رام الله-أخبار المال والأعمال- انطلق العام الدراسي الجديد في فلسطين، اليوم الاثنين، في غالبية المدارس في المحافظات الشمالية، مع استمرار تعطل التعليم في المحافظات الجنوبية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وانطلق العام الدراسي بشكل رسمي في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في الضفة الغربية بما فيها القدس، يلتحق بها أكثر من 806,360 طالبا وطالبة، يتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي إن "العام الدراسي الجديد ينطلق في ظل إبادة متواصلة على شعبنا في قطاع غزة وانتهاكات احتلالية متواصلة في الضفة وسط إغلاق المناطق".
وأضافت: "فمع اقتراب عام على بدء العدوان الأخير على غزة، لا تزال مشاهد القتل والتدمير ماثلة أمام أعيننا وأمام أكثر من 600 ألف طالب وطالبة حرموا من حقهم في مواصلة تعليمهم الحر والآمن، وقد جرت العادة أن نستهل بياننا السنوي الخاص بافتتاح العام الدراسي بأرقام ومعطيات تتضمن أعداد الطلبة والمعلمين والكوادر التعليمية والمدارس في الضفة وغزة وتسلّط الضوء على التحضيرات والاستعدادات لافتتاح العام الدراسي في أرجاء الوطن ومدارسنا في الخارج. لكن وعلى غير العادة نجد أن هذا العام يختلف عن سابقاته؛ فعدوان الاحتلال على غزة تسبب باستهداف أكثر من 25000 طفل وطفلة ما بين شهيد وجريح؛ منهم ما يزيد عن 10000 من طلبة مدارسنا وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307".
وتابعت: "هذا الحال في القطاع لا يختلف عن واقع حال التعليم في القدس، وهو الذي لا يزال تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، والأمر ذاته ينطبق على المناطق المسماة (ج)، وحتى على مراكز المدن والمخيمات التي باتت مسرحاً لعمليات تدميرية يشنها الاحتلال وما حصل في جنين وطولكرم ومخيماتهما أقرب مثال لتوصيف هذه الانتهاكات".
وقالت: "جرت العادة أن نستعرض منطلقات التطوير والتحديث ومستجدات العام الجديد؛ وفي سياق الظرف الراهن لن تغيب روح الإرادة ولن تخبو جذوة العمل؛ ورغم اتساع دائرة الاستهداف؛ تمضي الوزارة بكل أمل نحو حماية التعليم وتوفير كل الفرص لأطفالنا في قطاع غزة؛ حيث تعكف الوزارة وبدأت بإطلاق مدارس افتراضية وفتح مدارسنا في الضفة لطلبتنا في غزة، والعزم يقودنا إلى توفير ما أمكن من تعليم حتى لو داخل خيم متداعية؛ فالحق في التعليم نهج وممارسة وليس ترفاً وتنظيراً وشعارات، وهذه ما تجسده مؤسستا الرئاسة والحكومة، وما يعكسه الاهتمام بالتعليم خاصة في ظل الوضع الراهن".
وأكدت أن "مسيرة البناء ستتواصل، وسنشيد المدارس، وبشراكتنا مع الهيئات والمؤسسات والشركاء الوطنيين والمحليين سنعبر هذه المرحلة الصعبة، بهمة معلمينا الأوفياء الذين نثق بهم ونعتز بحضورهم وبانتمائهم لرسالة العلم المقدسة، وبالتفاف أولياء الأمور والتزام الطلبة".
وختمت وزارة التربية والتعليم العالي بيانها بالقول: "نترحم على الشهداء الأكرم منا جميعاً، ونتمنى الفرج العاجل عن أسرانا، والشفاء التام لجرحانا، وسيبقى التعليم طريقنا نحو التحرير وخيارنا الأكيد للبقاء والثبات، وسيبقى التعليم أداة تحرر وبناء، وستبقى مدارسنا في الأغوار والمسافر وكل مدارس التحدي شاهدة على أن أننا عازمون على مواصلة البناء والعطاء، وتعود مدارس غزة لتنبض بالعطاء، فإن تهدّمت المباني لن تتهدم المعاني".