولية، ما يعني أن هذا القرار يؤثر سلبا وكارثيا على بعض الدول المنتجة لزيت الزيتون، ما حدا بالمجلس الدولي للزيتون لمناقشة الأمر مطولا، وأخيراً تم اتخاذ القرار بالتطبيق اعتبارا من 1-1-2026.

ونوه إلى أنه بموجب هذا القرار سيمنع الزيت البكر العادي أو شبه الجيد من التداول في الأسواق الدولية، مبيناً أنه في فلسطين لا يتم تصدير هذا الصنف وإنما يتم تصدير عادة صنف "الاكسترا فيرجن".

ولفت إلى أنه حتى موسم عام 2023 كانت أسعار زيت الزيتون الفلسطيني، ضعف البورصة العالمية للزيت، لكن عملية تسويق الزيت الفلسطيني كانت تستند إلى جودة الزيت الفلسطيني من حيث العناصر الخاصة به وكونه من نوع "اكسترا فيرجن".

ويضيف: "ما يتم تصديره  فعليا من فلسطين من خلال الشركات كان يعتمد على صنف اكسترا فيرجن".

1
مدير عام مجلس الزيت والزيتون الفلسطيني فياض فياض

ويقول فياض "زيتنا ممتاز أول ما يعصر من المعصرة يكون نسبة عالية جدا منه (اكسترا فيرجن)، ولكن طريقة الحفظ والتعامل معه قد تغير تصنيفه من خلال تغير المواصفات، لذا من المهم معرفة كيفية قطف الثمار وعصره وحفظه للحفاظ على مواصفاته، فإذا تعاملنا معه جيداً يمكن الحفاظ على جودة الزيت كما هو لمدة عامين، وإذا تم إبعاده عن مسببات التلف ومن بينها الضوء والحرارة والهواء أو الأكسجين تحديدا يكون لدينا كامل الإمكانية لتوفير الزيت المطابق للمعايير الدولية، لذا يجب على المزارع أن يلتزم بالإجراءات المثالية سواء في القطف أو العصر أو التخزين، ولدينا كل الإمكانيات لتوفير الزيت الفاخر سواء من معاصر أو عبوات تخزين".

ويضيف: "بشكل عام لدينا المقومات للحفاظ على جودة إنتاج شجرة الزيتون إذا تم توفير لها المتطلبات اللازمة من تربة خفيفة، مع وجود عوامل بيئة تلعب دورا في تحديد الجودة مثل ارتفاع المنطقة عن سطح البحر ومدى تعرض الشجرة لأشعة الشمس".

نصيحة للمزارعين

ووجه فياض نصيحة للمزارعين بضرورة تنظيف الأرض قبل عملية القطف، بالإضافة إلى ري الشجرة مرة أخيرة قبل موسم القطاف وتحديداً قبل الربع الأخير من شهر أيلول، ونصب مصائد الذباب من أجل الوقاية من ذبابة شجرة الزيتون التي تقلل نسبة الزيت في حبة الزيتون وترفع نسبة الحموضة، قائلا "لايمكن لحبة مصابة بذبابة الزيتون أن توفر إنتاجية جيدة، كما يجب عدم استخدام الكيس البلاسيتك، والعبوة البلاسيتيكية في التخزين".

ونوه إلى أن قنوات تسويق الزيت في فلسطين، هي أربع ، الأولى هي السوق المحلي الذي كان يستهلك مع قطاع غزة قرابة 16 ألف طن، وفي الضفة الغربية وحدها 13 ألف طن، والقناة التسويقية الثانية وهي ما تسمى بـ"الأمانات" والتي تذهب جميعهاً إلى دول الخليج العربي بمعدل 4-5 آلاف طن زيت زيتون سنويا، وهذه تخضع للمواصفات من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية لتأخذ في الاعتبار المعايير المعتمدة في كل دولة، وهي ترسل على شكل "أمانات" وليس للتجارة، أما القناة التسويقية الثالثة تسمى "الهدايا" التي ترسل إلى الأهل في الأردن، وهي محددة الكمية لكل فرد أو أسرة ولفترة زمنية أيضا محدودة، وتصل سنوياً إلى قرابة 1000-1200 طن، والرابعة التصدير إلى دول العالم المختلفة وتصل إلى قرابة ألفي طن نصفها إلى الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي وأكثر الصادرات الفلسطينية إلى أوروبا تذهب إلى أربع دول بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا وهولندا. وهناك أسواق جيدة وواعدة للزيت الفلسطيني في شرق آسيا في اليابان وإندونيسيا وماليزيا.

موسم خجول في غزة

وبخصوص موسم قطف الزيتون في قطاع غزة، يقول فياض: "بالنسبة لوضع شجرة الزيتون في غزة كانت الأفضل إنتاجية على مستوى العالم، فإنتاجية الدونم الواحد في قطاع غزة كانت 1200 كغم زيتون، بينما في الضفة الغربية 150 كغم زيتون، بمعنى أن إنتاجية الزيون في قطاع غزة للدونم الواحد كانت تعادل ثمانية أضعاف الإنتاج في الضفة الغربية، وهذا سببه أن البيئة ملائمة من تربة رملية وتوفر مياه الري والاعتناء بالشجرة وذلك لتدني أجور العمالة"، منوهاً إلى أن متوسط الإنتاج في قطاع غزة قبل الحرب كان يصل إلى 3 آلاف طن، ووصلت ذروة الإنتاج إلى 5 آلاف طن.

ويضيف: "قطاع غزة في عملية إنتاج الزيت كان يسير صعوداً في ظل وجود زراعة أشجار جديدة، على حساب شجرة الحمضيات التي أصبحت ملوحة التربة غير ملائمة لها، بينما شجرة الزيتون المباركة تنمو في التربة المالحة، وكان هذا القطاع يشهد نمواَ مضطردا"، مشيراً إلى أن هذا الحلم انتهى فلم يعد هناك أشجار زيتون إلا نادرة في مناطق محدودة والمعاصر أيضا تم تدمير الغالبية العظمى منها.

ويتابع: "لكن للأسف نتوقع موسماً خجولاً في قطاع غزة، فمن خلال اتصالاتي مع أصحاب المعاصر في غزة، تشير التوقعات إلى أن الإنتاج لن يكون أكثر من 10% من الموسم العادي هذا إن وجد، فهناك مناطق كاملة مزروعة بالزيتون لم يبق منها أي شيء مثل منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا".

موسم حول المعدل في الضفة

أما الموسم في الضفة الغربية، فتوقع أن يكون جيداً يتراوح حول المعدل العام السنوي أي نحو 20 ألف طن، متمنياً أن تجري عملية قطف الثمار كما هو معتاد، مع العلم أن العام الماضي فقدنا 20% من الإنتاج بسبب منع الاحتلال ومستوطنوه المزارعين من الوصول إلى أراضيهم المتاخمة للمستوطنات، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين التي تسببت في حرق أشجار وتقطيعها.

ويضيف: "الاحتلال يؤثر في ثلاثة مجالات في قطاع الزيتون، أولها القوانين الإسرائيلية التي تمنع استخدام الكثير من الأسمدة لحجج أمنية، وحركة التجارة، وثانياً الاستيطان وما يشمله ذلك من إجراءات لمنع المزراعين من الوصول إلى أراضيهم، وكذلك الاعتداءات على شجرة الزيتون من حرق وتقطيع ومنع المواطنين من الزراعة في أراضيهم المتاخمة للمستوطنات، والثالثة هي وجود 40 ألف دونم زيتون مثمر تقع خلف جدار الفصل العنصري والتي يمنع أصحابها من دخولها إلا بموجب تصاريح خاصة، لكن الاحتلال منعهم من الوصول إليها العام الماضي، ما حال دون قطف تلك الثمار حتى الآن".

2