أبوظبي (رويترز) - عبر وزير النفط الهندي دارميندرا برادان يوم السبت عن قلقه من ارتفاع أسعار النفط لكنه قال إن من السابق لأوانه التنبؤ بتأثير العقوبات الأمريكية على طهران على واردات بلاده من النفط الإيراني بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وقال برادان لرويترز خلال زيارة للإمارات ”مثل هذا النوع من (التوتر) الجيوسياسي يؤثر على الدول المستهلكة والمنتجة. علينا أن نتعايش مع الواقع الجيوسياسي الراهن“.
وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء من اتفاق نووي دولي مع إيران وأعلن إعادة فرض عقوبات على البلد العضو في منظمة أوبك. وكان الاتفاق الأصلي قاد إلى رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض إيران قيودا على برنامجها النووي.
وظلت أسعار النفط دون أعلى مستوى في عدة سنوات حيث يتجه خام القياس العالمي مزيج برنت إلى الارتفاع 2.8 بالمئة على أساس أسبوعي بينما زاد الخام الأمريكي 1.2 بالمئة. وجرت تسوية خام برنت على انخفاض بلغت نسبته 35 سنتا إلى 77.12 دولار للبرميل يوم الجمعة.
وقال برادان إنه ”قلق إلى حد ما“ بشأن تأثير ارتفاع سعر الخام على الدول المستهلكة لكنه لا يعتقد أن إمدادات النفط ستمثل مشكلة.
وقال ”دعونا نرى كيف ستتحرك الأمور. من المبكر التنبؤ... نراقب الأمر بحرص“.
وإيران هي ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك. وقد عززت إمداداتها بعد رفع العقوبات في 2016 ليصل إنتاجها إلى 3.81 مليون برميل يوميا في مارس آذار 2018.
ويتوقع محللون الآن أن تنخفض الإمدادات الإيرانية بما يتراوح بين 200 ألف ومليون برميل يوميا ويعتمد الأمر على عدد الدول الأخرى التي ستحذو حذو واشنطن.
وخلال العقوبات السابقة تمتعت الهند بإعفاءات سمحت لها بواردات نفطية إيرانية محدودة دفعت مقابلها بالروبية بدلا من الدولار الأمريكي.
وعندما جرى تخفيف العقوبات على طهران زادت الهند من الواردات إلى 900 ألف برميل يوميا في أواخر عام 2016 لكن المعدل تراجع إلى نحو 500 ألف برميل يوميا هذا العام.
وقال وزير النفط الهندي إن هناك توافق بين شركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة و شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركات هندية لتأسيس شركة مشتركة لإنشاء مصافي تكرير للنفط في راتناجيري.
والمنشأة المقرر أن تتكلف نحو 44 مليار دولار وتقع غرب الهند ستكون واحدة من أكبر مجمعات التكرير والبتروكيماويات في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون برميل يوميا.
ووقعت أرامكو السعودية في أبريل نيسان اتفاقا مع الهند ليكون لها 50 بالمئة من المشروع. وقد تجلب أرامكو في وقت لاحق شريكا استراتيجيا آخر للمشاركة في حصتها.
وتريد أدنوك التوسع في محفظتها الخاصة بأنشطة المصب في أسواق لا يزال الطلب على النفط فيها يتزايد مثل الصين والهند بما يؤمن أسواقا جديدة لتصريف الخام.
أدلى برادان بالتصريحات في مقر أدنوك على هامش الاحتفال بمناسبة توريد أول شحنة خام من أدنوك إلى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للهند بعد تحميلها واتجاهها في الطريق للهند.
وقالت أدنوك في بيان إن الشحنة هي الأولى في إطار اتفاق بين الشركة والحكومة الهندية لتخزين 5.86 مليون برميل من الخام من أدنوك في منشأة كارناتاكا في مدينة مانجالور.
وشهد سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لأدنوك ووزير الدولة الإماراتي مراسم تحميل الشحنة التي تصل إلى ما يقرب من مليوني برميل من الخام مع الوزير الهندي في أبوظبي.
وقال برادان في بيان بعد المراسم ”الاحتياطي الاستراتيجي سيقدم دفعة لتعزيز أمن الطاقة في الهند وسيساعدنا في التعامل مع تعطل الإمدادات. وفيما سيستخدم جزء من النفط المخزن في أغراض تجارية لأدنوك فإن القسم الأكبر سيكون لأغراض استراتيجية بحتة“.