باريس-أخبار المال والأعمال- تضاعفت ثروات الرجال العشرة الأكثر ثراء في العالم منذ بداية جائحة كوفيد - 19، فيما تراجعت مداخيل 99 في المائة من البشرية، بحسب تقرير نشرته يوم الاثنين منظمة أوكسفام التي تناضل ضد اللامساواة حول العالم.
وبحسب وكالة الأنباء "الفرنسية"، قالت المنظمة في تقرير عنوانه "اللامساواة تقتل" نشر قبيل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي افتتح افتراضيا يوم الاثنين "إن اللامساواة تسهم في وفاة ما لا يقل عن 21 ألفا يوميا، أي شخص واحد كل أربع ثوان".
وأضافت "هذه نتيجة متحفظة تستند إلى الوفيات على مستوى العالم، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية، وبسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي والجوع وانهيار المناخ".
وشهدت الثروات المتراكمة لمجموع أصحاب المليارات منذ بداية جائحة كوفيد - 19 زيادة بمقدار خمسة تريليونات دولار، "أي أكبر ارتفاع في ثروة أصحاب المليارات منذ بدء تدوين الإحصاءات"، لتصل إلى أعلى مستوياتها عند 13.8 تريليون دولار.
وبحسب مجلة "فوربز"، فإن من بين أغنى عشرة أشخاص في العالم إيلون ماسك "صاحب شركة تسلا"، جيف بيزوس "أمازون"، وبرنارد أرنو "إل في إم إتش"، بيل جيتس "مايكروسوفت"، ومارك زوكربيرج "ميتا/فيسبوك"، ووارن بافيت "بيركشاير هاثواي"، ولاري إيليسون "أوراكل".
وأشارت "أوكسفام" إلى أن الفقر المدقع يمكن محاربته من خلال نظام الضريبة التصاعدية "أي خلال فرض الضرائب على الثروة الدائمة ورأس المال"، ومن خلال أنظمة الرعاية الصحية العامة والمجانية للجميع.
وأوصت بإنهاء "القوانين التي تقوض حقوق العمال في الانضمام إلى النقابات والإضراب، ووضع معايير قانونية أقوى لحمايتهم"، إضافة إلى "تنازل الحكومات الغنية فورا عن قواعد الملكية الفكرية الخاصة بتكنولوجيات لقاح كورونا، لكي تسمح لمزيد من الدول بإنتاج لقاحات آمنة وفاعلة للبدء في إنهاء الجائحة".
وأشارت المنظمة غير الحكومية إلى أنه "يمكن لضريبة تفرض لمرة واحدة بنسبة 99 في المائة على أغنى عشرة رجال أن تسدد إنتاج ما يكفي من اللقاحات لسكان العالم وتوفير الرعاية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية، وتمويل التكيف مع المناخ والحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي في أكثر من 80 دولة".
غير أنه رغم هذا الإنفاق، "سيبقى هؤلاء الرجال أغنى بثمانية مليارات دولار مما كانوا عليه قبل الجائحة"، بحسب "أوكسفام".
وأوضحت "لقد ساعدت الجائحة أصحاب المليارات على تضخيم ثرواتهم، حيث ضخت البنوك المركزية تريليونات الدولارات في الأسواق المالية لإنقاذ الاقتصاد، لكن أدى ذلك إلى حشو جيوب المليارديرات".
من جهته، حذّر المنتدى الاقتصادي العالمي من أن اللامساواة الكبيرة في الحصول على اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 قد تضعف من قوة النضال في سبيل القضايا العالمية مثل قضية التغير المناخي.
وأرجئ المنتدى في دافوس إلى فصل الصيف بسبب تفشي المتحور أوميكرون من كوفيد - 19، غير أن نسخة افتراضية منه بدأت أمس وتستمر حتى 21 كانون الثاني (يناير).
وذكرت "أوكسفام" أنه "من المتوقع أن أكثر من 160 مليون شخص قد دفعوا إلى الدخول في الفقر".
وشددت في تقريرها على أن عدم المساواة الاقتصادية بين الجنسين والعرقية جنبا إلى جنب مع عدم المساواة الموجودة بين الدول "تمزق عالمنا".
وأضاف أن "هذا ليس وليد الصدفة، لكنه بالاختيار: العنف الاقتصادي يرتكب عند اتخاذ خيارات سياسة هيكلية من أجل الأشخاص الأكثر غنى ونفوذا. وهذا يتسبب في ضرر مباشر لنا جميعا وفي ضرر كبير للفئات الأشد فقرا، والنساء والفتيات والجماعات العرقية".
وقالت جابرييلا بوشرز، المديرة التنفيذية لـ"أوكسفام" الدولية، "إن الأمر لم يكن أبدا بمثل هذه الأهمية للبدء في تصحيح الأخطاء الفادحة الناتجة عن عدم المساواة الفجة، وذلك باستعادة القوة والثراء الفاحش من النخب من خلال الضرائب، بما يجعل الأموال تعود إلى تدخل في الاقتصاد الحقيقي، ومن أجل إنقاذ الأرواح".
ودعا معدو التقرير إلى كبح الثراء الفاحش من خلال فرض ضرائب تصاعدية، وإجراءات عامة أثبتت قدرتها على كسر وضع عدم المساواة، وقوة تحول جريئة في الاقتصاد والمجتمع.
تاريخ النشر