تل أبيب/دبي (رويترز) - تثير آفاق العلاقات الرسمية مع الإمارات، من خط مقترح للسكك الحديدية إلى الخليج من ميناء حيفا الإسرائيلي ورحلات جوية سريعة ومباشرة من تل أبيب، حماسة في إسرائيل.
وفي الإمارات، التي يزورها منذ سنوات مسؤولو تنفيذيون بشركات إسرائيلية لديهم جوازات سفر أجنبية، تتخذ الشركات التي من المرجح أن تكون مرشحة لإبرام صفقات مع إسرائيل نهجا أكثر حرصا، منتظرة فيما يبدو توجيهات حكومية بشأن السياسة المستقبلية.
أعلنت إسرائيل والدولة الخليجية يوم الخميس أنهما ستقيمان علاقات طبيعية تحت مظلة اتفاق برعاية الولايات المتحدة لا يزال رهن مفاوضات حول تفاصيل مثل فتح سفارات وروابط السفر قبل توقيعه رسميا.
وسارع مسؤولون إسرائيليون إلى إبراز المنافع الاقتصادية للإتفاق، والذي سيشمل أيضا فور إضفاء الطابع الرسمي عليه اتفاقيات تتعلق بالسياحة والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والأمن بين مجالات أخرى.
ووقعت بعض الشركات الإسرائيلية والإماراتية بالفعل اتفاقات منذ يوم الخميس، وجرى الإعلان عن عدد من أوجه التعاون الطبي والدفاعي على نطاق محدود خلال الأسابيع التي سبقت اتفاق التطبيع.
لكن كيانات حكومية إماراتية وشركات خاصة تتوخي الحذر في مناقشة فرص استثمارية قبل أن تصبح الروابط رسمية، إذ امتنع كثيرون عن التعقيب.
وقالت متحدثة باسم مجموعة الحبتور، التي لها بضعة فنادق في دبي، إن المجموعة تجري محادثات للشراكة مع شركة الطيران الإسرائيلية يسرائير. وأضافت أن من المبكر جدا مناقشة مد أنشطة المجموعة إلى إسرائيل.
وامتنع صندوق مبادلة التابع لحكومة أبوظبي عن التعقيب بشأن الفرص الاستثمارية المحتملة الناتجة عن الاتفاق، وأحالت بعض الإدارات الحكومية طلبات التعقيب إلى وزارة الخارجية.
"تحديث كبير"
وقال وزير المالية الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن الروابط الرسمية مع الإمارات "قد تكون أساسا لتحديث كبير جدا للاقتصاد الإسرائيلي، بالطبع إلى جانب الأشياء التي يحتاجونها منا في تكنولوجيا المياه والزراعة والتكنولوجيا الفائقة".
وسلط كاتس الضوء، خلال حديثه عبر محطة إذاعية إسرائيلية، على آفاق مشروعات إقليمية ضخمة للنقل مثل "خط للسكك الحديدية بين دول الخليج وميناء حيفا"، والذي قال إنه سيجعل إسرائيل "بوابة البحر المتوسط" للإمارات.
ويتعين أن تمر مثل تلك الشبكة للسكك الحديدية عبر السعودية، التي ليست لها علاقات مع إسرائيل وتلزم الصمت حتى الآن بشأن اتفاق إسرائيل مع الإمارات.
ومن المتوقع أن يسافر وفد إسرائيلي إلى الإمارات خلال أسابيع لإيجاد صيغ للتطبيع، وهو تحول تاريخي قد يعيد تشكيل سياسات الشرق الأوسط من القضية الفسطينية إلى مواجهة إيران.
وستكون الإمارات الدولة العربية الثالثة فقط في أكثر من سبعين عاما التي تقيم علاقات مع إسرائيل، بعد مصر والأردن.
"لن تخاطر بكل ما لديها"
لكن هناك حساسيات لدى الشركات فيما يتعلق بالترحيب بالاستثمار الإسرائيلي علانية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي في وقت الرأي العام في الشرق الأوسط مناصر لفلسطين إلى حد كبير.
ودعا البعض في الإمارات إلى مقاطعة إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وقال روبرت موجيلنيكي من معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن الشركات الإماراتية ستستقي بحرص مؤشرات ردود الأفعال الإقليمية حيال الاتفاق لتفادي توتر في العلاقات القائمة.
وأضاف قائلا "الشركات الإماراتية الراسخة والشركات المملوكة لعائلات لن تخاطر بكل ما لديها فقط من أجل دخول الأسواق الإسرائيلية".
ويقر مستثمرون إسرائيليون بأن إبرام اتفاقات تجارية جديدة سيستغرق وقتا على الأرجح، لكنهم يقولون إن موقع إسرائيل القوي في مجال التكنولوجيا الفائقة والابتكارات في مجال الزراعة سيكون من الصعب على الإمارات رفض هذه الفرصة.
وقال جون ميدفيد الرئيس التنفيذي لشركة أور كراود الإسرائيلية للتمويل الجماعي "محادثات الاستثمار المشترك جارية (مع الإسرائيليين) في أنحاء العالم العربي، لا مع الإمارات فحسب"، وذلك في إشارة إلى توقعات إسرائيلية بأن البحرين وسلطنة عمان ستسيران على نفس خطى تطبيع العلاقات.
ويقول بعض المحللين إن السياحة قد تحقق استفادة أيضا، غير أن الانطلاقة ستتطلب وقتا بالنظر إلى تأثير جائحة فيروس كورونا على السفر العالمي.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن إسرائيل تستعد لرحلات جوية مباشرة تمر فوق السعودية إلى الإمارات، لكنه لم يعط جدولا زمنيا لبدئها.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل ومجالها الجوي مغلق أمام شركات الطيران الإسرائيلية.
وبسؤالها عن تسيير رحلات إلى إسرائيل، قالت شركة طيران الإمارات في دبي إنها ليست لديها ما تعلنه. ولم يكن لدى طيران الاتحاد في أبوظبي تعقيب فوري عندما اتصلت رويترز بها.