"البرازق".. تراث مقدسي رمضاني

تاريخ النشر

القدس-الأناضول-يشتهر مخبز الرازم في حارة السعدية بالبلدة القديمة في القدس، طوال العام، بصناعة الكعك المقدسي، أما في شهر رمضان، فهو يكرس نفسه لتجهيز حلوى "البرازق".

والبرازق، هي رقائق رفيعة جدا من العجين، دائرية الشكل، يكسوها السمسم، ويكاد لا يخلو منزل في القدس، خاصة البلدة القديمة، منها، في شهر رمضان.

وليس من الواضح، لماذا يشتهيها المقدسيون الفلسطينيون، في شهر رمضان، دون غيره من أشهر السنة، لكنهم يقولون إنها جزء أساسي من شهر الصيام، بالنسبة لهم.

وعلى الرغم من ارتفاع سعرها إلا أن المقدسيين يصطفون في الكثير من الأحيان، أمام الأفران التي تعدها من أجل شرائها.

فمخبز الرازم يبيع الواحدة منها بـ 1.2 دولارا أمريكيا في حين لوحظ ان مخابز أخرى بالبلدة القديمة كانت تبيعها بـ 90 سنتا أمريكيا.

وثمة سر آخر لا يجد تفسيرا لهذه الرقائق، وهو اقبال المقدسيين على شرائها من المخابز في البلدة القديمة، دونا عن غيرها من المخابز في القدس.

وغالبا تصنع البرازق في المخابز التي تستخدم الحطب، ولكن بدأ البعض ينتجها أيضا في المخابز الصغيرة التي تعمل على الغاز.

ويتم تناولها في الفترة ما بعد تناول الإفطار، وحتى ما بعد أداء صلاة التراويح.

1


وقال عودة الرازم لوكالة الأناضول، وهو ينهمك في إعدادها بمخبز العائلة، في حارة السعدية التي يسلكها فلسطينيون للوصول إلى المسجد الأقصى: "تُعتبر البرازق في رمضان، جزءا من التراث المقدسي الفلسطيني".

وأضاف: "الإقبال على البرازق في رمضان، جيد، وفي هذا العام فإنه أفضل من العامين الماضيين حيث انتشرت جائحة كورونا وكان هناك إغلاق".

وتابع الرازم: "البرازق هي جزء من التراث الخاص بشهر رمضان، وهي تعتبر صناعة مقدسية، وخاصة في البلدة القديمة، فالغالبية من سكان القدس يعرفون ما هي البرازق، في حين أن قلة من السكان بالضفة الغربية يعرفونها".

ويمر إنتاج البرازق بعدة مراحل، بدءا من العجين، ثم تقسيمها إلى قطع رفيعة صغيرة، مرورا برش السمسم على وجهها، وصولا إلى خبزها.

وفي هذا الصدد، أشار الرازم إلى 8 مراحل لصناعة البرازق، وقال: "أولا العجين، ثم التقطيع، ومن ثم الرقّ الأول، ثم الرقّ الأوسع، ثم التنظيف من الطحين، ثم تُترك لفترة وجيزة، يليها يتم وضع السمسم على وجهها، ثم الخبز بالفرن".

ولا تؤكل البرازق ساخنة، بل يجب أن تبرد تماما.

وتستغرق البرازق جهدا أكبر من صناعة الكعك، الذي يشتهر في مدينة القدس الشرقية بكل أشهر السنة.

وقال الرازم: "الكعك المقدسي متوفر في رمضان، ولكن البرازق أكثر شهرة في هذا الشهر، لا يمكن أن نقول إن البرازق هي بديل الكعك، ولكن البرازق موسمية".

وأضاف: "نتوارث صناعة البرازق عن الأجداد، فوالدي وأعمامي ورثوها عن جدي وهو تراث مقدسي نحن نتمسك به".

وتابع: "البرازق تراث، وهو يمثل جزءا من شهر رمضان، وإذا لم يتوفر البرازق في القدس، يكون هناك شيء ناقص".
 

2


وأثناء إعداد الرازم للبرازق، وصل إلى الفرن الشاب المقدسي آدم غوشة، والذي قال للأناضول: "نشتريها لأنها جزء من عاداتنا وتقاليدنا في شهر رمضان، ونتناولها بعد الإفطار بعد تناول القهوة".

وأضاف: "نتناول البرازق مع القهوة أو الشاي فقط، ولا شيء آخر".

ويشترى المصلون الوافدون إلى القدس من الضفة الغربية والمدن والبلدات العربية في الداخل، البرازق من مخابز البلدة القديمة، ويُطلقون عليه "برازق القدس".

وتنتشر عدد من البسطات في محيط البلدة القديمة في القدس، لبيع البرازق، خاصة لمن لا يرغب أو لا يملك الوقت للدخول إلى البلدة القديمة لشراء البرازق من المخابز.

3