رام الله-أخبار المال والأعمال- طالب خبراء القطاع الرقمي في فلسطين، بتعزيز الرقمنة في فلسطين عبر مراجعة أشكال الخدمات الحياتية التي يمكن التعامل معها بالرقمنة، وبزيادة جودة التعليم، وخلق قطاعات اقتصادية جديدة، وأعمال إلكترونية مختلفة، وحوسبة الخدمات الحكومية، والبحث عن سبل وكيفية استثمار وإدماج الأدوات الرقمية في مسار التنمية المستدامة لتحقيق نمو مستدام وشامل في فلسطين، وتمكين المجتمعات الضعيفة، وسد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين الأفراد من خلال نشر الأدوات الرقمية واستخدامها.
جاء ذلك خلال منتدى "2021 Convergences" الذي عقد، اليوم الخميس، لأول مرة في فلسطين، عبر تقنيات الاتصال المرئي، تحت عنوان "مشروع دعم التنمية المستدامة في الأراضي الفلسطينية من خلال الإدماج الرقمي".
ونظم المنتدى وكالة التعاون التقني والتنمية الفرنسية "ACTED"،، بالتعاون مع مركز العمل التنموي/ معا، وبتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية "AFD"، وبمشاركة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي، ورئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو، ورئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا"، تامر برانسي، والمدير التنفيذي للمنتدى، تيبو لاروس، والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية "AFD" مارتن بيرنت، وعدد كبير من ممثلي 30 مؤسسة محلية ودولية تعنى بالرقمنة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
فرص حقيقية في التحول الرقمي
وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي حملت عنوان: "الرقمنة من أجل التنمية: ما الذي يقف على المحك بالنسبة لمؤسستك؟"، قال سدر: "نعمل على الإدماج والنمو الرقمي المستدام، بالرغم من المشاكل والتحديات والعقبات التي تواجهنا، ومع ذلك نرى فرصًا حقيقية في التحول الرقمي"، منوهًا الى وجود العديد من السياسات التي يتم العمل على تحقيقها للحصول على الأمان الرقمي، داعيًا المؤسسات للاستفادة من الثروة المعلوماتية، بما يتضمن البنية التحتية والأجهزة الخدمية والقدرات والحوكمة الجيدة.
وأضاف: "عملنا بشكل مكثف مع الشركاء لتمكين الرقمنة والفرص اللوجستية والشركات الوليدة، وبنينا استراتيجية التنمية الوطنية، وتبنينا سياسة التحول الرقمي والدفع الالكتروني الذي سيتم إطلاقه قريبًا جدًا، وتقديم الخدمات الحكومية الكترونيًا".
أداء دور في التنمية الرقمية في فلسطين
بدوره، قال السعداوي: "نريد لهذه المنصة العالمية لأداء دور في التنمية الرقمية في فلسطين، والعمل على التخلص من الفقر بطرق فعّالة، ونأمل أن نقدم حلولًا مثمرة بمساعدة هذه المنصة التي تستهدف تقديم حلول ولبناء الأعمال الرقمية والاقتصادية الريادية"، مشيرًا إلى أن الرياديين قادرون على خلق فرص للتخلص من البطالة والفقر، حيث أنهم يتمتعون بقوة عمل شاملة لإحياء الإقتصاد في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويخلقون قصص نجاح عبر العديد من الطرق الفعّالة".
ولفت الى أن الكثير من الشركات الريادية تمكنت من الوصول الى أسواق عالمية عبر التجارة الالكترونية وتطوير تنظيم الأعمال، وقال: "نسعى لإعداد السياسات لتمكين الرياديين من الوصول الى أهدافهم انطلاقًا من احتياجاتهم، على أمل أن تحوّل الريادة الاقتصاد الوطني الى قوة فاعلة".
الرقمنة ضمن مشروع دعم التنمية المستدامة
من جهته، قال عمرو، في كلمته نيابة عن الهيئة الاستشارية لمشروع الرقمنة: "يأتي مشروع الرقمنة ضمن مشروع دعم التنمية المستدامة في الأراضي الفلسطينية من خلال الإدماج الرقمي، بهدف تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات للطلبة والخريجين من الجامعات الفلسطينية".
وطالب، بالعمل على تجاوز عقبات التنمية، واستثمار كل الإمكانات المتوافرة في الأدوات الرقمية، بهدف تعزيز قدرات الشباب، بخاصة في مجال تحسين قدراتهم الرقمية.
وتحدث عمرو عن دور جامعة القدس المفتوحة في العديد من الأنشطة، من بينها مشروع الإدماج الرقمي للخريجين وطلبة الجامعات، وإجراء دراسة تحليلية لسوق العمل الرقمي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومشاركة طلبتها في برنامج الريادة الرقمية، إضافة الى أنها أحد الشركاء الأساسيين في إنشاء المنصة الإلكترونية الأولى في فلسطين.
تكريس مجتمع اقتصاد المعرفة
من جانبه، طالب برانسي، بتعزيز قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتمكينه على تحدي الصعاب، مؤكدًا أن "لدينا ما يكفي من الكوادر البشرية المبدعة والريادية والمتميزة التي يمكنها تكريس مجتمع اقتصاد المعرفة ومواكبة آخر التطورات التي يشهدها العالم".
وأوضح أن اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا" يعمل على رعاية الأفكار الإبداعية، وتوفير البيئة المناسبة لنجاحها وتطويرها، وتوفير الدعم اللازم لها وتشجيع الاستثمار فيها والتركيز على دعم الإبداع وتشجيع الرياديين على الابتكار، والخروج بأفكار ومشاريع وحلول جديدة، وخلق شراكات ناشئة قادرة على اختراق الأسواق العالمية، والذي بدوره سيعمل على دعم وتقوية الاقتصاد الوطني، وبناء شراكات وخدمات جديدة تخلق آلاف من فرص العمل.
حلول ملموسة لدعم الإدماج الرقمي كأداة تنموية
من ناحيتها، أكدت ممثلة الشباب الفلسطيني في المنتدى نديان ملحم، أن المنتدى يستهدف ريادة الأعمال والرقمنة واقتصادياتها من أجل التنمية، واستخدام الأدوات الرقمية، ومساعدة المؤسسات لمحو الأمية الرقمية، ومشاركة الشباب في الاقتصاد الرقمي، ومحاربة التمييز القائم على النوع الاجتماعي، ودعم التنمية المستدامة في فلسطين من خلال الإدماج الرقمي.
وقالت: "نسعى الى ايجاد حلول ملموسة لدعم الإدماج الرقمي كأداة تنموية في فلسطين، بالإضافة الى تحقيق ثلاثة أصفار وهي: صفر تهميش، وصفر فقر، وصفر انبعاثات كربون"، مشددةً على دور الشباب الفلسطيني كركيزة أساسية في المساعدة على ايجاد وابتكار مشاريع وحلول تهدف الى دعم الرقمنة للارتقاء بمستوى التنمية في فلسطين.
مواكبة مسار الرقمنة العالمي
في حين، أكد بيرنت حرص بلاده على الارتقاء بواقع الاقتصاد الفلسطيني، مبينًا أن عقد المنتدى يصب في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى تركيز الوكالة الفرنسية على تنفيذ برامج وأنشطة تنعكس إيجابًا على تقوية القطاع الرقمي في فلسطين، كجزء من جهودها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
من جهته، أشار لاروس، إلى حيوية المنتدى لجهة المساهمة في تعزيز القطاع الرقمي، ومساهمته في التنمية الاقتصادية، مقدمًا نبذة عن المنتدى باعتباره منصة دولية للحوار بين الشركاء وأصحاب المصلحة، وعوائده المتوقعة لجهة التركيز على استخدام الأدوات الرقمية للوصول إلى التنمية المستدامة.
وقال:" تأتي أهمية المنتدى في سياق مواكبة مسار الرقمنة على المستوى العالمي، وفي تحقيق نمو مستدام شامل، وفي إيجاد مقاربات وحلول ملموسة لدعم الإدماج الرقمي كأداة تنموية في فلسطين".
جلسات تخصصية
وحملت الجلسة الثانية عنوان "الرقمنة: التحول بمؤسستك نحو نموذج أعمال أكثر شمولاً واستدامة"، وتحدث فيها: المدير التنفيذي لشركة سبارك للاستشارات والتدريب مهند حجاوي، والمهندس أشرف حجازي من حاضنة الأعمال التكنولوجية بالجامعة الإسلامية-غزة، ومدير عام مركز الإبداع التكنولوجي والابتكار في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رانية جابر، والرئيس التنفيذي لشركة HEDERA للحلول المستدامة، ناتاليا ريالب كاريو، ومديرة الشركات والمجتمع في غزة سكاي جيكس GAZA SKY GEEKS رند صافي.
وتحدث في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "من أجل تكنولوجيا معلومات واتصالات شاملة في فلسطين: أجهزة رقمية عالية الجودة ومحو الأمية الرقمية للجميع"، كل من: نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للرقمنة والتعليم الإلكتروني د.سائدة عفونة، والمحاضر الأكاديمي محمد العفيفي من حاضنة يوكاس التكنولوجية في غزة، ومساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج-مدير مركز التكنولوجيا والاتصالات في الجامعة الدكتور المهندس إسلام عمرو، والرئيس التنفيذي لمؤسسة Eummena جاد نجار، ومدير شركة GLOW المهندس حسن عمر، ومدير عام التطوير والبحث العلمي في وزارة التعليم العالي د. أحمد عثمان.
وفي الجلسة الرابعة التي حملت عنوان "تأمين مستقبل لتوظيف الشباب في الاقتصاد الرقمي تحدث كل من: نائب رئيس جامعة القدس د. صفاء ناصر الدين، والوكيل المساعد لشؤون التمويل والتعاون الدولي في وزارة العمل رامي مهداوي، ومديرة المؤسسة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" هانيا البيطار، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة International Strategic Management فارس العلمي، والمدير العام لمؤسسة "التعليم من أجل التوظيف" في الإمارات ديما نجم، والمدير العام لمؤسسة "التعليم من أجل التوظيف" في فلسطين سارو ناكشيان.
وحملت الجلسة الخامسة عنوان "كيفية محاربة التمييز القائم على النوع الاجتماعي في القطاع الرقمي"، وتحدث فيها: مدير عام مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية سماح أبو عون حمد، ومدير عام جمعية الخريجات الجامعيات في غزة وداد صوراني، ومنسق تنمية الموارد في جمعية الخريجات الجامعيات محمد الجاجا، والمدير العام المشارك لـ Girls in Tech منى ضميدي، ونقيب العاملين في العلوم المعلوماتية التكنولوجية الفلسطينية د. ميسون إبراهيم، ومديرة البرامج في طاقم شؤون المرأة تغريد ناصر، وهبة الطيبي من مؤسسة "كير العاملية" فلسطين، ومدير حاضنة أعمال جامعة بوليتكنك فلسطين علي رمضان، والمديرة التنفيذية لمنتدى سيدات الأعمال دعاء وادي.
أما الجلسة الختامية، فحملت عنوان: "دعم التنمية المستدامة والشاملة في الأراضي الفلسطينية من خلال الإدماج الرقمي"، وتحدث فيها: مدير مشروع الإدماج الرقمي في مؤسسة ACTED علي عبدو، ومسؤولة المشروع في مركز العمل التنموي/معًا شوق النجار، والرئيس التنفيذي لـSuper Memory and Mind Map غدير المصري، والرئيس التنفيذي لـ E-Scooter محمد دمدوم.
يُشار أن منتدى Convegences منصة دولية تجمع الفاعلين في قطاع التنمية، تم إطلاقها في العام 2008 لتحفيز التفكير البنّاء والعمل ونشر أفضل الممارسات وتعزيز البناء المشترك لشراكات مبتكرة ذات تأثير مجتمعي عالٍ. وأصبح المنتدى يشكل حدثًا رئيسيًا لجميع المهنيين الذين يسعون إلى حلول مبتكرة لمحاربة الفقر في العالم بإتاحة مساحة للخبراء وصناع القرار للتعلم والتواصل والمشاركة عالية المستوى لبناء إجابات مشتركة على التحديات الاجتماعية والبيئية على الصعيدين المحلي والعالمي.