"قُدرة" وجامعة بيرزيت تفتتحان محطة طاقة شمسية

تاريخ النشر
جانب من قص شريط الافتتاح للمحطة

رام الله-أخبار المال والأعمال- افتتحت شركة قدرة لحلول الطاقة المتجدّدة وجامعة بيرزيت، اليوم الثلاثاء، محطة الطاقة الشمسية بقدرة 1 ميغاواط.

وقامت شركة قُدرة، التي تأسست بمبادرة مشتركة من الشركة الوطنية لصناعة الألمنيوم والبروفيلات (نابكو) ومجموعة بنك فلسطين؛ بتطوير وتشييد مشروع محطة الطاقة الشمسية لصالح الجامعة، وذلك وفق نموذج التأجير التمويلي المنتهي بالتملك، والذي سيمكّن الجامعة من امتلاك طاقة نظيفة ومُستدامة ومنخفضة التكلفة.

وستُسهم محطة الطاقة الشمسية والتي شُيِّدت بالتعاون مع شركة كهرباء محافظة القدس فيما يخص الفحص الفني للمشروع؛ في تغطية معظم احتياجات الجامعة من الطاقة الكهربائية حتى تتمكن من رفد مبانيها ومختبراتها ومختلف الأقسام الداخلية بالكهرباء.

وجرى افتتاح المحطة بحضور كل من د. حنا ناصر رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت، ود. عبد اللطيف أبو حجلة رئيس جامعة بيرزيت، والمهندس عنان عنبتاوي رئيس مجلس إدارة شركة قُدرة لحلول الطاقة المتجددة، والمهندس هشام العمري رئيس مجلس الإدارة ومدير عام شركة كهرباء محافظة القدس، والمهندس باسل ياسين مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث الطاقة والبيئة في سلطة الطاقة والموارد الطبيعية وممثلاً عن المهندس ظافر ملحم رئيس سلطة الطاقة، والسيد حمدان البرغوثي نائب محافظ محافَظة رام الله والبيرة، والسيد كامل الحسيني مدير إدارة العلاقات الإستراتيجية والتعاون الدولي في مجموعة بنك فلسطين، والمهندس حمدي طهبوب الرئيس التنفيذي لمجلس تنظيم قطاع الكهرباء الفلسطيني، والمهندس عبد الرحمن هيجاوي مدير عام شركة قُدرة، بالإضافة إلى ممثلين عن جامعة بيرزيت، وعدد من الشخصيات الرسمية وممثلي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ووسائل الإعلام الفلسطينية.

ناصر: المحطة تساهم في تخفيض الكلفة الكهربائية للجامعة

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب ناصر بضيوف الحفل، مؤكدًا أن جامعة بيرزيت تكون قد حققت بإنشاء محطة الطاقة الشمسية ثلاثة أغراض أساسية هي: ساهمت مساهمة فعلية في المحافظة على البيئة النظيفة، وعملت على تخفيف الاعتماد على الكهرباء التي تردنا من إسرائيل، وساهمت في تخفيض الكلفة الكهربائية للجامعة.  

وأضاف: "بهذه الإيجابيات أتطلع لأن تزداد هذه المحطات في الوطن في جميع المؤسسات والمنازل بحيث يكون الاعتماد على الشمس أكثر ما يمكن. ولحسن الحظ فإن الشمس لا تخضع لسيطرة الاحتلال. وأدرك أن مبيعات شركة كهرباء محافظة القدس ستنخفض قليلا بإنشاء محطات مماثلة في الوطن ولكن أدرك في الوقت ذاته أن الحس الوطني للشركة أكبر من الحس التجاري وبالتالي أتطلع لأن تنتشر مثل هذه المحطات في جميع أرجاء الوطن وأن توفر الشركة الشروط المريحة لكي يتم إنجاز مثل هذه المشاريع بأكبر قدر من التسهيلات".

وشكر ناصر جميع الجهات التي ساهمت في انجاز محطة الطاقة الشمسية خاصا بالذكر سلطة الطاقة الفلسطينية، وشركة كهرباء محافظة القدس، وشركة قدرة، والمكتب الهندسي في الجامعة.

من ناحيته، أشاد البرغوثي بالإنجازات التي يحققها القطاع الخاص بالشراكة مع مختلف المؤسسات التعليمية، معربًا عن فخره لافتتاح محطة طاقة شمسية في جامعة بيرزيت والتي ستسهم في تقليل الاعتماد على الخارج من الطاقة الكهربائية. 

عنبتاوي: تعتز "قدرة" بالمساهمة في تمكين قطاع التعليم العالي

من جانبه، أكد عنبتاوي أنّ مشروع محطة الطاقة الشمسية بقدرة 1 ميغاواط، يُعدّ أحد المشاريع الرائدة التي شرعت "قُدرة" بتنفيذها منذ العام الماضي، حيث قامت بتطوير وتشييد محطة طاقة شمسية لصالح هيئة كهرباء يعبد بقدرة 1 ميغاواط والتي بُدئ بتشغيلها مؤخرًا لتخدم أكثر من 20 قرية وتجمع سكاني في المنطقة، إضافة إلى مشروع محطة طاقة شمسية لصالح بلدية جلبون بقدرة 250 كيلوواط والتي تم تشغيلها العام الماضي، إلى جانب عدد من المشاريع الحديثة التي باشرت الشركة أعمال التصاميم والتخطيط لها.

وأوضح عنبتاوي أن محطة الطاقة الشمسية في جامعة بيرزيت ستُسهم في إمداد الجامعة بطاقة كهربائية تغطي معظم احتياجات الجامعة، وبما يمكنها من تقديم خدماتها الأكاديمية معتمدةً على طاقة نظيفة ومستقرة ومنخفضة التكلفة.
كما أعرب عن اعتزاز الشركة بالمساهمة في تمكين قطاع التعليم العالي، والتزامها بتوظيف خبراتها الهندسية والتقنية واستثماراتها من أجل تمكين مختلف قطاعات وشرائح المجتمع طاقياً، وهو ما يجسّد رؤية شركة قُدرة ومؤسسوها والمتمثّلة في توفير الطاقة النظيفة والمستدامة والزهيدة للجميع، وذلك من خلال توفير أحدث الحلول بأرفع معايير الجودة وضمن المواصفات الفلسطينية والعالمية، وبتطوير تصاميم خاصة تلائم الظروف البيئية والمناخية في فلسطين وتلبي الاحتياجات المتنوعة لمختلف شرائح المستهلكين.

كما شدّد عنبتاوي على ضرورة تكثيف الجهود والعمل بإطار من الشراكة ما بين كافة الجهات ذات الاختصاص ومكونات قطاع الطاقة الفلسطيني، من أجل تعزيز البيئة المحفزة والحاضنة للطاقة المتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع، بما سيسهم في تحرير قطاع الطاقة من سيطرة الجانب الآخر، وفرض السيادة الفلسطينية على هذا القطاع.
ودعا عنبتاوي جميع الشركاء إلى الإقدام بخطوات واسعة وسريعة في تعزيز قطاع الطاقة المتجددة وصولاً إلى تحقيق الأمن الطاقي لفلسطين.

ياسين: سلطة الطاقة تعمل جاهدة على تطوير المصادر المحلية من الطاقة المتجددة

بدوره، أشاد ياسين بجهود القائمين على افتتاح محطة جامعة بيرزيت للطاقة الشمسية، داعيًا إلى الاستثمار في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية حتى نستطيع الانفكاك تدريجيًا عن الاعتماد كليًا على الجانب الآخر في تزويد سلعة الكهرباء، والذي يعمل جاهدًا على احتكار هذه السلعة من حيث التحكم بالقدرة المزودة وفرض الأسعار العالية لشرائها.

وأكد ياسين أن سلطة الطاقة تعمل جاهدة على تطوير المصادر المحلية من الطاقة المتجددة، ودراسة البدائل المختلفة لتأمين مصادر مستدامة من الطاقة، مضيفًا أنه تم حديثًا، وبمشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة، تحضير الخطة الوطنية للطاقة المتجددة في فلسطين 2021 -2030، والتي تهدف إلى إضافة ما قدرته 500 ميغاواط من الطاقة المتجددة من جميع مصادرها، وآليات الاستثمار المقرة لذلك حتى عام 2030.

كما أردف أنه تم تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة الشمسية في مختلف محافظات الوطن، حيث بلغت القدرة الإجمالية المركبة حتى يومنا هذا حوالي 130 ميغاواط، لافتًا إلى أن الاستراتيجية العامة للطاقة المتجددة والتي أقرتها الحكومة الفلسطينية عام 2012 هدفت إلى توليد ما يعادل 10% من الطاقة المنتجة محليًا من مصادر الطاقة المتجددة، وبقدرة إجمالية تصل إلى 130 ميغاواط بحلول عام 2020.

العمري: المشروع يخدم أهداف تنويع مصادر الطاقة

وحول أهمية المشروع، بيّن العمري أن المشروع يخدم أهداف تنويع مصادر الطاقة والذي يعد خطوة في الاتجاه الصحيح للنهوض بقطاع الطاقة الفلسطيني، عبر تشجيع  الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في فلسطين، بهدف سد العجز في الطاقة، وتقليل الاعتماد على استيراد التيار الكهربائي من المزود الإسرائيلي، بما يحقق الأمن الكهربائي للمواطن الفلسطيني.

وأضاف العمري أن مثل هذه المشاريع تعزز من جودة خدمات الكهرباء في فلسطين، لا سيما مع تزايد الطلب على هذه السلعة الحيوية، وأيضًا في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني والعمراني، وتحكم الجانب الإسرائيلي بالموارد والمصادر الطبيعية والطاقة، إضافة إلى محدودية المصادر، وزيادة التنافس عليها مع ارتفاع الطلب على الكهرباء.
وبين أن أنظمة الطاقة الشمسية المربوطة على شبكات الشركة نحو 841 نظامًا شمسيًا في مناطق امتياز الشركة، بالإضافة إلى ربط 22 مدرسة ضمن مشروع إنجاز القدس بقدرة إجمالية 1.8 ميغاواط  ذروة في مناطق الامتياز، كما بلغ مجمل قدرة مشاريع الطاقة الكهروضوئية لدى الشركة أكثر من 32 ميغاواط، فيما بلغ مجمل إنتاج هذه المحطات أكثر من 98 ميغاواط/ساعة، والذي يعكس توفير ما يقارب 46 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

أبو حجلة: نقلة نوعية في اعتماد الجامعة على الطاقة الشمسية 

بدوره، أوضح أبو حجلة أن جامعة بيرزيت عملت منذ سنوات على تعزيز استثمار الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وقد قطعت شوطًا مهمًّا في هذا المجال، إذ أنشأت في العام 2013 أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية بقوة 50 كيلو واط، وواصلت المضيّ في هذا النهج، ليبلغ عدد المحطات 6 محطات، بقوة إنتاجية تبلغ 684 كيلو واط.

وأضاف: "يأتي افتتاح هذه المحطة اليوم، بالتعاون مع شركة قُدرة ليشكّل إضافة مهمة في مسعى جامعة بيرزيت لتعزيز ثقافة التوجه إلى الطاقة النظيفة، لا سيما في ظل انحسار الاعتماد الكلي على مصادر الطاقة التقليدية، وليشكّل نقلة نوعية في اعتماد الجامعة على الطاقة الشمسية، بحكم كون هذا المشروع قادر على توليد طاقة كهربائية بقدرة 1 ميجا واط".

وبين أبو حجلة أن افتتاح هذا المشروع جاء مع بدء جامعة بيرزيت هذا الفصل الأكاديمي بقبول أول دفعة ببرنامج ماجستير إدارة الطاقة المتجددة الذي تم اعتماده حديثًا، وعملها على استحداث واعتماد برنامج دبلوم متوسط في الطاقة البديلة لتجمع بين الدور الأكاديمي الرائد، والممارسة العملية.