رام الله-أخبار المال والأعمال-أعلنت مؤسسة التعاون، يوم الأربعاء، إطلاق جوائزها السنوية للتميز والإنجاز للعام 2020، للعام الـ 17 على التوالي، في حفل نظمته في رام الله وفقًا للبروتوكولات الصحية، وبحضور عدد من الشركاء وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والفائزين في السنوات السابقة.
يأتي إطلاق الجوائز إيماناً من "التعاون" بأهمية تقدير وتكريم إنجاز وإبداع الشعب الفلسطيني، وللحفاظ على العراقة والأصالة والجذور وخلق الروح التنافسية المبنية على الإنجاز والتميز.
وتبلغ قيمة جوائز هذا العام 295 ألف دولار أميركي، تتوزع على ست جوائز هي: جائزة "التعاون" للقدس- جائزة المرحوم راغب الكالوتي للتنمية المجتمعية في القدس " للقدس نعمل"، جائزة "التعاون" للشباب- جائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي "لغدٍ أفضل... نبدع"، جائزة "التعاون" لغزة- جائزة فلك وعبد الكريم كامل الشوا للمؤسسات المجتمعية "لأجل غزة"، جائزة "التعاون" للتميز بالقطاع الثقافي- جائزة المرحوم نعيم عبد الهادي "سنكون يوماً ما نريد"، جائزة "التعاون" للمعلم المتميز- جائزة منير الكالوتي للمعلم المتميز "ابداع معلم ... نهضة وطن"، جائزة "التعاون" للتميز بالقطاع الصحي - جائزة المرحوم الحاج أحمد أبو غزالة "لمبادرات صحية متميزة".
وفي كلمتها خلال الحفل، أكدت مدير عام "التعاون" يارا السالم أن الجوائز تهدف إلى تكريم وتحفيز وتقدير المؤسسات التي حققت إنجازات فريدة، وساهمت في عملية النمو الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لشعبنا الفلسطيني، وللأفراد الرياديين والمبدعين والمبادرين لخدمة فلسطين، مشيرةً إلى أنه منذ إطلاق النسخة الأولى عام 2003، حاز 107 فائزين على جوائز "التعاون" من مؤسسات ومدارس وشباب ومعلمين، بما يقارب 2.4 مليون دولار.
وأوضحت السالم أن جوائز "التعاون" تعتبر من أكبر الجوائز في فلسطين، وتغطي قطاعات ومناطق وفئات مختلفة، لافتةً إلى أنه يتم تقييم المتقدمين للجوائز من قبل لجان تحكيم متخصصة ومستقلة وتطوعية وذلك لضمان حيادية وشفافية الاختيار،ـ حيث شارك 146 عضوًا وعضوة في اللجان منذ بداية تأسيس الجوائز.
وأضافت أن لجان التحكيم الخارجية ترفع توصياتها من خلال المدير العام الى ممول الجائزة للموافقة، ومن ثم إلى مجلس الإدارة في المؤسسة للاعتماد والمصادقة.
وشكرت السالم جميع المانحين على دعمهم السخي والمتواصل لأبناء شعبنا الفلسطيني، داعيةً المؤسسات والأفراد للتقدم والمنافسة لنيل إحدى جوائز "التعاون".
وفي كلمة أعضاء لجان التحكيم، قال خالد عليان، المدير التنفيذي لسرية رام الله الأولى إن مؤسسة التعاون ليست جهة مانحة بل هي مؤسسة همها الأول مصلحة المجتمع الفلسطيني ومواطنيه ومؤسساته، مشيرًا إلى أن جوائز التعاون للإنجاز، وللقدس، وللشباب، وللتعليم، ولغزة، وللمعلم المتميز، وللقطاع الصحي، اهتمت بقطاعات ومناطق مختلفة، وقدمت لمؤسسات وأفراد فلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم.
وأضاف أن الموضوع الأهم في هذه الجوائز ليس القيمة المالية بالرغم من أهميتها، ولكن قيمة هذه الجوائز تكمن في تقديرنا كمؤسسات أهلية وأفراد وتشجيعنا على التميز، وعلى التنافس النزيه.
وشكر عليان أعضاء لجان التحكيم، الذين بلغ عددهم حتى الآن 146 عضوًا وعضوة على مساهمتهم الطوعية في مراجعة الطلبات، وتقييمها، وحضور الاجتماعات المكثفة لاختيار الفائزين، والزيارات الميدانية للمؤسسات، موضحًا أن مهمتهم لم تكن سهلة كون المتقدمين من مؤسسات وأفراد كانت مشاريعهم متميزة ولم يكن من السهل الاختيار، لكن اللجان اعتمدت مبادئ رئيسية أهمها الحيادية والاستقلالية.
من جهته، قال سهيل خوري مدير المعهد الوطني للموسيقى الذي نال جائزة التعاون للقدس عام 2013 إن الجائزةُ ليست فقط ذات رمزٍ، بل قيمتها ذات معنى وتستطيع ان تؤثر في عمل المؤسسات، موضحًا أن القيمة المعنوية للجائزة في قطاع العمل الفني تعني ربما أكثر مما تعنيه لغيرنا، فالفنان الصادق بطبيعته يسعى للتقدير المعنوي من الناس أكثر منه للتقدير المادي رغم أهميته، وهذا ما شعرنا به من هذه الجائزة.
وعن جائزة الشباب، قالت نور جابر صاحبة مشروع المسافر الصغير الذي نال الجائزة عام 2018، أن الفوز بجائزة منير الكالوتي للشباب الريادي كان له تداعيات كثيرة ومفيدة على صعيد تطوير المنتج من حيث التصميم والشكل النهائي للطباعة وكيفية التسويق، شاكرةً "التعاون" والسيد منير الكالوتي على الدعم الذي بفضله استطاع مشروعها أن يخطو أولى خطواته نحو النجاح.
من جانبها، أوضحت مديرة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي رناد القبج أن الجائزة التي حصلت عليها المؤسسة في العام 2015 لم تكن تقديراً فقط لجهود المؤسسة والعاملين فيها، بقدر ما هي تقدير لجهود الأطفال، الشباب، المتطوعين، المكتبيين، وكل الناس الذين شاركوا في مبادرات فتحوا من خلالها أبواب الأمل للناس من حولهم، ولذا كان الاحتفال بالجائزة مع كل هؤلاء الصغار والكبار.
بدوره، أشار نادر جلال مدير المؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية- نوى، التي فازت بالجائزة عام 2019 أنهم يقومون منذ عام 2010 ببحث متواصل ومتراكم لجمع أرشيف المبدعين والموسيقيين من تسجيلات ونوتات موسيقية وصور ووثائق وقصص، وإعادتها الى الوطن لأرشفتها وتبويبها وإعادة انتاج بعضها، موضحًا أن الجائزة ساهمت في استمرار العمل ضمن مشروع "أصواتنا المفقودة" والذي سيتم من خلاله إصدار كتاب توثيقي حول النهضة الموسيقية المحترفة في فلسطين النصف الأول من القرن الماضي وأدوار الموسيقيين الفلسطينيين في الحياة الموسيقية العربية والعالمية.
بدورها، قالت المعلمة عبلة إبراهيم، الفائزة بجائزة التعاون للمعلم المتميز عام 2017 إن فوزها بالجائزة كان لها دور كبير في تعزيز وزيادة دافعيتها للعمل والتميز وتقديم الأفضل كمعلمة تربية خاصة للطلبة من ذوي الإعاقة ومن يواجهون صعوبات في التعلم، مؤكدةً على ضرورة دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات، بالإضافة إلى دعم المدارس والمؤسسات التي ترعى هذه الفئة التي تستحق منّا الكثير.
ودعت جميع المعلمات والمعلمين للتقدم للجائزة، مشيرةً إلى أنها "تختلف عن أي جائزة أخرى فهي بالإضافة لقيمتها الكبيرة، تتميز بمصداقية وموضوعية التحكيم الذي يلمسه كل من يتقدم للجائزة حيث يمر التحكيم بمجموعة من المراحل المختلفة للتأكد من أثر المبادرة على الأرض وأحقيتها بالفوز".
من ناحيته، قال د. بشار الكرمي رئيس جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا التي حازت على الجائزة عام 2017، إن حصول الجمعية على جائزة "التعاون" تعكس قناعة القائمين على الجائزة بعمق التأثير الذي قامت به الجمعية في المجتمع الفلسطيني، مؤكدًا أن الجائزة مثلت نقطة فاصلة في مسيرة الجمعية وأمدتها بدعم مادي ومعنوي ساعدها على استمرار مسيرتها.
وتضمن الحفل فقرة غنائية وموسيقية لمؤسسة الكمنجاتي، ومعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، بالإضافة إلى أجنحة للفائزين السابقين بالجوائز، أطلعوا خلالها الحضور على إنجازاتهم وكيفية استفادتهم من الجائزة في تطوير أعمالهم وتجاربهم.
يُذكر أن "التعاون" هي مؤسسة مستقلة مسجّلة كفرع في فلسطين، تأسست عام 1983 بمبادرة مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، بهدف تمكين الإنسان الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني اجتماعياً واقتصادياً، في فلسطين وفي مخيمات الشتات الفلسطينية في لبنان. تنفذ "التعاون" مشاريعها التنموية والإغاثية ضمن أربعة برامج رئيسية: التعليم، والثقافة، والتنمية المجتمعية بما يشمل التمكين الاقتصادي ودعم الأيتام، وإعمار البلدات التاريخية.