غزة-(الأيام)- تبذل طواقم وزارة الزراعة بغزة جهوداً كبيرة للتغلب على ظاهرة تأخر إزهار البلح لهذا الموسم للمرة الأولى في تاريخ زراعة البلح في قطاع غزة.
ووضع طواقم وخبراء وزارة الزراعة جملة من الحلول لمواجهة هذه الظاهرة، التي أجبرت المزارعين على تأخير عمليات تلقيح النخل من منتصف الشهر الماضي كما هو معهود من الناحية الفنية، إلى نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري بعد انقضاء موجة البرد.
ويخشى هؤلاء الخبراء ان يؤثر هذا التأخير على موعد إنتاج المحصول الذي يعتبر من المحاصيل المهمة ووفيرة الإنتاج في القطاع.
وقال مدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة بغزة محمد أبو عودة، إن خبراء وطواقم الوزارة والمزارعين رصدوا تأخرا كبيرا وواسعا في إخراج الأزهار المؤنثة والمذكرة للنخيل هذا الموسم بنسبة تجاوزت 70% مقارنة مع الأعوام الماضية.
وأكد أبو عودة خلال حديث لـ"الأيام" انها المرة الأولى التي يحدث هذا التأخير، عازياً ذلك الى التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة خلال فصل الشتاء الأخير والذي شهد انخفاضاً في درجات الحرارة استمر حتى نهاية الشهر الماضي.
وأشار أبو عودة الى أن طواقم الزراعة تقوم ومنذ عدة أسابيع بجولات استكشافية في المزارع وعقد اجتماعات ولقاءات مكثفة مع خبراء التلقيح والمزارعين لوضع الحلول المناسبة والبديلة لعملية التلقيح النمطية القديمة، وذلك عبر استحداث نماذج تلقيح محددة تحاكي المتغيرات المناخية وتطوير آليات التلقيح المتاحة باستخدام طرق جديدة او اللجوء الى عملية التكييس لزيادة الكفاءة العملية والفنية لعملية التلقيح والتي تلعب دوراً مهماً في تحديد كمية الإنتاج.
وقال أبو عودة، من المبكر الحكم على طبيعة الإنتاج، لا سيما ان عملية التلقيح بحسب المعطيات الحالية ستمتد الى الشهر القادم والذي يشهد، أيضاً، هبوب الرياح الخماسينية التي تشكل خطراً على عملية التلقيح، مؤكداً ان الوزارة تقوم بعملية إرشاد وتوعية واسعة في صفوف المزارعين من اجل التغلب على هذه المشكلة الفنية الطارئة وضمان موسم إنتاج وفير، والتغلب على التقلبات والتغيرات المناخية التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر.
واكد ان محصول البلح هو من المحاصيل الزراعية الرئيسة والكبيرة في القطاع ويستحوذ على مساحات واسعة تتجاوز 12500 دونم وبكميات إنتاج تتجاوز 16 ألف طن في العام، اكثر من 90% منها من صنف الحياني وبشكل اقل البرحي وبنت العيش.
ولفت الى ان زراعة البلح في القطاع تتركز في محافظتي الوسطى وخان يونس، مقدراً عدد أشجار النخيل في القطاع بأكثر من 250 ألف نخلة.
ولفت أبو عودة إلى ان الوزارة وضعت خطة شاملة لتوعية المزارعين بالمتغيرات المناخية وتدريبهم على كيفية مواجهتها لحماية منتجهم ومحاصيلهم الزراعية.
تاريخ النشر