اجتماع "أوبك+" أمام خيارات مفتوحة .. خفض إضافي جديد لانتاج النفط؟

تاريخ النشر
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لدى وصوله إلى الاجتماع في فيينا

فيينا-أخبار المال والأعمال- انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا، السبت، أعمال الاجتماع الوزاري الـ186 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في دورته العادية وتستكمل الاجتماعات اليوم الأحد بعقد الاجتماع الـ49 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة والاجتماع الوزاري الـ35 لـ"أوبك" وغير الأعضاء فيها.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان للصحفيين فور وصوله إلى مقر "أوبك" إن هناك عديدا من الملفات والقضايا المهمة التي يناقشها الاجتماع.

فيما قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن "هناك تطلعا إلى قرار يضمن توازنا مستداما للعرض والطلب".

وردا على سؤال عن وصول التخفيضات المحتملة إلى مليون برميل يوميا، قال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني للصحفيين، إن "هذا الرقم سابق لأوانه وإنه لم يتم التطرق بعد إلى هذه الأمور".

وعادة ما تسري تخفيضات الإنتاج في الشهر التالي للذي شهد الاتفاق عليها، لكن يمكن للوزراء أيضا تحديد موعد أبعد للتنفيذ.

وتبدو جميع الخيارات مفتوحة أمام اجتماع اليوم، حيث رجحت مصادر في "أوبك+" لوكالة "رويترز" أن يتفق تحالف أوبك+ على تخفيضات جديدة للإنتاج تصل إلى مليون برميل يوميا، إذ تواجه "أوبك" تراجعا في أسعار النفط مع تخمة في المعروض تلوح في الأفق.

ويضخ التحالف نحو 40 في المائة من الإنتاج العالمي، ما يعني أن قراراته المتعلقة بسياسة الإنتاج لها تأثير كبير في أسعار النفط.

وقالت ثلاثة مصادر من "أوبك+" أمس الأول إن التحالف يبحث عدة خيارات محتملة، من بينها خفض إضافي لإنتاج النفط.

وعقدت "أوبك" أمس اجتماعا قصيرا منفصلا، لكن الوزراء لم يعلقوا على احتمال صدور قرارات تتعلق بسياسة الإنتاج بعد الاجتماع.

وقالت المصادر إن التخفيضات يمكن أن تصل إلى مليون برميل يوميا علاوة على تخفيضات حالية تبلغ مليوني برميل يوميا وتخفيضات طوعية تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا تم الإعلان عنها في خطوة مفاجئة في نيسان (أبريل) ودخلت حيز التنفيذ في أيار (مايو).

وإذا تم الاتفاق على هذا فسيرتفع إجمالي تخفيضات الإنتاج إلى 4.66 مليون برميل يوميا، أو نحو 4.5 في المائة من الطلب العالمي.

وعادة ما تسري تخفيضات الإنتاج في الشهر التالي للذي شهد الاتفاق عليها، لكن يمكن للوزراء أيضا تحديد موعد أبعد للتنفيذ.

من جانبه، قال مدير شركة النفط الوطنية في نيجيريا بيلا وينتي إن بلاده تتطلع إلى تعزيز الإنتاج إلى مستوى ثلاثة ملايين برميل يوميا في المستقبل القريب.

وأكد حاجة البلاد إلى تعزيز الاستثمارات في قطاع الهيدروكربونات وسط الحاجة إلى مزيد من الأمن، وخفض تكاليف الإنتاج من خلال برامج رفع الكفاءة، مضيفا "واثقون بأننا على طريق إنعاش الاستثمار وتطوير البنية التحتية في قطاع الطاقة، حيث سيشهد العام المقبل ارتفاع الإنتاج إلى 2.4 مليون برميل يوميا.

وسجل كلا الخامين خسائر هذا الأسبوع بأكثر من 1 في المائة ولكن أسعار النفط اختتمت الأسبوع على ارتفاع بدعم من إقرار الكونجرس ‏الأمريكي اتفاق سقف الدين الذي يجنب الإدارة الأمريكية التخلف عن سداد ديونها.

وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسعار النفط تداولت على ارتفاع حيث شعرت السوق النفطية بالتوتر قليلا مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد اجتماع "أوبك+" وذلك مع انتشار شائعات جديدة حول مناقشات المجموعة حول تخفيضات الإنتاج بمقدار مليون برميل أخرى.

وأوضح أنه ساد الشعور العام بأن مجموعة أوبك+ ستبقي على الوضع الراهن فيما يتعلق بأهداف الإنتاج، وكان في فترات سابقة من غير المرجح أن تعمق مجموعة أوبك+ أهدافها الإنتاجية في الاجتماع لكن ظهرت إشارات على أن أوبك+ تناقش بالفعل خفضا إضافيا للإنتاج بنحو مليون برميل وذلك من بين الخيارات المطروحة في اجتماع اليوم.

ولم يستبعد التقرير أن يدفع ارتفاع الأسعار الأخير "أوبك+" إلى الحفاظ على أهداف الإنتاج كما هي، موضحا أن السعودية تقود "أوبك+" بكفاءة، مشيرا إلى توقعات بعض مندوبي "أوبك+" بعدم تغيير في سياسة إنتاج النفط الذي يبدو أنه موقف الأسواق أيضا، فعلى الرغم من هذه التأكيدات تتمتع المنظمة بتاريخ حافل من المفاجآت ولا بد أن يكون البائعون على المكشوف في حالة توتر.

وأشار إلى أن "أوبك+" تثق بأن الطلب الصيني سيعزز أسعار النفط في النصف الثاني من العام ومن غير المرجح أن يخفض ما لم يخب الطلب الصيني، ولا سيما أن معظم المحللين يرون أنه من غير المرجح أن توافق المجموعة التي تقودها السعودية وروسيا على تخفيضات أكبر بعد شهرين من الإعلان المفاجئ في نيسان (أبريل) عن بعض أكبر المنتجين بتخفيضات إضافية بنهاية هذا العام.

من جانبه، ذكر تقرير "ريستاد إنرجي" الدولي أنه لا يزال مزيد من تخفيضات الإنتاج مطروحا على الطاولة عندما يجتمع وزراء أوبك+ اليوم، إذ إن الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي تضع ضغوطا هبوطية كبيرة على أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة وذلك رغم التخفيضات الطوعية التي نفذتها سبع دول في أوبك+ بدءا من أيار (مايو) الماضي وقد تخفض مجموعة المنتجين الإنتاج لدعم الأسعار على المدى القصير".

وأوضح أنه يجب أن ينظر إلى عدم استجابة النفط الصخري الأمريكي على أنه إيجابي بالنسبة إلى المجموعة حيث يمكن لـ"أوبك+" خفض الإنتاج ودعم الأسعار دون المخاطرة بفقدان حصتها في السوق، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يغذي التضخم في الغرب، وهذا قد يدفع البنوك المركزية إلى الاستمرار في زيادة أسعار الفائدة التي وصفها بأنها "خطوة ضارة للاقتصاد العالمي" وللطلب على النفط.

من جانبه، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي أن أسعار النفط ارتفعت جنبا إلى جنب مع الأصول الخطرة مع تركيز الاهتمام على اجتماع أوبك+، متوقعا أن تزن أوبك وحلفاؤها المؤشرات الاقتصادية الصينية المخيبة للآمال وتأثيرات رفع سقف الديون الأمريكية بينما يفكرون في مستويات الإنتاج.

وأضاف "توقع عديد من مراقبي السوق أن تحافظ المجموعة على مستويات الإنتاج دون تغيير على الرغم من أن تخفيضات المجموعة التي تم الكشف عنها في نيسان (أبريل) الماضي"، منوها إلى أنه بالنظر إلى عمليات البيع الأخيرة يبدو أن تجار النفط الخام يعودون إلى نهج المخاطرة بالنظر إلى أن مخاوف الركود على الأقل في الوقت الحالي قد تلاشت.

وأشار التقرير إلى تأثر النفط هذا العام جزئيا بسبب مرونة الصادرات من روسيا على الرغم من العقوبات حيث ترسل سوق العمل الأمريكية إشارات متضاربة مع ارتفاع جداول الرواتب جنبا إلى جنب مع البطالة ما يمنح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مزيدا من الأسباب لإيقاف زيادات أسعار الفائدة مؤقتا.

من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة بدعم من إقرار الكونجرس ‏الأمريكي اتفاق سقف الدين الذي يجنب الحكومة في أكبر دولة مستهلكة للنفط في ‏العالم التخلف عن سداد ديونها فضلا عن نشر بيانات الوظائف التي عززت الآمال ‏في توقف محتمل لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.‏ وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.85 دولار أو 2.5 في المائة إلى 76.13 دولار ‏للبرميل عند التسوية، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ‏‏1.64 دولار أو 2.3 في المائة إلى 71.74 دولار عند التسوية.‏ وسجل كلا الخامين خسائر هذا الأسبوع بأكثر من 1 في المائة.

وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، مشروع قانون ‏سقف الدين ما تسبب في تجنب عجز كارثي في سداد الديون كان من شأنه أن ‏يتسبب في هزة عنيفة في الأسواق المالية، في وقت زادت العمالة الأمريكية أكثر من المتوقع في أيار (مايو) لكن تقلص الارتفاع في ‏الأجور قد يسمح للمركزي الأمريكي بتخطي رفع متوقع لسعر الفائدة هذا الشهر ‏للمرة الأولى في أكثر من عام، ما قد يدعم الطلب على النفط.‏ من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 15 هذا الأسبوع وانخفض بمقدار 52 على مدار الأسابيع الأربعة الماضية – وهو أكبر انخفاض في النشاط لمدة أربعة أسابيع منذ حزيران (يونيو) 2020.

وقال التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية إن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 696 هذا الأسبوع – 31 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي وإن العدد الحالي هو 379 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019، قبل الوباء.

ولفت التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بمقدار 15 هذا الأسبوع إلى 555. وبقيت منصات الغاز على حالها عند 137. وبقيت منصات متنوعة على حالها عند أربع، منوها إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار اثنين - ليهبط عند ستة فقط في هذا الوقت من العام الماضي كما انخفض عدد منصات الحفر في إيجل فورد بمقدار اثنتين.

وأبرز انخفاض مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 26 أيار (مايو) إلى 12.2 مليون برميل يوميا وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية حيث راوحت بين 12.2 مليون و12.3 مليون برميل يوميا حيث كانت طوال العام وارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 300 ألف برميل فقط مقارنة بالعام الماضي.