اتصالات فلسطينية-أردنية لحل أزمة الجسر

تاريخ النشر
مسافرون يصلون إلى الجانب الأردني من المعبر-تصوير وكالات

رام الله-أخبار المال والأعمال- تتواصل الاتصالات الفلسطينية-الأردنية في الأيام الأخيرة، لدفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على فتح معبر "الكرامة" على مدار الساعة، لتخفيف معاناة المسافرين في ظل الازدحامات في المعبر، في حين نفى مسؤول أردني وجود وساطة من قبل طرف ثالث بين الأردن وسلطات الاحتلال، لزيادة ساعات عمل المعبر، رغم الإعلان الإسرائيلي في هذا الشأن.

ومنذ أيام، يشهد المعبر، وهو المنفذ الوحيد لفلسطينيي الضفة مع الخارج، عبر الأردن، ازدحاما شديدا واكتظاظا على الجانب الأردني بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، وفق مسؤولين فلسطينيين وأردنيين.

ويطلق الفلسطينيون على النقطة الحدودية مع الأردن "معبر الكرامة"، فيما يسميها الأردن "جسر الملك حسين" وتطلق عليها إسرائيل "جسر أللنبي"، ولا سلطة للجانب الفلسطيني على المعبر.

وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء محمد اشتية، يجري تنسيقا مع الأردن "لحمل إسرائيل على فتح معبر الكرامة على مدار الساعة".

وأضاف أن الحكومة تحركت و"أجرت اتصالات مع جميع الجهات، وخاصة الأشقاء في الأردن لتخفيف معاناة العائدين عبر معبر الكرامة".

وقال ملحم إن الأزمة على المعبر سببها "رفض سلطات الاحتلال فتح المعبر 24 ساعة في اليوم". وذكر أن السلطات الإسرائيلية "تتذرع بذرائع واهية وعدم القدرة على إدارة المعبر خلال ساعات الدوام الطويلة".

وأشار إلى "لقاء مرتقب" لم يحدد موعده بين رئيس الوزراء الفلسطيني، ونظيره الأردني، بشر الخصاونة، "لإيجاد حل سريع للتخفيف من معاناة أبنائنا القادمين من الخارج".

لا وساطة مغربية لزيادة فترة عمل المعبر

وقال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، الثلاثاء، إن الأردن يعمل على حل مشكلة الاكتظاظ "التي يعاني منها المسافرون الفلسطينيون على جسر الملك حسين (معبر الكرامة)"، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وقال الفراية إن المشكلة ناجمة "عن عدم استجابة الجانب الإسرائيلي للتعامل مع الأعداد المتزايدة"، من المسافرين. وذكر أن "الجسر يرتاده يوميا أكثر من عشرة آلاف مسافر، لا يدخل منهم إلا النصف تقريبا، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية من حيث قصر أوقات الدوام لديهم وأعداد الموظفين".

وأشار الوزير الأردني إلى اتخاذ إجراءات لتخفيف الاكتظاظ، ومنها حجز التذاكر مسبقا ضمن الأعداد التي يستطيع الجانب الإسرائيلي استيعابها.

ونفى "وجود أي وساطة من أي دولة بين الأردن وإسرائيل، فيما يتعلق بإجراءات حركة الجسر"، علما بأن وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميراف ميخائيلي، كانت قد أشارت في بيان صدر عنها، إنها تتجه لفتح المعبر على مدار الساعة، استجابة لوساطة مغربية.

كما نفى وزير الداخلية الأردني وجود أية معلومات رسمية حول "إمكانية الجانب الإسرائيلي زيادة ساعات العمل من طرفه لغاية الآن".

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن ميخائيلي تدفع نحو استمرار فتح وعمل "معبر اللنبي" بين إسرائيل والأردن طيلة أيام الأسبوع على مدار 24 ساعة، بعد اتصال مع جهات مغربية وفلسطينية وأميركية مسؤولة.

وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أنه "يتم دفع هذه الخطوة بشكل أكبر في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن المتوقع أن تتحقق بمجرد أن تنضج الظروف اللوجستية، بما في ذلك توظيف القوى العاملة المطلوبة".

وجاء في البيان الذي صدر عن ميخائيلي، يوم الجمعة الماضي، أنه "منذ عدة أشهر، كانت ميخائيلي وفريقها على اتصال مع ممثلين أميركيين وفلسطينيين ومغاربة لفتح معبر اللنبي (الكرامة - جسر الملك حسين) بين إسرائيل والأردن على مدار الساعة، 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع".

وأضافت أنه "تم إحراز تقدم إضافي في هذه المبادرة مع زيارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن إلى إسرائيل، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ بمجرد اتخاذ الترتيبات اللوجستية، بما في ذلك تجنيد الأفراد اللازمين لتمديد ساعات العمل".

وقالت ميخائيلي، بحسب البيان ذاته، "أشكر الرئيس الأميركي بايدن، والملك محمد السادس والمملكة المغربية، على التزامهم وجهودهم المستمرة لتعزيز السلام والإزدهار في الشرق الأوسط".

ازدحامات غير مسبوقة

ويشهد جسر الملك حسين اكتظاظا غير مسبوق، خلال الأسابيع الماضية في ظل أعداد المسافرين المتزايدة بعد انتهاء موسم الحج وعيد الأضحى وبدء العطلة الصيفية.

وقال مدير إدارة أمن الجسور، العقيد الركن رأفت المعايطة، في حديث لوكالة "فرانس برس" الثلاثاء، إن "ما يحدث الآن هو ارتفاع غير مسبوق في أعداد المسافرين مقارنة مع السنوات الماضية".

وأضاف أن هناك "أسبابا عدة أدت إلى ارتفاع العدد منها انقطاع الناس عن السفر خلال فترة جائحة كورونا، وعودة مغتربين وعطلة المدارس والاصطياف وانتهاء عيد الأضحى والحج".

وقال المعايطة إن "عدد المغادرين يوميا هو بحدود 6 إلى 7 آلاف مسافر وأحيانا 10 آلاف، والطرف الآخر (إسرائيل) يشترط علينا ألا يتجاوز العدد 80 إلى 90 حافلة بسعة 50 راكبا، ما يعادل 4 آلاف إلى 4500، وهذا ما يجعل البعض غير قادرين على المغادرة".

والأحد، أعلن الأردن إنشاء خيام مجهزة ومكيفة لاستقبال المسافرين وتوفير الإمكانيات اللازمة للتخفيف عنهم.

2